نفذت مجموعة مسلحة يعتقد أنها تابعة لتنظيم اسلامي متطرّف في تونس، اعتداءا مسلحا على سياح أجانب في متحف باردو الشهير، وقتل المسلحون&19 شخصا وجرحوا عددا آخر واحتجزوا رهائن.


إسماعيل دبارة من تونس:& قتل&19 شخصا بينهم&17 سائحا اجنبيا في الهجوم الدامي على متحف باردو غرب العاصمة التونسية الاربعاء، وفق ما اعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي في حصيلة جديدة. وقال المتحدث "هناك&19 قتيلا بينهم 17 سائحا من جنوب افريقيا وفرنسا وبولندا وايطاليا" دون تحديد العدد لكل جنسية، مضيفا ان 42 شخصا اصيبوا في الهجوم بينهم ايطاليون وفرنسيون وبلجيكيون وروسي واحد.

وأفاد مكتب الإعلام بوزارة الصحة فرانس برس أن الوزارة أحصت&19 قتيلا من دون تحديدهم حسب الجنسيات. واعلنت السلطات المعنية في كل بلد مقتل ثلاثة ايطاليين واسبانيين اثنين وكولومبيين اثنين في حين اشار رئيس مجلس النواب البولندي الى مقتل سبعة بولنديين "على الارجح"، في الهجوم بالعاصمة التونسية.&&

فيما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مساء الاربعاء ان ستة فرنسيين اصيبوا بجروح في الهجوم الدامي بالعاصمة التونسية، ثلاثة منهم اصابتهم خطرة، في حين لا تملك باريس معلومات بشان فرنسي سابع.
واوضح "هناك ستة جرحى (فرنسيين) تم احصاؤهم (..) اضافة الى شخص لا نملك معلومات عنه".

واضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التونسي طيب البكوش بالسفارة التونسية بباريس "لا نعرف بدقة مكان هذا الشخص لكن بين الجرحى الستة هناك ثلاثة حالاتهم حرجة".
وكان المتحدث باسم الداخلية التونسية محمد علي العروي اعلن في وقت سابق عن حصيلة الهجوم وهي "22 قتيلا بينهم 20 سائحا من جنوب افريقيا وفرنسا وبولندا وايطاليا"، دون ان يحدد عدد القتلى من كل جنسية.
&

واعلن علي العروي ان "العملية انتهت" وذلك نحو الساعة 15,00 تغ بعد نحو اربع ساعات من بداية الهجوم.
واعلن رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد أن عددا من القتلى من الجنسيات البولندية والايطالية والالمانية والاسبانية.

والضحيتان الاخريان في الهجوم هما عنصر امن ومدني تونسيان .
كما قتل مهاجمان في الاعتداء.

&كما اعلن وزير الصحة سعيد العايدي اصابة 38 شخصا بجروح بينهم بالخصوص مواطنون من فرنسا وجنوب افريقيا وبولندا وايطاليا واليابان.
واوضح رئيس الوزراء ان المهاجمين الذين كانوا يرتدون لباسا عسكريا، اطلقوا النار على سياح حين كانوا ينزلون من حافلاتهم عند المتحف ثم طاردوهم داخله. ولم يشر الى احتجاز رهائن.

واضاف ان الشرطة تطارد اثنين او ثلاثة قد يكونون متواطئين مع المهاجمين.
وكان هناك مئة سائح في المتحف حين هاجمه "مسلحان او اكثر ببنادق كلاشينكوف".

وروت موظفة بالمتحف المحاذي لمبنى البرلمان كانت بحالة ارتباك، انها سمعت "اطلاق نار كثيف" حوالي منتصف النهار.
واضافت ضحى بلحاج علية "صرخ زملائي: اهربي هناك اطلاق نار (..) هربنا من الباب الخلفي مع زملاء وسياح".

وقالت النائب سيدة الونيسي في تغريدة ان مبنى البرلمان المحاذي للمتحف شهد حالة فوضى كبيرة.
واضافت ان الهجوم حدث حين كان المجلس يستمع الى القوات المسلحة بشان قانون مكافحة الارهاب بحضور وزير العدل وقضاة والعديد من كوادر الجيش. وتم تعليق اعمال الجلسة.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي ان بين الجرحى اربعة فرنسيين.
ونقلت وكالة الانباء الايطالية انزا عن الخارجية ان بين الجرحى ايطاليين اثنين. كما تم تامين مئة آخرين من قبل قوات الامن التونسية.

وبين السياح من كان ضمن رحلة بحرية كانت في توقف بميناء العاصمة التونسية.
واكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بعد ان زار جرحى الهجوم باحد مستشفيات العاصمة ان السلطات ستتخذ كافة الاجراءات لمنع تكرار مثل هذه الامور.

