ما زال مبكرًا معرفة من سيكون رئيس الحكومة الاسرائيلية القادمة، لكن بنيامين نتانياهو أعلن نفسه منتصرًا، في حين شكك منافسوه بذلك واتهموه بالتضليل، أما العرب متفائلون بالقوة الثالثة.


الأعصاب الاسرائيلية مشدودة، بانتظار معرفة الفائز في الكباش الانتخابي الحاد بين بنيامين نتانياهو وإسحاق هيرتسوغ. فقد أظهرت نتائج أولية تقدم نتانياهو بنسبة 24 بالمئة تقريبًا، بعدما كانت تقارير صدرت مساء الثلاثاء تشير إلى تعادل أصوات الناخبين بين ليكود والاتحاد الصهيوني، بحسب القناتين الأولى والعاشرة الاسرائيليتين، بينما قالت القناة الثانية إن ليكود يتقدم بمقعد واحد.
&
منتصر ومشكك
&
وغرد نتانياهو على حسابه على تويتر فقال إن حزبه حقق فوزًا ساحقًا خلافًا لكل التوقعات، "وعلى الإسرائيليين اليوم تشكيل حكومة تهتم بالأمن والأمان وسلامة المواطنين". أما بيان الاتحاد الصهيوني فقال: "يعمد حزب ليكود إلى تضليل الرأي العام الاسرائيلي، والإيحاء بأنه منتصر في الانتخابات". إلا أن الحسم في هذه المسألة سيستغرق وقتًا، إذ لا تنتظر النتائج قبل الاسبوع المقبل.
&
وكان 5,88 ملايين ناخب إسرائيلي مدعوين لاختيار 120 نائبًا في أكثر من 10 آلاف مكتب تصويت في أنحاء إسرائيل. وكان نتانياهو وزوجته سارة من أوائل من أدلوا بأصواتهم. وبعد الاقتراع، قال نتانياهو بكل ثقة: "لن تكون هناك حكومة وحدة مع حزب العمل، سأشكل حكومة وطنية يمينية".
&
وبينما كان التنافس مستعرًا بين نتانياهو وهيرتسوغ،& اعتقلت الشرطة الإسرائيلية جنديًا في الجيش الاسرائيلي خطط لاغتيال هيرتسوغ لأنه تجرّأ على منافسة نتانياهو.
&
أوهام بيبي
&
وأججت الصحف الإسرائيلية الثلاثاء التنافس، فهاجمت "يديعوت أحرونوت" نتانياهو وأسلوب "الذعر" الذي أدار به معركته الانتخابية، ووصفته بأنه يتصرف كقبطان سفينة يواجه عاصفة فيلقي في البحر متاعًا ثقيلًا كي ينقذ سفينته من الغرق. وقالت الصحفية إن الانتخابات تصل إلى لحظة الحسم في ظل عدم الوضوح، فالناخب لا يعرف ما الذي سيفعله بصوته، هل سيساهم في بناء حكومة وحدة؟ أو حكومة ضيقة؟ أم سيصب في المعارضة؟ أم سيفرط فيه لصالح حزب لن يتجاوز نسبة الحسم؟".
&
وتناولت الصحيفة نفسها أوهام نتانياهو الذي قال إنه لولا ما فعله لكانت إيران تملك قنابل نووية الآن، وقالت: "إذا كان يائسًا بسبب الاستطلاعات التي تتوقع انهياره إلى حد الكذب بصفاقة، ونسب ميزات الساحر إلى نفسه، فمن المناسب إذن أن ندخل إلى الملاجئ، فلدينا مشكلة مع زعيم يجب&التشكيك بحكمه على الأمور، كما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري".
&
أمل جديد
&
أما "هآرتس" فدعت الناخبين في افتتاحيتها قائلة: "اذهبوا لاستبدال نتانياهو". وقالت: "هذه الانتخابات فرصة حقيقية لوقف مسيرة إسرائيل نحو الاكتئاب، فخلال ستة أعوام من حكم نتانياهو، أفرط في إظهار نقص في الكفاءة، محققًا التدهور في كل مجال، فالاقتصاد يراوح مكانه، ومعالجة قضايا الإسكان مخزية، ولم تكافح الحكومة غلاء المعيشة، ولم تحقق الإصلاحات المطلوبة في الكهرباء، ولا في التقاعد للنساء ولقوات الجيش. والوضع الأمني أشد خطورة، بينما يدمر نتانياهو العلاقات مع أوباما، ويقوض السند الاستراتيجي الأساسي لإسرائيل».
&
وهاجمت الصحيفة نتانياهو على خلفية حرب الجرف الصامد، التي كلفت حياة 73 إسرائيليًا وأكثر من ألفي فلسطيني، وازدهار القوانين غير الديمقراطية والمثيرة للتحريض وعدم التسامح كتعزيز الهوية اليهودية وقانون القومية وإقصاء الأقليات، مع إهمال مستقبل إسرائيل بالتمسك ببناء المستوطنات.
&
وختمت الصحيفة: "هذه الانتخابات فرصة لمحاسبة نتانياهو، وآن الأوان لعرض أمل جديد على مواطني إسرائيل".
&
قوة ثالثة؟
&
عربيًا، شهدت الانتخابات الاسرائيلية مشاركة كثيفة من عرب إسرائيل، إذ صوتوا بكثافة آملين هزيمة نتانياهو.
&
وأعرب أيمن عودة، رئيس القائمة العربية المشتركة، عن ثقته في حصول القائمة على 15 مقعدًا في الكنيست الإسرائيلي الجديد، إذ هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها الأحزاب العربية موحدة في الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية. أما استطلاعات الرأي الأخيرة فتوقعت أن تنال القائمة العربية المشتركة 13 مقعدًا. وتنوي هذه القائمة المشتركة أن تكون القوة الثالثة من حيث الحجم في الكنيست.&
&
وكان نتانياهو حث مؤيديه اليهود للتصويت بكثافة، لموازنة التصويت العربي الكثيف، مستعملًا ذلك لشد وتر ناخبيه، بينما حثّ قادة الأحزاب العربية ناخبيهم&على رفع نسبة التصويت، بعدما بينت نتائج غير رسمية في عصر الثلاثاء أن نسبة التصويت 30 بالمئة فقط. وسيرت أحزاب القائمة المشتركة تظاهرات سيارة تدعو عرب 48 لرفع نسبة التصويت وحماية التمثيل العربي في الكنيست من حملات التهميش التي يقودها نتانياهو. كما بدأت بعض المساجد بعد الظهر تدعو عبر مكبرات الصوت إلى الاقتراع بكثافة..&
&