مع دخول النزاع في سوريا عامه الخامس، وانشغال العالم في محاربة تنظيم (داعش) وفظائعه، وإقرار الولايات المتحدة الأميركية بأنها قد تضطر إلى مفاوضة الأسد لإنهاء الحرب، رأى خبراء في ذلك دليلاً على فشل سياسة اوباما في التعامل مع الملف منذ بدايته.


واشنطن: يرى إليوت أبرامز، الباحث بمجلس العلاقات الخارجية، أن سوريا، ستبقى طويلاً أكبر فشل لسياسات أوباما، بسبب «الثمن الإنساني»، الذي تسببت به سياساته. وقد سبق لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ووزير الدفاع بانيتا، ورئيس وكالة الاستخبارات الأميركية باتريوس، أن طلبوا من الرئيس الأميركي المضي قدمًا بمطلبه، الذي نص على أن «الأسد يجب أن يرحل»، وذلك بتقديم دعم حقيقي للمعارضة. «غير أن أوباما رفض. ومضى الأسد في ذبح شعبه من السنة».
&
ويضيف أبرامز أنه حتى استخدام الأسد للكيميائي، لم يدفع أوباما إلى اتخاذ الإجراء الذي يحقق تعهده برحيل الأسد.
&
ويعتقد الباحث جازمًا بأن نظام الأسد آلة لتصنيع الإرهابيين، «لأن السنة في أنحاء العالم سينضمون لـ(النصرة) و(داعش) من أجل محاربة الأسد والدفاع عن السنة». على ذلك، فإن العنف لن يتوقف، طالما أن الأسد في السلطة. ويرى هو أيضا، أن على الولايات المتحدة أن تعمل مع تركيا ودول أخرى، لدعم المعارضة المعتدلة، وإسقاط النظام السوري.
&
ومن جانبه، قال الدبلوماسي المخضرم والمبعوث الخاص السابق للشرق الأوسط، دينيس روس، لـصحيفة «الشرق الأوسط»، حتى أكون منصفًا، لا توجد هناك استراتيجيات يمكن أن تعدنا بالنجاح، ولكن لا يمكن، في الوقت نفسه، أن ننكر أن سوريا اليوم هي كارثة إنسانية واستراتيجية. ويتابع بقوله: لقد زرت مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، الذي يأوي 85 ألف لاجئ تقريبًا، وشهدت عن كثب تراجيديا هذا الصراع.. الناس يتوقون للعودة إلى عوائلهم وبيوتهم التي ربما لن تكون موجودة مرة أخرى.
&
ويضيف روس، الذي عمل مع بوش الأب وبوش الابن ومع بيل كلينتون في ملفات كثيرة في المنطقة، أن خوف الإدارة من أن تنجر إلى «ورطة» هو خوف مفهوم. ولكن الشيء الأكيد هو أن الأطراف الوحيدة في المعارضة السورية الذين سيحصلون على المال والسلاح لخوض حرب فرضها النظام على شعبه، ستكون «المتطرفين». ويعتقد أن الأسد نادرًا ما حارب تنظيم داعش، لأنه أراد أن يصور للعالم أن البديل الوحيد له هم المتطرفون. كذلك وجد التنظيم أنه من المناسب له أيضًا أن يحارب الفصائل الأخرى، وليس الأسد. لقد وجد الطرفان أنه من المفيد لهما أن يخلقا واقعًا مزدوجًا. غير أن الخاسرين الوحيدين هنا هم السوريون. ويرى روس أن وجود الأسد يشكل مغناطيسًا جاذبًا للجهاديين من كل أنحاء العالم للمجيء إلى سوريا.
&
ومع موافقته على ضرورة وجود العملية السياسية، إلا أنه يعتقد أن فكرة مقاتلة تنظيم داعش وترك الأسد في السلطة لا تعني شيئًا.
&
ويرى دينيس أيضًا أن إقامة منطقة عازلة في الشمال على الحدود التركية - السورية لاستيعاب اللاجئين وتنظيم المعارضة، وكذلك لبناء قدرات المعارضة المعتدلة، قد يوفر مخرجًا، «إذا حافظ الأتراك على الأمن ليضمنوا أنها لا تخترق من قبل (داعش)، وإذا وافق السعوديون والقطريون على تقديم كل الدعم المادي من خلال عنوان واحد ولمجموعة متفق عليها».
&
وبصرف النظر عن الهدف الإنساني، يرى الدبلوماسي المخضرم وجوب أن يكون الهدف هو تغيير ميزان القوى، وتبليغ الإيرانيين والروس بأن ثمن مساعدتهم للأسد سيزداد كلفة، ما لم يتعاونوا على وضع خطة سياسية لإنهاء الصراع، ووضع ترتيبات انتقالية لحكومة جديدة. كما يقترح وجودًا دوليًا لمساعدة الحكومة الموقتة على بناء نفسها، وعلى لعب دور فعال في حفظ السلام.
&
ويختتم تصريحه لـصحيفة «الشرق الأوسط» بقوله: «لا توجد هنالك خيارات جيدة، المتوفر فقط خيارات أقل سوءًا. ولكن الاستمرار في الطريق نفسه، هو بالتأكيد ليس الجواب».
&
وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه"جون برينان اعلن امس ان "الولايات المتحدة لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها، لأن من شأن هذا الامر ان يخلي الساحة للجماعات الاسلامية المتطرفة ولا سيما تنظيم داعش".
&
وقال برينان امام مركز ابحاث مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، إن "لا احد منّا، لا روسيا ولا الولايات المتحدة ولا التحالف ضد "داعش" ولا دول المنطقة، يريد انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق". واضاف أن "عناصر متطرفة، بينها تنظيم داعش وناشطون سابقون في تنظيم القاعدة، هم في مرحلة صعود في بعض مناطق سوريا حاليًا".
&
وأكد المسؤول الاميركي أن "آخر ما نريد رؤيته هو السماح لهم بالسير الى دمشق"، مضيفًا لهذا السبب من المهم دعم قوات المعارضة السورية غير المتطرفة. واوضح برينان أن المجتمع الدولي يؤيد حلاً أساسه حكومة ذات صفة تمثيلية تعمل على تلبية المطالب في سائر انحاء البلاد.
&
&