&وقال محسن مرزوق المستشار السياسي للرئيس ان الهجوم "يستهدف اقتصادنا" في اشارة الى قطاع السياحة المهم في اقتصاد البلاد.
وفي مستوى ردود الفعل الخارجية دانت الحكومة الاردنية "الهجوم الارهابي" الذي استهدف متحف باردو غرب العاصمة التونسية.

ومنذ الثورة التي اطاحت بنظام الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير 2011 ، شهدت تونس تنامي تيار اسلامي متطرف مسؤول عن اعتداءات خلفت عشرات القتلى بين قوات الامن والجيش، بحسب السلطات.
وتعتبر "كتيبة عقبة بن نافع" المرتبطة بتنظيم القاعدة اهم هذه المجموعات الاسلامية المتطرفة في تونس، وتنشط خصوصا في منطقة جبال الشعانبي (اعلى قمة في تونس) قرب الحدود مع الجزائر.

من جهة اخرى هناك ما بين الفين وثلاثة آلاف اسلامي تونسي في الخارج بالعراق وسوريا وليبيا.
وعاد 500 من هؤلاء الاسلاميين الى البلاد، بحسب الشرطة ويعتبرون احد اكبر التهديدات لامن تونس.
وهدد تونسيون يقاتلون مع تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا والعراق، بتنفيذ اعتداءات في تونس.

وبحسب هذا التنظيم شارك تونسي في الاعتداء على فندق كورينثيا بالعاصمة الليبية الذي خلف تسعة قتلى في كانون الثاني/يناير. كما نفذ آخر اعتداء انتحاريا في بنغازي.
يذكر انه في نيسان/ابريل 2002 خلف اعتداء انتحاري على معبد يهودي في جزيرة جربة (جنوب شرق) 21 قتيلا هم 14 المانيا وخمسة تونسيين وفرنسيان. وتبنت القاعدة الهجوم.
&

اجتماع عاجل

وعقد رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد اجتماعا مع وزيري الدفاع والداخلية في حين سيتوجه الرئيس الباجي قائد السبسي بكلمة الى التونسيين وفق المتحدث باسم الرئاسة معز السيناوي.

ويقع متحف باردو بالقرب من البرلمان حيث علقت لجان نيابية اجتماعاتها بعد اطلاق النار وطلب من النواب البقاء داخل قاعة البرلمان.

وتواجه تونس منذ ثورة كانون الثاني/يناير 2011 مواجهات مع عناصر من التيار "الجهادي" المسلح.

وقتل نحو ستين شرطيا وجنديا في مواجهات مسلحة وخصوصا بالقرب من الحدود الجزائرية حيث تنشط جماعة مسلحة على صلة بالقاعدة.

فرنسا تدين&الهجوم

وعبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن "تضامن فرنسا" مع تونس في اتصال هاتفي مقتضب اجراه مع نظيره التونسي الباجي قائد السبسي بعد الهجوم على متحف باردو بتونس العاصمة الاربعاء، كما افاد مصدر من الاليزيه.
وقال المصدر ذاته "ان الرئيس تحادث للتو مع الرئيس التونسي ليعبر له عن تضامن فرنسا معه شخصيا ومع الشعب التونسي في هذه اللحظة الاليمة". واعلنت السلطات التونسية مقتل تسعة اشخاص -سبعة اجانب وتونسيان احدهما شرطي- في الهجوم على متحف باردو الذي نفذه مسلحان على الاقل ببنادق كلاشنيكوف.

ودان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الاربعاء "باشد العبارات" الهجوم على متحف باردو في العاصمة التونسية الذي اودى بحياة ثمانية اشخاص، متحدثا في الوقت نفسه عن عملية "احتجاز رهائن" جارية.
وقال فالس في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل "هناك احتجاز رهائن، وهناك بدون ادنى شك سياح اصيبوا او قتلوا"، مضيفا ان هذا "الهجوم الارهابي (...) يظهر بشكل فاضح المخاطر التي نواجهها جميعنا في اوروبا وفي حوض المتوسط وفي العالم".

واكد "ان فرنسا وتونس تعملان معا بدعم الاتحاد الاوروبي من اجل مكافحة الارهاب" مؤكدا ان مركز الازمات في وزارة الخارجية هو في حالة "تعبئة تامة" بدون ان يوضح ان كان هناك فرنسيون بين الضحايا.
&

إقرأ أيضا
&

&

الرئيس التونسي يتعهد بمحاربة الارهاب "بلا شفقة"

&