أخفى مساعد طيار طائرة إيرباص إيه-320 التابعة لشركة جيرمان وينغز، الذي تعمد إسقاط الطائرة في جبال الألب الفرنسية، أخفى أنه كان في إجازة مرضية يوم الحادث، بحسب النيابة العامة في دوسلدورف، وأنه كان قد عانى اكتئابًا شديدًا منذ 6 أعوام، رغم شهادات من أقارب وأصدقاء تؤكد أنه كان رياضيًا وعالي الكفاءة في عمله.


إيلاف - متابعة: قال بيان صدر من النيابة إن المحققين عثروا في منزله على استمارات "لإجازات مرضية مفصلة وممزقة"، وتشمل ايضًا "يوم الحادث"، لكن من دون أن يحدد ماهية "المرض". وتابع البيان أن هذه الوثائق "تدعم فرضية" أن اندرياس لوبيتس (27 عامًا) "اخفى مرضه (على شركة جيرمان وينغز)". واضاف أن الوثائق التي عثر عليها تشير الى "مرض سابق والعلاجات الطبية المتعلقة به".

اكتئاب مستمر
في المقابل، لم يتم العثور على أي رسالة وداع أو ما يمكن أن يشير إلى عمل تم الإعداد له مسبقًا. وكشفت الصحف الالمانية الجمعة أن مساعد الطيار، الذي يصفه اقاربه بأنه رياضي و"عالي الكفاءة"، عانى من اكتئاب شديد خلال تدريبه على الطيران قبل ست سنوات.

واضطر لوبيتس الى وقف اعداده "لبعض الوقت"، قبل ان ينهيه بشكل طبيعي، ويبدأ العمل كمساعد طيار عام 2013، وفق معلومات نقلها رئيس لوفتهانزا كارستن شبور الخميس. وقال شبور الخميس انه لا يحق له كشف المزيد عن اسباب وقف إعداد لوبيتس، مشددًا على أن مساعد الطيار نجح في جميع الاختبارات، بما في ذلك الاختبار النفسي عند توظيفه.

وحصلت عمليات التفتيش الخميس في منزلين، يملكهما مساعد الطيار في دوسلدورف (غرب) ومونتابور المدينة الصغيرة بين فرانكفورت ودوسلدورف، حيث كان يقيم احيانًا مع والديه. وكانت طائرة ايرباص ايه 320 تقوم برحلة بين برشلونة ودوسلدورف عندما تحطمت الثلاثاء في جبال الالب الفرنسية، ما ادى الى مقتل 150 شخصًا كانوا على متنها.

توسيع التحقيق
هذا وسيطر الذهول على المانيا الجمعة، فيما سرت تساؤلات عن شخصية مساعد طيار الايرباص ايه-320 التابعة لشركة جيرمان وينغز، التي تحطمت في جبال الالب الفرنسية موقعة 150 قتيلاً، فيما تتواصل عمليات البحث في فرنسا عن الصندوق الاسود الثاني.

واوردت صحيفة بيلد الالمانية الجمعة بعد الاطلاع على وثائق رسمية أن مساعد الطيار اندرياس لوبيتس، الذي يشتبه في انه تسبب عمدًا بسقوط الطائرة عانى من اكتئاب حاد قبل ست سنوات، فيما كان يكمل اعداده كطيار. وذكرت الصحيفة أن الشاب المتحدر من مدينة مونتاباور الصغيرة الهادئة في غرب المانيا كان يخضع منذ ذلك الحين لمتابعة "طبية خاصة ومنتظمة".

واكدت أن هذه المعلومات نقلتها مجموعة لوفتهانزا، الشركة الام لجيرمان وينغز، الى الهيئة الالمانية للاشراف على النقل الجوي (ال بي ايه). واتسع التحقيق الذي تجريه السلطات الفرنسية الخميس، ليشمل المانيا، بعد الكشف عن أن عملاً متعمداً تسبب بالكارثة، التي اوقعت 150 قتيلاً، بينهم 75 المانيًا، 16 منهم تلاميذ عائدون من عملية تبادل مدرسي، و51 اسبانيًا.

تطويق منزل الأهل
وكانت الشرطة تفرض صباح الجمعة حماية على منزل اهل لوبيتس، حيث كان يقيم هو نفسه في قسم من الوقت، في مونتاباور في ولاية راينلاند-بالاتينات المحاذية لفرنسا. وكانت شاحنة تابعة للشرطة متوقفة امام المنزل الذي اغلقت ستائره، واحتشد عدد كبير من الصحافيين في المكان، فيما بقيت الشوارع المجاورة مقفرة تمامًا. وفي فرنسا استؤنفت عمليات البحث صباحاً في سين ليزالب على مسافة عشرة كيلومترات من منطقة تحطم الطائرة.

والاولوية بنظر المحققين هي للعثور على الصندوق الاسود الثاني، والتعرف بأسرع ما يمكن إلى الجثث التي يتم نقلها من المنطقة الجبلية بوساطة عينات الحمض الريبي، التي اخذت من العائلات بعد ظهر الخميس. وستتولى طوافتان عوضًا من خمس سابقًا نقل المسعفين الـ37 وعناصر الشرطة العلمية الـ11 الى موقع الحادث. وقال متحدث باسم قوات الدرك "اننا نعمل بشكل اولي على جمع عناصر بيولوجية قبل الحطام".

وبعد وصول العائلات الاسبانية والالمانية من جهة، اضافة الى عائلات الطاقم، الخميس، اعرب عشرة مواطنين اسبان فقط عن الرغبة في البقاء في جوار الموقع، وفق ما افاد وزير الدولة الاسباني لادارة الاراضي خوليو غوميز بومار. اما المانيا فلا تزال تحت صدمة هذه المأساة، التي وصفتها المستشارة انغيلا ميركل، بأنها "بحجم لا يمكن تصوره".

طيار مجنون!
وتصدرت صورة لاندرياس لوبيتس اثناء مشاركته في ماراثون فرانكفورت (غرب) عام 2013 الصفحة الاولى من صحيفة بيلد، وعليها عنوان "الطيار المجنون". وتساءلت جميع الصحف حول دوافع الشاب الذي كان عمره في الحقيقة 27 عامًا، بحسب السلطات المحلية في دوسلدورف، وليس 28، كما افاد مدعي عام مرسيليا بريس روبان في بادئ الامر.

وروبان هو الذي اعلن الخميس أن مساعد الطيار هو الذي تسبب عمداً بسقوط الطائرة، وقد منع الطيار من العودة الى قمرة القيادة، بعدما غادرها لبضع دقائق. وبحسب الصحيفة، فإن الطيار حاول كسر باب قمرة القيادة المدرع بوساطة فأس بدون أن ينجح في ذلك. وتحطمت الطائرة في تمام الساعة 10:53 بالتوقيت المحلي الثلاثاء في منطقة وعرة من جبال الالب الفرنسية.
&