علمت "إيلاف" أن نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي الشيخ خالد الجراح الصباح سيقوم الخميس المقبل بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية.


يوسف الهزاع: بحسب معلومات "إيلاف" عينها، فإن الزيارة تأتي مواكبة للتحركات السعودية الخليجية الدؤوبة لإعادة استقرار المنطقة وترتيب أوضاعها عسكريًا وسياسيًا، خصوصًا في ما يخص تنامي الإرهاب واضطراب الأوضاع في غير مكان يهدد استقرار وأمن الخليج.

ملفات شتى
وسيعقد الضيف الكويتي اجتماعات مع المسؤولين السعوديين، ستتناول مختلف الموضوعات والملفات المشتركة. وتأتي زيارة وزير الدفاع الكويتي بعد نحو ثلاثة أسابيع على اختتام فعاليات الاجتماع الخامس لرؤساء هيئات الأركان في دول الائتلاف الدولي، الذي انعقد في الرياض.

مثّل الكويت في ذلك الاجتماع وفد عسكري قاده رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي الفريق الركن محمد خالد الخضر. وتشارك الكويت والسعودية بفعالية في الحلف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، إضافة إلى دول خليجية وعربية أخرى.

وتشترك السعودية والكويت في العديد من الملفات بتنسيق تام، مثل مشكلة اليمن ودعم الرئيس الشرعي عبدربه هادي منصور، حيث نقلت الدولتان عاصمتيهما موقتًا إلى عدن مقر الرئيس الجديد، ودعمتا الحوار اليمني في الرياض، والتأكيد على اتخاذ المبادرة الخليجية قاعدة للتسويات السياسية. فيما دعم البلدان أيضًا اقتصاد مصر بثمانية مليارات دولار مناصفة في قمة شرم الشيخ أول أمس.

وحمل الوزير الكويتي خلال الفترة الأخيرة ملفات بلاده في غير مكان في العالم، وخصوصًا في الدول المعنية بالحرب على الإرهاب، وأبدى الجراح عزم بلاده على مواكبة الجهود الدولية في هذا الصدد.

مكافحة داعش
واستقبل الجراح في مطلع الشهر الحالي وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في العاصمة الكويت، وأشاد فالون بمساهمة الكويت في جهود التصدي لداعش، وأكد متانة وأهمية ‏العلاقات بين البلدين‎.‎ ورغم أن الكويت تكتفي بتقديم الدعم اللوجستي إلى طيران التحالف، إلا أنها أبدت دعمها لأي تدخل بري ضد "داعش".

وكان& الجراح استقبل وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر قبل ثلاثة أسابيع. وقال بيان بثته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية إن الاجتماع الذي حضره سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الكويت ماثيو تولر ناقش "الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأوجه التعاون في شتى المجالات العسكرية المتعلقة بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها". وحضر الاجتماع أيضًا رئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن محمد خالد الخضر وعدد من كبار قادة الجيش.

وقاد الجراح وفد بلاده في الشهر الماضي في قمة البيت الأبيض الخاصة بالتصدي للتطرف. وشارك في القمة ممثلون عن نحو 60 دولة بهدف تعزيز التعاون ضد التطرف وبحث سبل مكافحة انتشاره. وأكد وزير الدفاع في الاجتماع التزام الكويت بمواجهة الفكر المتطرف العنيف وضرورة معالجته بمنظور شامل من أجل حل مشاكل المنطقة.

وشدد الجراح& على "حرص الكويت على المشاركة الفاعلة مع الشركاء في التحالف الدولي منذ تشكيله لمواجهة الإرهاب والتزامها بالقرارات الدولية الصادرة بهذا الشأن". واشار إلى أن الكويت شكلت فريقًا للعمل من جهات متخصصة عدة لمواجهة وتفنيد الرسائل التي تبثها الجماعات المتطرفة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعية.

الفوضى حاضنة للتطرف
واستذكر استضافة الكويت الاجتماع الأول لمواجهة رسالة وأيديولوجية التنظيمات الإرهابية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إضافة إلى تعزيز العمل مع مؤسسات المجتمع المدني والمفكرين ورجال الدين في ذلك الشأن.

وقال الجراح "لا شك أن استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة أدى إلى خلق بيئة حاضنة لهذه الأفكار المتطرفة، ونؤكد أنه من الأهمية أن تكون المعالجة من خلال منظور شامل لحل مشاكل المنطقة، من أجل القضاء على الإرهاب والتطرف، لما يمثلانه من تهديد إقليمي ودولي". وأضاف إن هذه القمة تعقد في ظروف دقيقة يمر بها المجتمع الدولي ما يستدعي التصدي للأفكار الإرهابية والأيديولوجيات المتطرفة التي تمثل تحديًا مشتركًا للجميع.