بحث ممثلون عن الشعوب الايرانية مصير حقوقها وادارتها ذاتيا، وفيما اذا كانت هذه الحقوق يمكن تحقيقها عبر تشكيلها فيدراليات خاصة بها، ام بالاستقلال عن الدولة الايرانية، مؤكدين ان تدخلات حكام طهران في المنطقة من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن ستحوّل هذه المناطق إلى مستنقع يسقطهم.


أسامة مهدي : نظّم حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي العضو المؤسس في "مؤتمر شعوب ايران الفيدرالية"، مؤتمرا في لندن الليلة الماضية، وذلك تحت عنوان "حقوق الشعوب في إيران بين الفيدرالية أو الاستقلال".

وشارك ممثلون عن هذه الشعوب وناشطون بريطانيون في مجالات حقوق الانسان في هذا المؤتمر، وأكد المشاركون أن مطلب إقامة نظام فيدرالي هو الحل الأمثل لمقارعة النظام الحالي في طهران وذلك بسبب الظروف والمواقف الدولية والاقليمية والداخلية في إيران.&&

الاستقلال بعيد المنال

وفي كلمته، قال الباحث والكاتب الاهوازي يوسف عزيزي بني طرف ان من حق اي شخص او مجموعة اهوازية ان تطالب بالاستقلال حتى لو لم يكن اقليم عربستان الذي يقطنه الاهوازيون مستقلا وهو كان كذلك في فترات من تاريخه.

وأضاف "لكي نختار بين الاستقلال أو الفدرالية لشعبنا العربي الاهوازي يجب ان نقرأ الوضع الدولي والاقليمي والداخلي – الايراني والاهوازي بدقة".

واشار الى انه بالنسبة للوضع الدولي فإن الدول الكبرى المؤثرة مثل الولايات المتحدة واوروبا والعالم الاسلامي والصين وروسيا لا تريد تفتيت ايران كما ان الدول الاقليمية كتركيا والعراق والعربية السعودية ايضا لا تريد ذلك.

وبالنسبة للوضع الداخلي اشار الى ان الدولة المشعشعية في ايران قامت في عام 1436 بسبب عدم وجود دولة مركزية قوية ولوجود ملوك الطوائف وحكم عائلتي الخروف الاسود والخروف الابيض الضعيفتين في ايران حتى ظهور الشاه اسماعيل الصفوي حيث تحولت عندها الى دولة تابعة للامبراطورية الصفوية تتمتع بحكم ذاتي واسع. واوضح ان الدولة الكعبية الاولى& قامت بسبب استفادة الشيخ سلمان بن ناصر من الفوضى التي عمت ايران بعد وفاة حاكمها نادرشاه واستمر استقلال امارة عربستان من 1730 – 1767.

وقد استغلت الصراع بين القوى العظمى آنذاك اي العثمانيون والفرس والانكليز.

واشار الى ان& الدولة الكعبية الثانية كانت شبه مستقلة في عهد الشيخ خزعل (1897 – 1925) فبعد 1920 باتت بريطانيا تخشى& قوة الدولة الكعبية الثانية فاتفقت مع ايران على اقصاء امير عربستان بسبب ما جرى في روسيا من تحولات.

وقال ان السؤال حاليا وقياسا للمراحل التاريخية والوضع الدولي والاقليمي والداخلي الراهن هو "هل ان الاوضاع مؤاتية للاستقلال – وهو حق طبيعي للشعوب وخاصة شعبنا – انا اشكك في ذلك".

نظام ايران إلى السقوط

ومن جهته، أكد حزب التضامن راعي الندوة في كلمة القاها القيادي فيه ناهي الساعدي أن الفيدرالية ليست للتنازل عن أي حق من حقوق شعبنا العربي الأهوازي بل هي الضمان الموضوعي والبراغماتي للوصول إلى هذه الحقوق بشكل إنسيابي وبالاتكال على الضمانات العالمية قد تصل إلى "تدخل دولي" يعيد إلينا حقوقنا الكاملة عبر "استفتاء" ضمنه حق تقرير المصير.

