أيّد الأزهر الشريف الجهود المصرية والعربية من أجل إعادة الاستقرار إلى دولة اليمن، بالمشاركة في العمليات العسكرية ضد الحوثيين الذين انقلبوا على شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.


القاهرة: أعلن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تأييد الأزهر للحرب ضد المتمردين الحوثيين في اليمن المعروفة باسم "عاصفة الحزم"، معتبراً أنها "الصَّحوة العربيَّة التي بدأت تُدوِّى في المنطقة، وتحفظ مصالح شعوبها، وتحرس آمالَهم وطموحاتِهم".

وقال الإمام الأكبر: "الحمدُ للهِ، لقد استعاد العربُ قوَّتَهم، واجتمعوا على قلب رجلٍ واحدٍ، وفتحوا صفحةً جديدةً في الشرق الأوسط، وأصبحوا الآن قوةً رادعةً يُحسب لها الحساب في مواجهة التَّحدياتِ والمشكلات التي تمسُّ مِن قريبٍ أو مِن بعيدٍ كيان الأمَّة وحاضرها ومستقبلها".&

وأضاف الطيب: "والأَزهر الشَّريف؛ وهو يرى هذا النهوضَ العربي الجديدَ - يشدُّ على أيدي قادة الأُمَّة في الدِّفاع عن بلادهم والذَّودِ عن أوطانهم، ويُقدِّر هذه الرسالةَ غير المسبوقة التي تضع حدًّا حاسمًا سريعًا لكلِّ مَنْ يُسوِّلُ له غرورُه العبثَ بوَحدة الأمَّة العربيَّة، والتَّدخُّلَ في شؤونها، واللَّعبَ على وتر الفتنة الطائفية والمذهبية، واستغلالَ ضعاف النُّفوس وشراءهم لبيعِ أوطانِهم وولاءاتِهم للآخَر المتربِّص بهم، وهؤلاء لا يدركون أنَّهم سيكونون أوَّلَ صيدٍ يفترسُه هذا الوحشُ الغادرُ الذي لا تُوقِفُه عند حدِّه إلا لغةُ القُوَّةِ ووَحْدَة العرب وردع سلاحهم".&

ووصف عاصفة الحزم بأنها صحوة عربية لحماية العرب، وقال: "والأَزهر الشَّريف يَحْمَد الله كثيرًا على ظهور هذه الصَّحوةِ العربيَّةِ التي بدأت تُدوِّى في المنطقة، وتحفظ مصالح شعوبها، وتحرس آمالَهم وطموحاتِهم وحقَّهم في ردع المعتدى عليهم وردِّه على أعقابِه خاسئًا مدحورًا".&

وتابع: "وإنَّ الأزهرَ ليفخرُ الآن وهو يرى إشراق يقظةٍ عربيةٍ تلوح في الأفق وبدأتْ خيوطها المتينة تُنسج في الاجتماع التاريخي للقمَّة العربيَّة، الذي يعقد اليوم برئاسةٍ مصريةٍ في شرم الشيخ، والذي ندعو الله له مِن كلِّ قلوبنا أن يوفِّقَ قادتَه إلى تحقيق آمال الشَّعب العربي وأمانِيه في أن يكون شعبًا متَّحدًا قويًّا اقتصاديًّا وعسكريًّا وحضاريًّا".&

وأضاف: "حيَّا الله هذه اليقظةَ العربيَّةَ المشتركةَ التي طال انتظارُها، وبارك جهودَ قادة العرب التي أعادتْ إلينا الكثيرَ من الثِّقة في قدرتنا على مواجهة التَّحديات التي تُهدِّد أمنَنا وسيادةَ أوطاننا ووَحْدَتَنا الفكريَّةَ والثقافيَّةَ، والسَّير جميعًا على طريق القوَّةِ والتَّماسُك والتَّضامن".

ودعا العرب إلى الاتحاد، وقال: "ولَنِعْمَ ما قاله شاعرُنا العربي القديمُ: تَأْبَى الرِّماحُ إذا اجتمعْنَ تَكسُّرا .. وإذا افترقْنَ تكسَّرتْ آحَادا وأخيرًا، نذَكِّرُ مؤتمرَنا هذا بالتوجيه الإلهي الكريمِ في قوله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا أن اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).

