مع بدء المفاوضات النووية في لوزان السويسرية، قال تقرير إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يستعد لاتخاذ أكبر مقامرة في سياسته الخارجية، بإبرام اتفاق مع إيران.&
ويعقد وزيرا خارجيتي الولايات المتحدة جون كيري وإيران محمد جواد ظريف اجتماعاً في لوزان، الإثنين، بعد تأجيله حيث كان مقرراً الأحد، في محاولة لكسر الجمود في المحادثات.&
وتأمل القوى الغربية في الحصول على تنازلات من طهران قد تساعد في التوصل إلى اتفاق سياسي في المحادثات النووية هذا الأسبوع بعد أن عبرت الولايات المتحدة والقوى الأوروبية عن استعدادها لحل وسط بشأن تعليق عقوبات الأمم المتحدة.
وكان من المقرر أن يعقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف اجتماعًا في لوزان بسويسرا في وقت لاحق يوم الأحد، لكسر الجمود، قبل جولة حاسمة من المحادثات بين إيران والقوى الست.
&
قرارات عاجلة&
وكان كيري، حثّ إيران على اتخاذ قرارات عاجلة من أجل التوصل إلى اطار سياسي لاتفاق نووي مع طهران يتيح رفع العقوبات مقابل الحد من برنامج طهران النووي قبل الموعد المحدد بنهاية مارس (آذار)، وكان الجانبان حددا 30 يونيو (حزيران) موعدًا نهائيًا لانجاز اتفاق.
وقال كيري لمحطة (سي.بي.اس) الأميركي انه يأمل التوصل في "الأيام القادمة" إلى اتفاق سياسي موقت مع إيران اذا أظهرت طهران أن برنامجها النووي ليس مخصصًا إلا للأغراض السلمية.
وتابع: "اذا كان سلميًا فلننجزه. وأملي أن يكون ذلك ممكنًا في الأيام القادمة."
ومن جهته، قال وزير الخارجية الايراني، إن ثمة إمكانية للتوصل إلى تفاهم بين ايران ودول 5+1 حول الإطار العام شرط تحلي الطرف الآخر في المفاوضات النووية بالإرادة السياسية.
واضاف محمد جواد ظريف على متن الطائرة التي أقلته إلى جنيف: هذه الجولة من المفاوضات النووية ستركز على التفاصيل، وكذلك تعهدات كل أطراف التفاوض.
&
قضايا تقنية&
وتابع: تم إحراز تقدم في القضايا التقنية لكن بعض الأمور تحتاج إلى مزيد من النقاش والمحادثات، وقال: اصبحنا قريبين جدًا من حسم القضايا التقنية.
وانتقد ظريف بشدة رسالة أعضاء الكونغرس الجمهوريين واعتبرها بدعة تحصل للمرة الاولى&على مستوى العالم، موضحاً &ان صياغة نص الاتفاق النووي ستبدأ بعد التفاهم حول الاطار العام.
واوضح الوزير الإيراني أن المحادثات ستركز على كيفية رفع الحظر والضمانات التي يمكن ان تقدمها الاطراف المعنية.
وعلى هذا الصعيد، نقلت وكالة أنباء الطلبة عن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله: "ما زالت هناك فجوات خطيرة..أحرزنا تقدماً في المحادثات الاخيرة وسنرى خلال هذه الجولة من المحادثات ما إذا كان يمكن تحقيق المزيد من التقدم."
وأضاف "نأمل في تضييق الفجوات المتعلقة بالخلافات المهمة".
&
أكبر مقامرة&
وإلى ذلك، قال تقرير صحفي نشر في لندن إن الرئيس الأميركي "يقامر بإبرام اتفاق مع إيران". واضاف أن أوباما "مستعد لاتخاذ اكبر مقامرة في اطار سياسته الخارجية".&
&وقال تقرير لصحيفة (الفايننشال تايمز) اللندنية إن أوباما سيمضي قدماً في توقيع الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي وسيتجاهل المعارضة داخل بلاده والمعارضة في اغلبية الدول في منطقة الشرق الاوسط.
وأوضح التقرير أن "أوباما يسعى من خلال إبرام هذا الاتفاق مع إيران إلى خلق نوع من الاستقرار في محاولته التواصل مع أخطر الأنظمة في العالم".
&
نظام محتال&
وأشار كاتب التقرير إلى أنه كلما استمع الى منتقدي أوباما، فإنه يتعاطف أكثر معه، فمن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى عاهل المملكة العربية السعودية مروراً بكل جمهوري تقريباً في الولايات المتحدة يعتقدون بأن كلمة إيران لا تساوي الورق الذي ستكتب عليه، ففي أحسن الأحوال يصفونه بأنه "ساذج"، وفي أسوأ الاتهامات يصفونه بأنه "غير اميركي"، إذ يبرم صفقات مع نظام محتال كما أنه يخون مبادىء وقيم الولايات المتحدة الاميركية".
ويتوقع تقرير (الفايننشال تايمز) بأن التوصل الى اتفاق مع ايران حول برنامجها النووي سيستمر للأبد، وليس لعام واحد، وستنهي طهران دعمها لحزب الله وللرئيس السوري بشار الاسد وغيرهم.
ويقول التقرير إن أوباما يأمل بأن يصبح المعتدلون الايرانيون برئاسة حسن روحاني أكثر شعبية عندما ينمو اقتصاد البلاد تدريجياً بعدما ارهق الاقتصاد الايراني جراء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه، مما يشكل دعماً أكبر للاتفاق حول البرنامج النووي ، وفي مقابل ذلك، سيخف دعم طهران للميليشيات الشيعية والجماعات الارهابية في المنطقة.
&