يتساءل الكثيرون عن جدوى انعقاد جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهوريّة في لبنان، طالما لم يأت الضوء الأخضر من الخارج، ومع وجود تعنّت من قبل ميشال عون بإصراره على أن يكون هو الرئيس أو لا أحد.


ريما زهار من بيروت: ينعقد مجلس النواب اللبناني اليوم لانتخاب رئيس للجمهوريّة، وسيكون مصير هذه الجلسة كسابقاتها، لأن الضوء الأخضر لم يعط بعد لانتخاب رئيس في لبنان، فما جدوى كل تلك الجلسات اليوم لانتخاب رئيس للجمهوريّة وما الهدف منها؟.

يقول النائب والوزير السابق إيلي ماروني (الكتائب اللبنانيّة) لـ"إيلاف" إن استمرار انعقاد جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية حتى من دون التوصل إلى الغاية المنشودة، ومن دون التوصل إلى النصاب القانوني، هي تأكيد على التمسّك بالأصول البرلمانية والدستورية، وعلى تمسّك فريق من النواب يؤمنون بضرورة ممارسة هذا الواجب الدستوري لانتخاب رئيس، لعلّه وعسى تستيقظ الضمائر التي تمعن في تدمير مؤسسات الوطن ونتمكن حينها من انتخاب رئيس للجمهوريّة.

كل يغني على ليلاه
ويلفت ماروني إلى أنه ليس هنالك حتى الساعة من مؤشر ينذر بانتخاب رئيس للجمهوريّة، لأن الأمور ما زالت ثابتة ولم تتغير، والكل يغني على ليلاه، والوطن وحده يعاني.
ويؤكد ماروني وجود فريق معيّن يحاول ربط انتخاب الرئيس بالأوضاع الإقليميّة والدوليّة، ونحن مصرّون على أن نقوم كلبنانييّن بربط استحقاقتنا بالاستحقاقات الخارجية، وليس الخارج من يربطنا بذلك، وإذا قرر النواب اللبنانيّون الذهاب إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهوريّة، فلا نعتقد بأن بوارج حربيّة من أي دولة في العالم ستمنعهم من ممارسة هذا الحق، وأحد أسباب تعثّر انتخاب رئيس للجمهوريّة في لبنان هي الأنانيّة المسيطرة بالتحديد عند رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون، الذي لا يقبل المحاورة حول أي اسم ممكن أن يكون رئيسًا للجمهوريّة اللبنانيّة.

ويرى ماروني أنه من الضروري أن يكون موضوع رئاسة الجمهورية بندًا أولاً في جدول أعمال الحوارات، لأنه من الضروري انتخاب رئيس للجمهورية مهما كان الثمن ومهما كانت الظروف.

لقاء عون وبري
أما النائب ناجي غاريوس (التكتل العوني) فيرى في حديثه لـ"إيلاف" أنه في انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان يجب تطبيق الدستور، في كل الأمور، من خلال إنجاز قانون انتخابي يفرز نوابًا جددًا ينتخبون رئيسًا للجمهوريّة، ومن واجبات رئيس مجلس النواب أن يدعي إلى جلسات متتالية كي يتم النصاب.

عن لقاء عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وإلى أي مدى ساهم في حلحلة موضوع رئاسة الجمهورية، يقول غاريوس: "تم التحدث في موضوعات عدّة، ومنها رئاسة الجمهوريّة، واستعادة الجنسيّة للبنانييّن في الخارج. وموضوع الإدارات، والعماد عون صرّح بأنه تم الحديث عن موضوع رئاسة الجمهورية، وهناك تقدم بسيط في هذا الخصوص. وتتم دراسة الموضوع جديًا بين المسؤولين، ولا يتم التصريح بما اتفق عليه حتى الآن في هذا الخصوص.

عون مصّر
ويؤكد غاريوس أن كل الأوساط الإقليميّة والخارجيّة التي تتحدث عن رئاسة الجمهورية لها رأيها في انتخاب الرئيس، وما نطالب به كتكتل تغيير وإصلاح هو أن نتفاهم على رئيس محليًا، وميشال عون لن يتنازل هذه المرة، كما فعلها سابقًا، وسيصر على أن يكون هو رئيس الجمهوريّة، لأن لديه أكبر كتلة.

وعون، بحسب غاريوس، ليس ضد أحد، وهو لبناني أصيل، كلامه واضح وصريح، وهو يريد إقامة دولة. وبحسب غاريوس، فالدول الخارجيّة هي من تعرقل إنتخاب رئيس للجمهوريّة، لأنها تريد أن يبقى لبنان بحاجة إليها.

ويعتبر غاريوس أن الأخوة السنة والشيعة طالبوا من المسيحيين أن يتفقوا في ما بينهم من خلال الحوارات بين التيار العوني والقوات اللبنانيّة، من أجل انتخاب رئيس للجمهوريّة، ولا بد من القيام بذلك للتوصل إلى رئيس قوي وفاعل.
&