زادت "عاصفة الحزم" من الضغوط على أسواق النفط، فارتفع سعر البرميل الخميس، خصوصًا أن العمليات قريبة من باب المندب، حيث يمر نصف خطوط التجارة النفطية العالمية.


إيلاف - متابعة: ساهمت العملية العسكرية "عاصفة الحزم"، التي تتصدرها السعودية وخلفها 10 دول أخرى، في زيادة الضغوط على السوق النفطية العالمية، خصوصًا بعدما تولت البحرية المصرية تأمين الملاحة في مضيق باب المندب على البحر الأحمر، حيث يمر نحو 55 بالمئة من التجارة النفطية العالمية، فسجلت أسعار النفط الخميس ارتفاعًا في بداية الجلسة الصباحية في نيويورك، خصوصًا أنها تأتي بعد 10 ساعات تقريبًا بدء الغارات على حوثيي اليمن، مدعومة بتراجع الدولار والوضع المتأزم في الشرق الأوسط.

جيوسياسة
وظهرًا تقريبًا بتوقيت غرينيتش، ارتفع سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود)، تسليم أيار (مايو) 1.02 دولار، ليصل إلى 50.23 دولارًا في سوق نيويورك نيمكس. وهذا ما أكده روبرت ياوغر، من مجموعة ميزوهو سيكيوريتيز، مشيرًا إلى أن الغارات السعودية في اليمن، ومعوقات المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، والمشاركة الأميركية في الضربات الجوية على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في تكريت العراقية، عوامل ساهمت في رفع سعر النفط عالميًا.

ونقلت التقارير الغربية عن مات سميث، من مجموعة شنايدر إلكتريك، قوله: "اليمن ليس منتجًا كبيرًا للنفط، إذ ينتج حوالى 125 ألف برميل يوميًا، لكن قربه الجغرافي من السعودية، والخوف من امتداد الاضطرابات إلى واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، يثير موجة هلع في عمليات الشراء". أضاف: "السوق تخشى اضطرابات في المسارات البحرية للنفط التي تمر على طول الحدود اليمنية، خصوصًا مضيق باب المندب". إلا أن المستوردين الآسيويين أكدوا أنهم لا يشعرون بالقلق من تعطّل للإمدادات النفطية.

مقومات الاستمرار
كذلك، أعلنت دائرة شؤون النفط في دبي أن الإمارة حددت فرق السعر لشحنات حزيران (يونيو) من الخام بحسم 0.40 دولارًا للبرميل عن سعر العقود الآجلة للخام العُماني.
وقال شركة "توتال" النفطية الفرنسية إن مواقعها في اليمن لم تتأثر بالعمليات العسكرية، ومكاتبها في صنعاء مغلقة، وأنها تراقب الوضع، مؤكدة في بيان لها أن إجراءات أمنية مشددة اتخذت في المواقع التي تعمل فيها.

وأعلن عدنان الجنابي، رئيس لجنة الطاقة في البرلمان العراقي، أن العراق يؤيد سياسة "أوبك" لحماية حصتها في سوق النفط بالإبقاء على إنتاجها مستقرًا، رغم ضغوط تتعرّض لها موازنة بلاده. وقال للصحافيين في العاصمة القطرية الدوحة: "العراق مع الإجماع العام في أوبك، ويجب عدم القتال من أجل السعر، بل من أجل حصة السوق، ويجب ألا تدفع أوبك ثمن قيام المنتجين الآخرين بالإنتاج بأقصى طاقتهم، وأخذ السوق من المنظمة، والدول التي لديها احتياطات كبيرة، يجب أن تدرس استراتيجية طويلة الأجل تتوافر لها مقومات الاستمرارية".

أضاف: "على إيران والعراق والسعودية الاهتمام بأسواقها، وأن تركز على الأسواق، لأنها دول لديها احتياطات كبيرة، تنظر إلى الأجل الطويل، وليس إلى ردود الأفعال الفورية على تحركات الأسعار".

&