ومن جانبه، وقال عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور أحمد عمر هاشم، إن "عاصفة الحزم" جاءت مصدقاً لقوله تعالى: "قاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله"، معتبرا &قرار الحرب على الحوثيين أمر المشرف لجميع المسلمين. وقال لـ"إيلاف" إن ما يحدث في اليمن يستدعي أن تتدخل الدول العربية والإسلامية حتى يعود الاستقرار والمصالح العليا لبلد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية ودول الخليج والمنطقة العربية والعالم الإسلامي الذي يعنيه استقرار اليمن ووحدته. وأضاف إن أمن بلد الحرمين الشريفين& هو أمن لكل العالم الإسلامي ويعيش في وجدان كل مسلم، والمسلمون في كل العالم ضد كل من يحاول المساس بأمنه والتعرض لمقدراته.&

ووصف هاشم "الحوثيين" بأنهم "خوارج"، وقال :"إن جماعة الحوثيين جماعة خارجة عن صفوف المسلمين لا تريد لليمن ولا للمسلمين خيرًا، &وما حدث مؤخرا من زعزعة أمن اليمن واستقراره &والانقلاب على الشرعية المتمثلة في الرئيس من قبل هذه الجماعة &يمثل خروجا عن طاعة ولي الأمر الذي نهى عنه النبي، صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فإن جميع &المسلمين مدعوون في كل العالم مؤسسات وشعوبا إلى تأييد هذه العملية العسكرية "عاصفة الحزم"، حتى تحقق أهدافها المشروعة، انطلاقًا من واجب النصرة لشعب اليمن الشقيق، وحفاظًا على استقرار وأمن بلد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية والمنطقة العربية".&

وأوضح هاشم أن ما يحدث في اليمن صراع سياسي ومذهبي تدعمه مؤامرات أجنبية تريد زعزعة الاستقرار في أوطاننا العربية والإسلامية وتستهدف تفتيت هذه الدول فعلى المسؤولين أن يتنبهوا لهذا تماماً، مؤكدا في الوقت نفسه على حق مصر في حماية مصالحها في مضيق باب المندب، ونصرة الشرعية في اليمن وتلبية استغاثات الشعب اليمني للحماية من الهلاك على يد جماعة الحوثي، معتبرا الضربة الجوية ضد جماعة الحوثي في اليمن بمشاركة الدول العربية والإسلامية نوعًا من الجهاد في سبيل الله، من أجل نصرة فريق مظلوم على الفئة الباغية، ويجب على القوات المسلحة المصرية والعربية أن تتصدى لهذا الخطر الداهم الذي يهدد الدين نفسه فمناصرتنا للمملكة العربية السعودية في تحركها العسكري إلى اليمن لعودة الشرعية أمر يحتمه الدين.

ونبه إلى أن الدول العربية تحت قيادة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الإسلامي سعت كثيرًا إلى حل الأزمة اليمنية سياسيا عن طريق الحوار بين الأطراف المتنازعة التزاما بتنفيذ حكم القرآن الكريم في قوله تعالى: "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين"، وقال تعالى: "إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون"إلا أن جماعة الحوثي أصرت على تنفيذ مخططها ،مما ترتب عليه مطالبة الرئيس اليمني التدخل العربي للحماية، مما يؤكد أن الضربة الجوية في اليمن من قبل التحالف العربي أخذت المسار الشرعي والديني، ومن يدعي غير ذلك يروج ويبارك ويقف في صف جماعة الحوثيين دعما لدولة إيران. &

على الجانب الآخر، وصفت ائتلافات وكيانات سلفية عملية عاصفة الحزم التي تشارك فيها قوات عدد من الدول العربية بينهم مصر ضد الحوثيين في اليمن بـ"الجهاد في سبيل الله" ضد التوغل الإيراني بالمنطقة، وطالبت حملة "دافع" السلفية &المسلمين بالدعاء على الحوثيين، حيث قالت: "إخواننا أهل السنة في اليمن قد استنفروا للجهاد في سبيل الله في اليمن فنفروا لاستنقاذ بلادهم أرض الحكمة والإيمان من أيدي الحوثة الجارودية فلنجتهد في الدعاء لهم" وتابع: "اللهم انصر إخواننا في اليمن على أعدائك وأعداء نبيك وصحابته وزوجاته".

كما أعلن &ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت دعمه للتدخل العسكري في اليمن وأضاف الائتلاف في بيان: "نحن ندعم الحرب على الحوثيين أذناب إيران ونؤيد العمليات العسكرية ‫‏عاصفة الحزم ونسأل الله تعالى أن ينصر جيوش المسلمين على الجماعة الإرهابية" حسب وصفه.