تصل الدفعة الأولى من الأسلحة الفرنسية إلى لبنان خلال الشهر المقبل، وفقًا للهبة السعودية المقدمة إلى الجيش اللبناني، ويعتبر البعض أن هناك محاذير تضعها إسرائيل في وجه تسليح الجيش اللبناني بالمعدّات الثقيلة.


ريما زهار من بيروت: الجديد في موضوع تسليح الجيش اللبناني هو ما كشفته مصادر دبلوماسية من خلال التأكيد على أن حيزًا كبيرًا من المحادثات التي دارت أخيرًا بين رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام والحاكم المفوض لجوقة الشرف في فرنسا الجنرال جان لوي جورلان، تناول إلى جانب الإرهاب موضوع تسليح الجيش اللبناني بالمعدات الفرنسيّة من خلال الهبة السعودية، بعدما بات معروفًا أن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان سيقوم بزيارة رسمية إلى لبنان يومي 20 و21 نيسان/إبريل المقبل، لتسليم الدفعة الأولى من الأسلحة الفرنسيّة.

بعد أميركا
يقول النائب نضال طعمة (المستقبل) لـ"إيلاف" إن الشكر الكبير في هذا الخصوص هو للسعودية، التي زادت مكرمة من مكرماتها إلى لبنان في هذا المجال، وموضوع تسليح الجيش اللبناني ليس بالأمر السهل، وما سيأتي قريبًا للجيش اللبناني من معدّات يعتبر دفعة أولى من 3 مليارات دولار، ويتم تصنيع المعدات كي ترسل على دفعات إلى الجيش اللبناني.

يضيف: "نرى أن الأميركيين قد أرسلوا سلاحًا حديثًا إلى الجيش اللبناني، وهو متطور. أما فرنسا فسترسل الدفعة الأولى في نيسان/إبريل المقبل، وموعودون بسلاح في المستقبل نوعي، ويساعد الجيش اللبناني على التصدي لـ"الإرهاب".

ويلفت طعمة إلى أن هناك بعض الأشخاص الذين يضعون مقارنة بين تسليح الجيش اللبناني من فرنسا وأميركا وبين تسليحه من إيران، و"على أيام رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان أشار هذا الأخير إلى أن كل من يريد أن يقدم سلاحًا إلى الجيش ما عدا إسرائيل، فنحن مستعدون لقبول كل هذه التقديمات، وللأسف الشديد إيران لو أرادت فعلًا تقديم السلاح، لكانت قامت بالأمر بمنتهى الجدية".

أما النائب سليم سلهب (التيار العوني) فيلفت في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن الاتفاق بين السعودية وفرنسا والجيش اللبناني قد تم نهائيًا وسوف تبدأ الأسلحة بالوصول إلى الجيش، والمحاذير التي تضعها إسرائيل على بعض الأسلحة التي نطالب بها، تمنع الدول الغربية من إرسال ما نطمح إليه من أسلحة، والأولوية في هذا المجال لإسرائيل، وليس للبنان.

الجيش اللبناني و"الإرهاب"
كيف يمكن للجيش اللبناني أن يكافح "الإرهاب"، والبعض يقول إنه يتم تسليحه بمعدات متواضعة؟. يؤكد طعمة أن لبنان بدأ يتسلح بالسلاح المتطوّر من أميركا وفرنسا، والوحدة الداخلية الموجودة بمؤازرة الجيش اللبناني تساهم في صد "الإرهابيين". ومع كل ذلك، فإن الجيش اللبناني يقوم بعمل بطولي في صد "الإرهاب"، وخصوصًا ما نراه في عرسال، وإذا تأمّن السلاح المطلوب للمؤسسة العسكرية، فالجيش سيصد كل هجمات التنظيمات "الإرهابية".

عن زيارة وزير الدفاع الفرنسي في الشهر المقبل لتسليم الدفعة الأولى من الأسلحة الفرنسية، يقول طعمة إن السعودية دفعت 3 مليارات دولار لفرنسا من أجل تسليح الجيش اللبناني، وسيتم ذلك على دفعات، ووزير الدفاع الفرنسي سيأتي لتسليم الدفعة الأولى من السلاح للجيش اللبناني، والسلاح المتطوّر يتم تصنيعه حاليًا، كي يسلم في ما بعد إلى الجيش اللبناني.

ويلفت طعمة إلى أن "الإرهاب" الذي يضرب لبنان لا يستطيع سوى الجيش اللبناني التصدي له، وكي يقوم بذلك على المؤسسة العسكرية أن تملك سلاحًا متطورًا، والأميركيون سلّموا معدّات، ودرّبوا الجيش اللبناني، وسيحذو حذوهم الفرنسيون، ولبنان يملك ضباطًا يقومون بدورات تدريبية في فرنسا وأميركا، من أجل الجهوزية لاستعمال السلاح عندما يصل إلى لبنان.

أما سلهب فيرى أن الإرادة الحقيقية في أن يكافح الجيش اللبناني "الإرهاب" تكمن في إرسال الأسلحة المتطوّرة التي تحقق الأمن. ويقول سلهب إنه يجب انتظار زيارة وزير الدفاع الفرنسي إلى لبنان لنرى حقيقة ما هي الأسلحة التي ستم إرسالها إلى الجيش اللبناني. ويؤكد سلهب أن معظم عناصر الجيش اللبناني يتدرّبون على الأسلحة الأميركيّة التي أرسلت سابقًا، ومن الممكن أن تستوجب إرسال الأسلحة من فرنسا بعض التدريبات للإختصاصيين في الجيش اللبناني.

الحكومة والهبة
ما دور الحكومة في تفعيل إرسال المعدات العسكريّة إلى الجيش اللبناني؟، يجيب طعمة أن رئيس الحكومة تمام سلام يقوم بكل ما يستطيع في هذا الخصوص، ويتم إرسال ضباط إلى البلدان المعنية لتسريع الاتفاقات والحكومة، برغم كل مشاكلها لا تألو جهدًا لحل هذا الموضوع.

ويلفت طعمة إلى أن الأهم يبقى الدعم المعنوي للجيش اللبناني من قبل الشعب، فالسلاح ضروري، لكن إعطاء الحقوق لأفراد الجيش يبقى الأهم، من خلال إقرار سلسلة الرتب والرواتب العالقة لأفراد الجيش اللبناني.

في هذا الصدد، يقول سلهب إن الحكومة تسير بحسب الخطة التي طلبها الجيش اللبناني، ولا دور لها سوى أن تكون ساعي بريد لإيصال مطالب الجيش اللبناني إلى القوى التي تريد المساعدة، وتبقى بالنسبة إلى سلهب أن هناك ضرورة ملحّة في عدم التشكيك بالجيش اللبناني، ومؤازرته شعبيًا، من خلال إعطاء بيئة حاضنة للجيش، لتسهيل أموره أكثر من تعقيدها.

&