تزامناً مع تقارير تحدثت عن أن الرئيس الأميركي يستعد لمقامرة كبرى باتفاق مع إيران، حذر الأمير تركي الفيصل، وهو أحد الأفراد البارزين في الأسرة الملكية في المملكة العربية السعودية من أن التوصل لاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي قد يدفع دولاً أخرى في المنطقة لبدء تطوير وقود ذرّي.

قال الأمير تركي الفيصل، رئيس الإستخبارات العامة والسفير السابق في لندن وواشنطن، إن السعودية وغيرها من الدول ستسعى في هذه الحالة للحصول على الحق نفسه.
&
وقالت تقارير إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يستعد لـ"مقامرة كبرى" باتفاق مع إيران، بينما تجري قوى غربية مفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي. وهذه القوى هي ألمانيا والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين).
&
سباق تسلح إقليمي&
&
وترى هذه الدول - المعروفة باسم (5+1) - أن من الكافي الحد من أنشطة إيران النووية بحيث لا يصبح بمقدورها إنتاج سلاح نووي.
&
لكنّ منتقدين يدعون لإنهاء البرنامج النووي لطهران، لتجنب احتمال اندلاع سباق تسلّح إقليمي بسبب الخصومات بين إيران والسعودية.
&
وقال الأمير تركي الفيصل في حديث لـ(بي بي سي): "قلت دائماً، مهما كانت نتيجة هذه المحادثات فإننا سنريد المثل."، وأضاف "لذا، اذا&كانت لإيران القدرة على تخصيب اليورانيوم بأي مستوى، فإن السعودية لن تكون الوحيدة التي تطلب هذا الأمر".
&
واستطرد قائلاً "العالم كله سيصبح مفتوحًا على انتهاج هذا المسار بلا مانع، وهذا هو اعتراضي الرئيسي على عملية (5+1)".
&
اتفاقات نووية&
&
يشار إلى أنه في الأسبوع الماضي، وقعت السعودية اتفاقًا للتعاون النووي مع كوريا الجنوبية يشمل خطة لدراسة إمكانية بناء مفاعلين نوويين في المملكة.
&
كما وقعت الرياض كذلك اتفاقات للتعاون النووي مع الصين وفرنسا والأرجنتين، كما تنوي بناء 16 مفاعلاً نوويًا خلال السنوات العشرين القادمة.
&
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، زار الرياض لطمأنة السعودية وحلفائها من دول الخليج العربية على أن الولايات المتحدة لن تقبل أي اتفاق لا يمنع إيران من حيازة سلاح نووي.
&
وحينها أبلغه المسؤولون السعوديون، حسب (بي بي سي)، أنهم يرون دعم إيران للجماعات الشيعية المسلحة في نزاعات المنطقة أمرًا مقلقًا يتساوى مع احتمال حيازة طهران سلاح نووي.
&
وقال الأمير تركي الفيصل:"إيران بالفعل لاعب معرقل في عدة مشاهد بالعالم العربي، سواء في اليمن أو سوريا أو العراق أو فلسطين أو البحرين."
&
وأضاف "لذا، فإن القضاء على مخاوف تطوير أسلحة دمار شامل لن يكون نهاية مشاكلنا مع إيران."
&
قلق السعودية&
&
ومن أبرز ما يثير قلق السعودية، دعم طهران للمليشيات الشيعية العراقية في القتال ضد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف على نطاق واسع باسم "داعش".
&
ويقول تقرير (بي بي سي) إن هذا الدور أصبح أكثر علنية أثناء المعركة لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت، إذ خرج الجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدس بالحرس الثوري الإيراني، من الظل لتقديم الدعم للمليشيا الشيعية بشكل صريح.
وقال الأمير تركي "يبدو الآن أن إيران توسع احتلالها للعراق، وهذا غير مقبول."
&
ويحاول الأميركيون الحفاظ على توازن دقيق، إذ يقرون بأن للولايات المتحدة وإيران قضية مشتركة في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، إن لم يكن عملاً مُنسّقًا بين الجانبين.
&
وفي وقت سابق، قال الجنرال مارتن ديمسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، إن مساعدة إيران في عملية تكريت قد تكون "أمراً إيجابيًا" بشرط ألا تشعل الطائفية.
&
لكن في زيارة إلى بغداد مؤخرًا، أعرب عن القلق بشأن عدم تحرك الزعماء العراقيين للوفاء بتعهدات بالتغلب على الانقسام الطائفي مع عشائر العرب السنّة، وحذّر من أن هذا قد يُجهد التحالف الدولي ضد التنظيم والذي يضم السعودية.
&
شعور بالإحباط&
&
وتشعر الرياض كذلك بالإحباط من رفض الولايات المتحدة تسليح السوريين في مواجهة حكومة الرئيس بشار الأسد، أقرب حلفاء إيران.
&
وتقول (بي بي سي): لذا وافقت السعودية على المشاركة في برنامج أميركي لتدريب وتسليح المعارضين السوريين، حتى بالرغم من أن محور البرنامج هو مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وليس الأسد.
&
وقال الأمير تركي: "حتمًا اعتقد أن قتال الدولة الإسلامية، أو فاحش كما أفضل أن أطلق عليه، هو قتال الأسد."، وأوضح أنه "فبسبب تعامل الأسد مع شعبه، استغل فاحش الوضع.. لذا فإن العدو هو فاحش وبشار الأسد".
&