نجا المغرب من مخطط إرهابي خطير استهدف زعزعة استقراره، كان يستهدف اغتيال سياسيين وعسكريين، وقد اعتقلت القوات الأمنية 13 من عناصر الخلية.

الرباط: تمكنت القوات الأمنية المغربية من ضبط خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم (داعش) كانت تخطط لتنفيذ عمليات انتحارية باستعمال سيارات مفخخة، إلى جانب اغتيال عسكريين وسياسيين على الطريقة "الداعشية".
&
نسخ تجربة "داعش"
&
قدم عبد الحق خيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات المدنية)، تفاصيل جديدة عن خلية "داعش"، التي اعتقل 13 من عناصرها في 9 مدن، أثناء استعدادهم لتنفيذ عمليات إرهابية.
&
وأكد المسؤول الأمني، في لقاء مع وسائل الإعلام في مقر المكتب، عشية اليوم الاثنين، أن الخلية كانت تحت المراقبة الأمنية منذ 5 أشهر، مشيرًا إلى أن عناصرها بايعوا تنظيم الدولة في العراق والشام، وكانوا ينوون تسمية أنفسهم بـ "ولاية الدولة الإسلامية في بلاد المغرب الأقصى ـ أحفاد يوسف بن تاشفين".
&
وذكر عبد الحق الخيام أن المتهمين كانوا ينوون نسخ تجربة "داعش" في العراق وسوريا، إذ خططوا لاستهداف ضريح (سيدي بوعبيد الشرقي) في مدينة أبي الجعد، وخطف شخصيات مدنية وعسكرية وذبحها.
&
أسلحة وسموم&
&
حجزت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية لدى أفراد الخلية 6 مسدسات بلاستيكية، و400 رصاصة، وأصفاداً بلاستيكية، إلى جانب قنينات سم كانت ستوضع في أبواب سيارات ومنازل الشخصيات المستهدفة.
&
وعثر على هذه الأسلحة في أحد البيوت الآمنة في مدينة أكادير (جنوب المغرب)، حيث اعتقل زعيم الخلية المفترض.
&
وكشف عبد الحق الخيام أن المتهمين، الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و37 سنة، كانوا على اتصال في البداية بتنظيم "القاعدة"، قبل أن يقوموا بمبايعة "داعش".
&
وكان بلاغ لوزارة الداخلية أكد أن المعنيين بالأمر أوقفوا في مدن أكادير، وطنجة، والعيون، وأبي الجعد، وتيفلت، ومراكش، وتارودانت، وعين حرودة، والعيون الشرقية، مشيرًا إلى أن الشبكة متورطة في استقطاب وتسفير، بتمويل خارجي، شباب مغاربة إلى المنطقة السورية -العراقية، للالتحاق بصفوف التنظيم الإرهابي "داعش".
&
(إف. بي. آي) المغرب
&
شبكة "ولاية الدولة الإسلامية في بلاد المغرب الأقصى ـ أحفاد يوسف بن تاشفين" هي أول صيد يسقط في شباك المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الذي دشن، يوم الجمعة الماضي، بحضور وزيري الداخلية محمد حصاد، والعدل والحريات مصطفى الرميد.
&
وجاء إحداث هذا المكتب، الذي يطلق عليه إعلاميًا بـ "إف. بي. آي" المغرب، تنفيذاً لتعليمات العاهل المغربي، في إطار تعزيز الحكامة الأمنية الجيدة، طبقاً لمقتضيات الدستور، التي تكرس مبادئ الديمقراطية ودولة القانون.
&
وسيتولى المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، تحت إشراف النيابة العامة، مهمة معالجة الجرائم والجنح المنصوص عليها في الفصل 108 من مدونة المسطرة الجنائية، خاصة السرقة، وتهريب المخدرات والأسلحة، والمتفجرات، والإرهاب، والمس بأمن الدولة، وتزوير العملة.
