في محاولة ايرانية للنأي بنفسها عن التدخل في اليمن، نشر موقع المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي صورا لقائد فيلق القدس قاسم سليماني وهو الى جانب المرشد قال انها التقطت مساء امس الجمعة لمناسبة احياء ذكرى وفاة السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد في بادرة يبدو انها تهدف الى نفي تقارير انتشرت خلال الساعات الاخيرة عن وجوده في اليمن للقتال الى جانب الحوثيين.


أسامة مهدي من لندن: نشرت وسائل اعلام ايرانية اربعة صور اطلعت عليها "إيلاف" نقلا عن موقع خامني، وقالت معلقة ان وسائل اعلام غربية وعربية وقعت في "فضيحة اعلامية عبر زعمها حضور اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني في دولة اليمن بينما كان اللواء سليماني حاضرا في مجلس عزاء السيدة الزهراء (س) الى جانب قائد الثورة الاسلامية في طهران" كما قالت وكالة فارس الايرانية، مضيفة ان وسائل اعلام غربية وعربية بينها الاذاعة البريطانية "بي بي سي" وقناة العربية السعودية قد زعمتا الجمعة بأن اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قد توجه الى اليمن".

واشارت الى ان هذه الاشاعة قد سرت بسرعة "في وسائل الاعلام المعادية لمحور المقاومة ضد الكيان الاسرائيلي في محاولة منها للايحاء بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية تتدخل في اليمن" بحسب قولها.

وتظهر الصور التي نشرها الموقع الاعلامي لخامنئي مساء الجمعة حضور سليماني الى جانب المرشد الاعلى في مجلس عزاء بذكرى وفاة السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد، حيث كان سليماني يلقي التحية على خامنئي في واحدة منها بينما ظهر في صورة اخرى وهو يلطم صدره بالمناسبة، لكن "إيلاف" لم تتمكن من التأكد فيما اذا كانت هذه الصور قد التقطت مساء الجمعة فعلا أم لا.

الحوثي نفى وجود سليماني في اليمن

وقبيل نشر هذه الصور نفى قيادي بارز في جماعة “أنصار الله” (الحوثي) صحة ماتردد بشأن توجّه قاسم سليماني إلى اليمن لمساندة الحوثيين.

وقال محمد البخيتي عضو المجلس السياسي للجماعة أنه “لا صحة لتلك الأنباء مطلقا” دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل وذلك ردا على مانقلته وسائل اعلام غربية&
عن مصادر مقربة من سليماني نبأ مغادرته إلى اليمن.

وكان هادي العامري زعيم منظمة بدر الشيعية العراقية قائد الحشد الشعبي للمليشيات العراقية لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" قد أعلن الإثنين الماضي أن سليماني غادر العراق متوجها إلى إيران "وسيعود إلى العراق وقت حاجتنا إليه من أجل تقديم الدعم العسكري والاستشارات لقوات الجيش والحشد الشعبي لمواجهة داعش" بحسب قوله، فيما اشار مراقبون الى إن سليماني غادر العراق بعد فشله في تحرير مدينة تكريت (180 كم شمال غرب بغداد) التي يحاصرها الجيش العراقي والحشد الشعبي منذ ثلاثة أسابيع.

ومن جهته قال موقع "نماينده" المقرب من التيار المتشدد في إيران إن سليماني "ذهب إلى اليمن قبل يومين (أي الثلاثاء) لمساعدة إخوانه الثوار هناك من أجل مواجهة الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون" على حد قوله وهي التسمية التي يطلقها الإيرانيون على الرئيس عبدر به منصور هادي وانصاره.

ونقلت اذاعة "بي بي سي" البريطانية عصر الجمعة عن مصادر قالت انها مقربة من الجنرال قاسم سليماني اشارتها الى إنه غادر طهران متوجهًا إلى اليمن، وفي وقت لاحق قالت "بي بي سي" أنها تحاول التأكد من النبأ.

ولم تذكر هذه المصادر المزيد من التفاصيل عن كيفية مغادرة سليماني إلى اليمن خصوصًا أن قوات التحالف العربي في "عاصفة الحزم" تسد جميع المنافذ بعدما أكد العميد ركن أحمد بن حسن عسيري المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي أن السعودية وحلفائها لن يسمحوا بمرور أي إمداد للحوثيين المتمردين حتى يستكملوا عملية "عاصفة الحزم" التي تستهدف قوات جماعة الحوثي، التي سيطرت على العديد من المحافظات اليمنية.

والمعروف أن إيران تدعم الحوثيين الشيعة في اليمن وحذرت من أن "عاصفة الحزم" ستؤثر على المنطقة بمجملها ومن اندلاع حرب إقليمية بسببها.

قاسم سليماني: ادوار في العراق وسوريا ولبنان

وتشير سيرة قاسم سليماني الى انه مولود في 11 آذار (مارس) عام 1955.

وهو قائد عسكري إيراني وقائد فيلق القدس وهي فرقة تابعة لحرس الثورة الإيرانية ويصنف من قبل الولايات المتحدة إرهابيا.

وخلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) قاد سليماني فيلق 41 ثار الله (وهو فيلق محافظة كرمان).& وفي عام 1998 تم تعيينه قائدا لقوة قدس الحرس الثوري خلفاً لأحمد وحيدي.

وفي 24 كانون الثاني (يناير) عام 2011 رقيت رتبة قاسم سليماني من لواء إلى فريق من قبل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

والتحق سليماني بفيلق الحرس الثوري الإيراني أوائل عام 1980 وشارك في الحرب العراقية الإيرانية ثم ليصبح واحدًا من بين عشرة قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود.
&
ويتولى سليماني بحكم موقعه العسكري مسؤولية العلاقات الخارجية السرية لإيران بمعنى أنه يدير مشروع التمدد الإيراني في العالم بأسره، وليس في المنطقة العربية وحدها.

ومن المواجهات التي خاضها سليماني كانت مع القوات الاميركية في العراق، ثم إلى الأدوار التي لعبها في النزاعين السوري والعراقي، حيث اكتسب لقب "أقوى مسؤول أمني" في الشرق الأوسط.

وساعد سليماني في الأعوام الثلاثة الأخيرة الرئيس السوري بشار الأسد على قلب المكاسب التي حققها المقاتلون المعارضون في سوريا بعدما بدا ان النظام السوري على وشك الإنهيار وذلك لأن سوريا تشكل نقطة أساسية في محور طهران - بغداد - دمشق - بيروت في مواجهة نفوذ القوى الغربية في المنطقة.

وقد التقى قاسم سليماني مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بعد يومين من الهجوم الإسرائيلي على منطقة القنيطرة السورية منتصف العام الماضي.