جددت بريطانيا، الاحد، التأكيد على أن بشار الاسد "ليس له مكان" في مستقبل سوريا، وذلك بعيد إقرار الولايات المتحدة بأن التفاوض مع الرئيس السوري يبدو امرًا لا مفر منه لإنهاء الحرب الاهلية السورية التي دخلت عامها الخامس.


لندن: قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن "الاسد ليس له مكان في مستقبل سوريا"، وذلك رداً على ما كان اعلنه وزير الخارجية الاميركي جون كيري في وقت سابق الاحد بأنه في النهاية سيكون على الولايات المتحدة ان تتفاوض مع الرئيس السوري لايجاد حل للنزاع في سوريا.

واضافت المتحدثة "كما اعلن وزير الخارجية (البريطاني فيليب هاموند) الاسبوع الماضي، فإننا مستمرون في ممارسة الضغوط على هذا النظام عبر العقوبات الى أن يضع حدًا لاعمال العنف ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة".

الأسد ردا على كيري: "أنتظر الافعال" بعد التصريحات

أعلن الرئيس السوري بشار الاسد اليوم الاثنين تعليقا على تصريحات كيري الاخيرة أنه "ينتظر الافعال" بعد التصريحات.

وقال الاسد ردا على سؤال للتلفزيون الايراني حول اقرار كيري بوجوب الحوار معه، "ما زلنا نستمع لتصريحات، وعلينا ان ننتظر الافعال وعندها نقرر".

وعما اذا كانت هناك تغيرات في المواقف الدولية، قال الاسد في التصريحات التي نقلتها وكالة الانباء الرسمية (سانا)، "لا يوجد لدينا خيار سوى ان ندافع عن وطننا. لم يكن لدينا خيار آخر منذ اليوم الاول بالنسبة الى هذه النقطة"، مضيفا "اي تغيرات دولية تأتي في هذا الاطار هي شيء ايجابي ان كانت صادقة وان كانت لها مفاعيل على الارض".

الا ان الاسد شدد على ان هذه التغيرات يجب ان "تبدا اولا بوقف الدعم السياسي للارهابيين ووقف التمويل ووقف ارسال السلاح والضغط على الدول الاوروبية وعلى الدول التابعة لها في منطقتنا التي تقوم بتأمين الدعم اللوجستي والمالي وايضا العسكري للارهابيين. عندها نستطيع ان نقول ان هذا التغير اصبح تغيرا حقيقيا".

لا تغيير في السياسة الأميركية

وحرص مسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية على التذكير بأن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف نفت أن يكون تصريح كيري يمثل تغييرًا في السياسة الاميركية المتعلقة بسوريا.

وكانت هارف قالت في تغريدة على موقع تويتر إن كيري "جدد التأكيد على سياسة راسخة اننا بحاجة الى عملية تفاوضية مع وجود النظام على الطاولة - ولم يقل اننا سنتفاوض مباشرة مع الاسد".

واضافت: "سياستنا لا تزال على حالها وهي واضحة: لا مستقبل للاسد في سوريا ونحن نقول هذا الكلام دوما".

وساهمت الولايات المتحدة في قيادة جهود دولية لاجراء محادثات سلام بين الاسد وقوى المعارضة، اذ جلس الطرفان على طاولة المفاوضات للمرة الاولى في بداية العام الماضي. وبعد جولتين من المباحثات، انهارت المفاوضات من دون أن يتم استئنافها مع ازدياد سقوط الضحايا في هذه الحرب.

وسقط خلال اربع سنوات من الحرب السورية اكثر من 215 الف شخص، ثلثهم من المدنيين، وبينهم اكثر من عشرة آلاف شخص. واتهمت منظمات لحقوق الانسان المجتمع الدولي بالفشل في ايجاد حل للازمة.