تبنى داعش مسؤولية تفجير المساجد الحوثية في صنعاء وصعدة، فيما اتهم الحوثيون القاعدة وأجهزة مخابرات محلية ودولية بالضلوع في سلسلة التفجيرات، التي جرح فيها قياديان حوثيان.

الرياض: في سابقة أولى، تبنى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) التفجيرات الانتحارية التي استهدفت مسجدين يصلي فيهما الحوثيون في صنعاء. وأعلنت مواقع إلكترونية مقربة من داعش إن "ولاية اليمن" في التنظيم نفذت هذه العمليات، واضافت:" هذه هي البداية، وما هي إلا غيض من فيض، فأبشروا أيها الحوثيون الروافض بما يسوؤكم".
&
وكانت العاصمة اليمنية صنعاء ومنطقة صعدة شهدت يوم جمعة داميًا بسبب تفجيرات انتحارية استهدفت مساجد حوثية، أدت إلى مصرع عشرات اليمنيين، بينهم عدد من القيادات الحوثية البارزة. وتم إحباط محاولة تفجير انتحارية أخرى في أحد أكبر جوامع صعدة.

اتهام القاعدة
&
واتهم الحوثيون أجهزة مخابرات محلية ودولية وتنظيم القاعدة بتنفيذ هذه التفجيرات الانتحارية. فقال محمد عبد السلام، الناطق الرسمي باسم عبد الملك الحوثي، على صفحته في فايسبوك: "هذه الجريمة ليست مجردة من التوجه العام ضد الثورة الشعبية وما تحقق في الحادي والعشرين من أيلول (سبتمبر)، بل تأتي في سياق محاولة ثني الشعب عن الاستمرار في الثورة وتحقيق مطالبها المشروعة والعادلة، والحوار السياسي في صنعاء يستخدم لإعطاء هؤلاء المجرمين والقتلة المزيد من الوقت لاستهداف الشعب والثورة وتخدير الحلول العملية وتأجيلها، دون الوصول إلى حلول، وتتحرك تلك القوى في مختلف جبهاتها لاستهداف الثورة والشعب اليمني بمختلف المؤامرات التي هي مدعومة من دول معروفة بموقفها المنحاز ضد الثورة الشعبية".
&
قياديان بين الجرحى
&
في التفاصيل، وقع تفجيران في جامع بدر في حي الصافية بجنوب صنعاء، ويضم مركزًا للزيديين قتل وجرح فيهما العشرات بينهم إمام وخطيب الجامع رئيس مركز بدر المرجع الزيدي الدكتور مرتضى بدر الدين المحطوري. ووقع انفجاران آخران في جامع الحشوش في حي الجراف.
&
وتقول مصادر رسمية إن عدد قتلى هذه التفجيرات تجاوز 150 شخصًا، وعدد الجرحى تجاوز 300، بينهم القياديان الحوثيان طه المتوكل وخالد المداني. وفي صعدة، فجر انتحاري نفسه أمام بوابة مسجد الإمام الهادي، بعد إلقاء القبض عليه، كما قتل جنديان في تفجير استهدف المجمع الحكومي.&
&
الاسلوب نفسه
&
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن مصدر أمني قوله: "فجر انتحاري حزامًا ناسفًا كان يحمله بين الأشخاص المكلفين تفتيش المصلين في بوابة جامع بدر بحي الصافية، وفجر آخر حزامًا ناسفًا وسط المصلين في الصف الأول في الجامع، وشهد جامع الحشوش تفجيرين انتحاريين داخله وفي بوابته بحزامين ناسفين كان يحملهما انتحاريان".
&
اضاف: "المعلومات الأولية تفيد بأن هذه الأعمال الإجرامية نفذت بنفس الطريقة، حيث بدأ أحد الانتحاريين بتفجير نفسه عند حاجز التفتيش في بوابة الجامع أثناء خطبتي الجمعة في حين استغل الانتحاري الثاني فرصة انشغال الناس بالانفجار فتقدم إلى الصفوف الأولى للمصلين في الجامعين وفجر نفسه هناك، وأتوقع ارتفاع عدد الضحايا نظرًا لوجود نحو 200 مصاب تم توزيعهم على المستشفيات العامة والخاصة في العاصمة، وبينهم الكثير من الأطفال".
&
استنكار سعودي
&
وتعليقًا على ما حصل، صرح مصدر سعودي مسؤول بأن المملكة العربية السعودية تابعت بقلق بالغ تطورات الأحداث المؤلمة في اليمن، ومنها القصف الجوي الذي تعرضت له عدن، وعلى وجه الخصوص القصر الرئاسي والمناطق المجاورة له الخميس، والتفجيرات في صنعاء.&
&
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الجمعة عن مسؤول سعودي قوله: "إذ تدين المملكة العربية السعودية هذه الاعتداءات الإرهابية التي لن تؤدي إلا إلى مزيد من زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن، وتعرض أبناء الشعب اليمني الشقيق لأتون الفتنة والتدمير، تؤكد وقوفها إلى جانب الشرعية والشعب اليمني الشقيق بإمكاناتها كافة".
&
وأشار المصدر إلى أنه صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بإرسال المساعدات الطبية للجرحى، واستعداد المملكة لنقل من تستدعي حاله لتلقي العلاج في مراكز طبية في المملكة، وذلك للمصابين في هذه الاعتداءات الإرهابية في كلٍ من صنعاء وعدن. وأضاف: "تؤكد السعودية أهمية الاستجابة العاجلة من الأطياف السياسية في اليمن كافة الراغبين في المحافظة على أمن واستقرار اليمن، للمشاركة في المؤتمر الذي سيتم عقده تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي في الرياض".

بلا مقاومة
&
من جانب آخر، قالت "الشرق الأوسط" إن اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والمواطنين في محافظة لحج المجاورة لعدن، استولوا الجمعة على معسكر عباس لقوات الأمن الخاصة بالمحافظة، ونقلت عن شهود عيان في لحج تأكيدهم أن العملية تمت من دون مقاومة.
&
واستولى مسلحو اللجان الشعبية والمواطنون على مبنيي السلطة المحلية وجهاز الأمن السياسي في الحوطة، عاصمة لحج، بعد اشتباكات عنيفة استمرت ساعات، استخدمت خلالها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على سيطرة الجيش واللجان الشعبية على معسكر قوات الأمن الخاصة في عدن، بعد مواجهات دامية سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى.
&
وقالت مصادر محلية إن ما حدث في لحج هو إسقاط كامل لمؤسسات الدولة في يد لجان هادي الشعبية، واستبعادٌ للأطراف الرافضة لشرعيته، والمؤيدة للرئيس السابق علي صالح وللحوثيين.
&