أعلن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري تأييده لخطوة السعودية والدول العربية في "عاصفة الحزم"، ويشير تيار المستقبل إلى تفهمه لتلك الخطوة، ماذا عن موقف لبنان هل يدعم أم ينأى بنفسه؟.


ريما زهار من بيروت: ما هو موقف لبنان من "عاصفة الحزم"، وهل ينأى بنفسه عما يجري في اليمن؟.. يؤكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج لـ"إيلاف" أن موقف لبنان تجاه "عاصفة الحزم" في اليمن أعلنه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من خلال تأييده، ويلفت دو فريج إلى أن لبنان يجب ألا يتدخل نظرًا إلى حساسية موقفه، لا في سوريا ولا في أي بلد، ويجب أن ينأى بنفسه، وموقف لبنان هو مبدأي بتفهّم الخطوة السعودية الأخيرة عندما يرى أن دولة كالسعودية عليها خطر فهي تقوم بعملية استباقيّة.

ومن الطبيعي اليوم أن تتحرك السعودية، بعدما لمست أن ميليشيات الحوثيين اقتربت أكثر من حدودها. ويعتبر دو فريج أن 14 آذار تؤيد هذا الموقف، ونحن نتمنى لبلدنا ما نتمناه لغيرنا، وهناك دولة تعتدي على دولة أخرى بمعنى الميليشيات الحوثية تهدد أمن السعودية، لذلك كان لا بد من موقف حازم وعربي موحد للدفاع، ونتوقع في شرم الشيخ إنشاء قوة عربية مشتركة لحماية الدول العربية، وهو أمر في غاية الأهمية، لأنه يبقى قرارًا مشتركًا وجامعًا.

أما النائب السابق مصطفى علوش (المستقبل) فيقول لـ"إيلاف" إن هناك شبه إجماع عربي على قضية عاصفة الحزم في اليمن، والمفروض على لبنان أن يكون موقفه واضحًا مع الإجماع العربي، ولكن مسألة المشاركة أو عدمها في عاصفة الحزم هي غير مفيدة في لبنان في الوقت الحالي، والأساس يبقى أن الأكثرية العظمى من المجتمع العربي مؤيدة لإعادة الشرعية إلى اليمن، ومن المفروض أن يكون لبنان في الموقف عينه.

مسألة الدعم أو النأي بالنفس بالنسبة إلى لبنان ستكون معقدة في الوقت الحالي، بحسب علوش، لأن هناك حساسيات داخلية في لبنان، وحتى حزب الله بردّه على الأمر كان محرجًا بطريقة تعاطيه، لأنه للمرة الأولى هناك موقف حازم موجود من قبل الدول العربية، وقد يتطور هذا الموقف إلى مسائل أكثر أهمية في الأسابيع المقبلة.

الفرق واضح
ويشير دو فريج إلى الفرق الذي تمنح السعودية بموجبه الدعم للبنان، وإلى الدعم الذي تعطيه إيران لحزب الله في لبنان، فإيران تسلح وتعطي الأموال لفئة من الشعب اللبناني على حساب الدولة اللبنانيّة، ومشروعها إيراني. أما السعودية فعندما تمنح الأموال إلى الجيش اللبناني فهي تساعد الدولة اللبنانيّة بكاملها ومؤسساتها الشرعيّة كي يبقى ما يسمى بالدولة اللبنانيّة.

والفرق واضح بين الإثنين، وموقفنا واضح، نحن نقف إلى جانب السعودية، وتدخلت السعودية عسكريًا، لأنها لمست الخطر من الميليشيات الحوثيّة. وهذا من حق السعودية، ونتفهم ما تقوم به اليوم من خلال "عاصفة الحزم".

ويضيف دو فريج "لبنان بتركيبته المسيحية الإسلامية وبتركيبته المعتدلة، قوته تكمن في هذه التركيبة، وبأنه يستطيع أن ينأى بنفسه من جراء تركيبته". يلفت علوش إلى أنه من غير المنطقي أن ينأى لبنان بنفسه عن اليمن، ولكن حتى الدول العربية تعرف ما هو الوضع الحساس في لبنان وخطورته، وحتى لو لم يأخذ لبنان موقفًا واضحًا فأكثرية الدول العربيّة ستتفهم الموضوع، أو ربما سيكون هذا الموقف مطروحًا، ويتم توضيحه خصوصًا مع السعودية.

الملفات الداخلية
ويعتبر دو فريج أن الملفات الداخليّة، بما فيها ملف رئاسة الجمهورية في لبنان، تتأثر بكل ما يجري في المنطقة من أحداث، ويتوقع دو فريج ألا تتدخل إيران في اليمن عسكريًا لأنها منذ فترة ومؤشراتها الإقتصادية تشير إلى أن العقوبات الاقتصادية عليها أثرت كثيرًا عليها.

ويرى دو فريج شخصيًا أن إيران ليست في وضع أنها تدخل علنًا وعسكريًا في حرب في المنطقة، رغم أن إيران إذا قامت بالأمر، فليس لمصلحتها، وتكون قد وصلت إلى مرحلة "عليّ وعلى أعدائي يا رب"، وإيران تفعل المستحيل للتوصل إلى اتفاق نووي مع أميركا، ليس محبة بأميركا، بل كي تستطيع رفع العقوبات الاقتصادية عنها، لأنها لم تعد تحتمل.

يشير علوش إلى أن الملفات الداخلية ستتأثر، لأن الملف اللبناني هو انعكاس للملف الإقليمي، وتستخدم فيه أطراف داخلية، لذلك يجب أن نكون حذرين في الأيام المقبلة. ويؤكد علوش أن احتمال أن تفتح إيران جبهة لها في الخليج يبقى أمرًا غير وارد في الوقت الحالي، لأسباب عديدة.

&

&