تقول صحف فرنسية إنّ الحوثيين في اليمن ينفذون سياسة إيران في هذا البلد المنقسم، وتأتي عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية كمحاولة لتقليم أظافر إيران التي حاولت نشبها في خاصرة الخليج العربي بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية.


باريس: كتبت صحيفة لوموند الفرنسية أن زحف& جماعة الحوثيين الشيعية المدعومة من إيران في اليمن بإتجاه عدن في الجنوب كان المفصل الأساس الذي دفع السعودية لإطلاق عملية عسكرية بمشاركة عشر دول حملت مسمى "عاصفة الحزم"، الهدف منها وقف& تقدم الحوثيين و من خلفهم إيران.

صحيحٌ اليوم أن غارات التحالف الذي تقوده السعودية، ويضم كلا من الإمارات، الكويت، البحرين،& قطر، المغرب، السودان، باكستان، الأردن و مصر،& ستنجح في دفع جماعة الحوثيين إلى خارج مناطق وسط وجنوب اليمن التي تٌعتبر معقلا للسنة في البلاد لكن تأثيرها سيكون موضع شك في مناطق الشمال خاصة في صنعاء العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث يلاقون دعما من قبل السكان هناك.

ناهيك عن أن شرعية الرئيس اليمني عبد ربه مصنور هادي في مدينة عدن الجنوبية التي لجأ إليها بعد نجاحه بالفرار من قبضة الحوثيين في صنعاء باتت موضع تساؤل، لأنه إن دل التقدم الواضح للحوثيين بإتجاه الجنوب على شيء، فهو يدل على عدم تمكن الرئيس عبد ربه منصور هادي من حشد دعم كبرى القبائل السنية له في الجنوب إضافة إلى "البرودة" التي تتسم بها العلاقات بين السعودية و قبائل حاشد النافذة في الجنوب التي تُعتبر إمتدادا لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن.

صحيفة "لوموند" الفرنسية ترى أن الإستقطاب السني الشيعي الذي تشهده الساحة اليمنية يصب إيجابا في مصلحة تنظيمي القاعدة في جزيرة العرب والدولة الإسلامية اللذين تغلغلا في بعض القبائل السنية، إضافة إلى أن المؤسسة العسكرية مشتة ما بين ولائها للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والرئيس السابق علي عبد الله صالح، حيث& لا يزال الكثير من قيادات الحرس الجمهوري أي قوات النخبة يأتمرون بأمره و لا بد من الإشارة إلى أنه كان من أبرز داعمي جماعة الحوثيين في الماضي القريب.
&
فشل النموذج اليمني الذي أراده أوباما
&
واصلت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التأكيد على أنه إذا ما غدا اليمن اليوم عمليا بلدا خطيرا فهو بسبب تقدم الحوثيين المدعوين من إيران وأيضا الخطر الذي يمثله تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتفشي في مدن الجنوب.

فاليمن يأتي في المرتبة الثانية في عدد الغارات التي تقوم بها الطائرات الأميركية بدون طيار ضد معاقل تنظيم القاعدة في الجنوب والتي نجحت في وقف تقدم التنظيم المتطرف و لكن دون القضاء عليه.

النموذج اليمني الذي أرداه الرئيس الأميركي باارك أوباما في مكافحة الإرهاب فشل، فهو إن اعتمد على غارات الطائرات الأميركية بدون طيار والعمل على& دعم المؤسسة العسكرية للقضاء على تنظيم القاعدة، إلا أنه لم يأخذ في الحسبان التقدم الصاعق للحوثيين المدعومين من إيران، التي تتقاسم مع جهاديي تنظيم القاعدة السني العداء المشترك للولايات المتحدة.