&
الأمن القومي المغربي
&
قال عبدالرحيم المنار اسليمي، خبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية ورئيس وحدة شمال أفريقيا بمركز الإمارات للسياسات، في تصريح لـ "إيلاف"، إن المكتب المركزي للتحقيقات القضائية صيغة جديدة لمفهوم الأمن القومي المغربي، مشيرًا إلى أن "البنية الأمنية الجديدة ترتبط بمقتضيات دستور 2011، الذي ركز على حق المواطن في الأمن (سلامة الساكنة، وسلامة التراب الوطني)".
&
كما أن البنية الجديدة، يضيف المنار اسليمي، ترتبط بدولة القانون، إذ يحارب المكتب المركزي داخل إطار القانون، إضافة إلى أنه تعبير عن سياسة عمومية أمنية جديدة تواكب درجة المخاطر التي باتت مرتفعة مع ظهور جرائم من جيل جديد تحمل تهديداً أمنياً غير تقليدي.
&
توقيت المكتب المركزي
&
لعب التوقيت دورًا حاسمًا في تسريع خروج "إف.بي. آي" إلى الساحة الأمنية. فدرجة المخاطر المهددة للأمن القومي المغربي في ارتفاع، حسب الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، مشيراً إلى أن منطقة شمال أفريقيا والمحيط المتوسطي تشهد زحف تنظيم (داعش)، والهجرة غير النظامية، وشبكات المخدرات، وبيع الأسلحة، والاختطافات.
&
لذلك، فإن البنية الأمنية القديمة، يضيف المنار اسليمي، "تحتاج إلى تجديد بإنشاء بنيات جديدة تواكب هذا التحول مثل مكتب التحقيقات القضائية. ولعل أول عمل قام به هذا المكتب هو تفكيك خلية إرهابية من أخطر الخلايا التي كانت تستعد لتنفيذ مخطط إرهابي في المغرب".
&
مؤشرات الخطورة
&
ومن بين المؤشرات التي تظهر خطورة الخلية، يشرح المصدر نفسه، الامتداد الجغرافي الواسع، إذ أنها تمتد في تسع مناطق من شمال المغرب إلى الجنوب.
&
وأوضح أن ارتفاع مؤشر المخاطر يزداد بتحليل هذه المناطق التي توجد ضمنها، إذ أن هناك ثلاث مدن سياحية كبرى (طنجة، ومراكش، وأكادير)، ومدينة استراتيجية &في الصحراء (العيون)، ومعاقل صغيرة غير مثيرة للانتباه (تارودانت، وأبي الجعد)، إضافة إلى مناطق هامشية باتت مركز إيواء لتنظيمات إرهابية خلال السنوات الخمس&الأخيرة، وهي تيفلت والعيون الشرقية".
&
وأضاف: "التحليل للتواجد الجغرافي لأفراد الخلية في هذه المناطق المتباعدة يظهر أن الأمر &يتعلق بنواة إرهابية ذات درجة متقدمة في التنظيم، قريبة من تنفيذ أهدافها، إلى جانب وجود قيادة تتحرك للتنسيق بين هذه المناطق".
&
ويتعلق المؤشر الثاني، يضيف السليمي، بـ "امتلاك الخلية لأسلحة نارية وأماكن ذخيرة، وسعيها للاستيلاء على أسلحة وظيفية بمهاجمة رجال الأمن"، وزاد شارحًا "الأمر يتعلق باستعداد الخلية لإعلان حرب الشوارع وهنا تظهر بصمات الارتباط بتنظيم داعش".
&
أما المؤشر الثالث، يؤكد خبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، هو "إعلان البيعة لـ (أبوبكر البغدادي)، أما المؤشر الأكثر خطورة فيميل في كون أن الخلايا أصبحت ذات شكل مثلث (خلية للاستقطاب وترحيل الإرهابيين نحو سوريا والعراق وليبيا، وخلية لاستقبال العائدين من مناطق القتال، وخلية للتخطيط&والتنفيذ)"، مبرزًا أن "ما يجري &في ليبيا يحمل سنوات سوداء للمنطقة المغاربية. فتنظيم داعش يقترب من محيط المغرب مادام موسم النزوح من سوريا والعراق لمقاتلي داعش قد بدأ وأول علاماته هو الضربة الإرهابية التي عاشتها تونس".
&