وأضاف قائلا "علينا أن نعلم أن النظام الحاكم في طهران يعيش نشوة إنتصاراته الوهمية في المنطقة ظنا منه بأن تدخلاته غير المبررة في المنطقة من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن تحوله إلى القوة الإقليمية الأولى ولكن هذه المناطق ستتحول إلى مستنقع تغرقه إلى الأبد وهي فرصة للشعوب غير الفارسية وقواها أن تتحالف لتلك اللحظة التي ليست ببعيدة.

اما الباحث الأهوازي جابر حمد فقد اشار الى ان اكثر التيارات الفكرية الايرانية اعتدالا وتأثيرا تدافع& عن الفيدرالية بينما اقلهم& تأثيرا ونفوذا يعارضونها بشدة وبرغم ذلك فإن الفترة الحالية تشهد ازدياد عدد التيارات المؤيدة لإقامة نظام فيدرالي في ايران.

وشدد الجابر على أن نظاما مركزيا في مجتمع متعدد القوميات مثل ايران لن يظل مستمرا الى ما لا نهاية وسوف ينهارعاجلا أم آجلا، منوها الى ان اطلاق شعارات من قبل النظام المركزي في إيران مثل "كلنا امة واحدة" و"كلنا نتمتع بحقوق المواطنة" لم يعد مقبولا على الاطلاق.

الاستقلال يمرّ عبر الفيدرالية والحكم الذاتي

اما الدكتور كريم عبديان مستشار حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي، فقد أوضح أنه لا يوجد شعب في العالم ناضل وحقق "الاستقلال" من دون المرور بمرحلة الفيدرالية او الحكم الذاتي وضرب مثلا على ذلك الجبل الأسود أو "مونتينيغرو" وجنوب السودان، مؤكدا أن "هدفنا في المرحلة الاولى هو أخذ السلطة من الفرس وتوزيعها على جميع الشعوب في إيران".

و بعد أن أكد مستشار حزب التضامن أنّ الاستقلال عن إيران يبقى طموحه ورفاقه، اشار إلى صعوبات الحصول على هذا المطلب السياسي قائلا "ان الولايات المتحدة لا ترغب بانهيار او تفكك ايران في الوقت الحالي حيث هناك رغبة كبيرة لشركات النفط الاميركية بالدخول في سوق النفط الايراني الذي تسيطر عليه الشركات الروسية والصينية والاندونيسية حاليا كما ان هناك خوفًا كبيرًا لدى الاميركيين من حصول اقتتال كبير بين ابناء الشعوب في ايران في حال انهيار ايران مركزيا".

وللأكراد والبلوش طموحاتهم

ومن جانبه أشار أحمدي مندوب الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في كلمته الى كيفية تطبيق الفيدرالية التي تطالب بها أكبر تنظيمات الشعوب غير الفارسية& في إيران من الجوانب السياسية والثقافية والاقتصادية والعسكرية.

أما رحيم بندوئي مندوب حزب الشعب البلوشي فقال في كلمته إن اغلب التنظيمات البلوشية غير المسلحة والمسلحة ايضا ومن بينها جيش العدل يطالبون بإقامة نظام فيدرالي في إيران، موضحا ان ذلك يأتي نتيجة محاولات النظام الحالي في طهران بشتى الطرق طمس هويتهم القومية والمذهبية.

يذكر ان عدد سكان إيران يبلغ حاليا ما يقارب 73 مليون نسمة لكن الحكومة الايرانية تحاول عدم نشر إحصائية رسمية بالتوزع العرقي بسبب سياستها القائمة على تفضيل العرق الفارسي، لكن تقديرات اميركية تشير الى ان المكونات الايرانية تضم : فرس 49%، آذريين (أتراك) 18%، أكراد 10%، جيلاك 6%، مازندرانيون 4%، عرب 2.4%، لور 4%، بختياري 1.9%، تركمان 1.6%، أرمن 0.7% . لكن دراسة قام بها الباحث الإيراني يوسف عزيزي قالت إن العرب يشكلون أكثر من 7.7% من سكان إيران، منهم 3.5 ملايين في محافظة خوزستان وما تبع لها (غالبيتهم شيعة ويتكلمون بلهجة أحوازية القريبة من اللهجة العراقية)، و1.5 عربًا في سواحل الخليج العربي خاصة لنجة (سنة يتكلمون لهجة خليجية)، و0.5 مليون متفرقون.