تحتفل قوى 14 آذار بذكراها العاشرة، وتطلق خلال تلك الذكرى مجلسها الوطني العابر للطوائف، وبعد مرور 10 أعوام عليها، أين أخفقت هذه القوى وأين نجحت في قراراتها؟

بيروت: اليوم عند الساعة الرابعة بتوقيت لبنان في مجمع البيال، تحتفل قوى الرابع عشر من آذار بذكراها العاشرة، فما الذي سيتضمنه هذا الإحتفال وإلى ماذا يؤسس؟ يقول النائب السابق فارس سعيد (14 آذار) ل"إيلاف" أنه خلال العيد العاشر لقوى 14 آذار، سيكون هناك مؤتمرًا يشارك فيه المدعوون إليه، وهم نحو 300 شخصيّة من مختلف التيارات الحزبيّة والمستقلة، والمتنوعة ثقافيًا ودينيًا، وسترتكز جدول أعمال المؤتمر على نقطتين، الأولى إطلاق وثيقة سياسيّة ومناقشتها، والثانية الإعلان عن إنشاء المجلس الوطني لقوى 14 آذار.
أما النائب السابق مصطفى علوش (14 آذار) فيؤكد في حديثه ل"إيلاف" أن ذكرى 14 آذار يجب أن تصبح عيدًا وطنيًا، والظروف التي مرت على البلد، والانقسامات المضادة التي مثلها 8 آذار، أدت إلى تخفيف وهج 14 آذار، وهي عمليًا ذكرى عظيمة، ورؤيتنا أن تلك القوى تمثل لبنان، وتمثل العيش في بلد تعددّي، ومزدهر ومستقر.
ويضيف:"هذا العام يجب أن يكون هناك إطلاق المجلس الوطني لقوى 14 آذار، وهو يعيد المستقلين من قوى 14 آذار إلى الواجهة، كي يشاركوا بالقرار الذي سيكون استشاريًا في البداية لكنه مع الوقت سيتحوّل إلى ملزم.
إنجازات وإخفاقات
ما هي أهم الإنجازات والإخفاقات التي حققتها قوى 14 آذار بعد عشرة أعوام؟ يقول سعيد :"أنجزت قوى الرابع عشر من آذار الكثير وكذلك أخفقت في بعض الأحيان ككل القوى السياسيّة، ولدينا الجرأة أن نطل أمام الرأي العام المحلي والعربي ونقول هنا أخطأنا، وماذا أنجزنا، و14 آذار هي مشروع وطن وليست حركة سياسيّة، ولا تقاس بموضوع مكاسب نيابيّة ووزاريّة، 14 آذار مشروع وطن يرتكز على أهميّة العيش المشترك في لبنان، الذي أصبح اليوم أكثر من أي وقت مضى أكثر إلحاحًا أن يكون نموذجًا لحل الأزمات في العالم العربي وفي العالم ككل.
"فبعد أحداث باريس وكوبنهاغن والموصل ربما هناك لبنانيون، من المسيحيين والمسلمين، قد تعرّفوا على السيارات المفخخة قبل كل تلك الأحداث، حيث قتلوا وقُتلوا على الهوية، بسبب انتماءاتهم الطائفية.
فاليوم أمام العنف في سوريا والعراق واليمن، لدى هؤلاء اللبنانيين ما يقولونه، أن الوحدة الداخلية والعيش المشترك هما من أفضل الوسائل لحل النزاعات".
في هذا الخصوص يرى علوش أن معظم ال 10 سنوات الماضية كانت سنوات صمود لقوى 14 آذار، في وجه حملة رهيبة، وآخرها إغتيال الوزير محمد شطح، ولكن "لم نكن ضحايا فقط بل كنا في المواجهة".
تأييد 14 آذار
بعد 10 أعوام هل لا تزال قوى 14 آذار تحظى بالتأييد الشعبي ذاته؟ يقول سعيد :" هناك خيبة أمل ربما لبعض الأمور من 14 آذار، من الإدارة السياسية لها، لكن ليس هناك أي خيبة أمل من فكرتها أو قضيتها لأنها تشمل لبنان.
وأكبر برهان بحسب سعيد أن 14 آذار لا تزال قوية هو أن حزب الله لم يستطع أن يضع يده على لبنان كما فعل الحوثيون في اليمن.
أما علوش فيعتبر أن المؤكد أن لا ثورة تبقى قائمة ل10 أعوام من دون أن تخلق الكثير من الإحباطات.
ولكن عمليًا أي مواطن حيادي إذا نظر إلى 14 آذار فإن خياره سيكون معها.&
ويبقى الأهم أن 14 آذار في العمق تمثل آمال الأكثرية العظمى من اللبنانيين بمختلف طوائفهم.
الحوارات والتقارب
كيف تساهم الحوارات الجارية اليوم بتقريب وجهات النظر بين قوى 14 و 8 آذار؟ يلفت سعيد إلى أن ذلك لن يصل إلى مكان لأن الخلاف بين الفريقين هو من طبيعة ثقافيّة ومن طبيعة خيارات.
ويوافق علوش سعيد إذ يقول بأنه لن يتم تقريب وجهات النظر بين 14 و 8 آذار بعد الحوارات لأننا عمليًا نتطلع على مبدئين مختلفين ومرتبطين بواقع إقليمي وببساطة حسن النية موجود عند 14 آذار لكن لا يقابلها أي أمر جدي من الطرف الآخر، 14 آذار تمثل لبنان والسعي إلى الاستقرار، أما 8 آذار فعلى نقيض ذلك.
&