تكثفت الجهود الدبلوماسية السبت بهدف التوصل الى اتفاق يبدد مخاوف المجموعة الدولية من احتمال امتلاك ايران السلاح الذري، فيما ابدى العديد من المفاوضين ملامح تفاؤل بامكان معالجة آخر المشاكل العالقة.


لوزان: قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اثر لقائه نظيريه الالماني والفرنسي على حدة في لوزان بسويسرا "اعتقد اننا احرزنا تقدما. اننا نتقدم واعتقد انه بامكاننا احراز التقدم اللازم للتمكن من حل كل القضايا وبدء صوغ نص سيصبح الاتفاق النهائي".

ولفت الى انه اجرى مشاورات "ايجابية" مع فرانك فالتر شتاينماير ولوران فابيوس.

لكن الوزير الفرنسي لم يظهر هذا القدر من التفاؤل واكتفى بالتصريح للصحافيين الذين امطروه بالاسئلة بعد لقائه ظريف "نحن نعمل" و"نحاول التقدم".

من جهتها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني لدى وصولها الى لوزان مساء السبت "نحن اقرب من اي وقت مضى الى اتفاق، ورغم ذلك لا تزال هناك نقاط حساسة تتطلب معالجة، لكننا سنعمل في الساعات المقبلة وخلال نهاية الاسبوع في محاولة لملء الثغرات".

ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن كبير المفاوضين الروس سيرغي ريابكوف قوله ان "فرص (التوصل الى اتفاق) تتجاوز خمسين في المئة".

واضاف "اذا فشلت المفاوضات، فلن يكون ذلك ذريعة لتغيير كل نظام التفاوض. لقد راكمنا عملا كثيرا الى درجة بات الفشل غير مسموح به"، مذكرا بان 30 حزيران/يونيو هو مهلة التوصل الى اتفاق نهائي.

وتسعى دول مجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا) للتوصل الى اتفاق مبدئي مع طهران بحلول الثلاثاء يسبق اتفاقا نهائيا يشتمل على كل التفاصيل التقنية بحلول نهاية حزيران/يونيو.

ويبقى الهدف التاكد من عدم سعي ايران الى حيازة سلاح نووي مقابل رفع العقوبات الدولية التي فرضت عليها.

وقال المفاوض الايراني بهروز كمالوندي تعليقا على المحادثات بين رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي ووزير الطاقة الاميركية ايرنست مونيز، "في ما يتصل بالمسائل التقنية فان المواقف تقاربت".

غير ان دبلوماسيين ايرانيين وغربيين اوضحوا كلا على حدة ان رفع العقوبات ومسالة الابحاث والتطوير في المجال النووي هما الموضوعان الرئيسيان اللذان ما زالا موضع خلاف.

وتطالب ايران برفع كل العقوبات الدولية وخصوصا التدابير الاممية في حين تعتبر الدول الغربية ان رفع العقوبات لا يمكن الا ان يكون تدريجيا.

وتشدد طهران ايضا على امكان القيام بابحاث وتطوير بهدف استخدام اجهزة طرد مركزي اكثر تطورا وقدرة على تخصيب اليورانيوم في وقت لاحق.

لكن الدول الغربية وكذلك اسرائيل تعتبر ان تطوير اجهزة الطرد المركزي هذه سيسمح لايران بتقليص الوقت اللازم لاستحواذ ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة ذرية.

وينتظر وصول وزيري الخارجية الصيني والروسي الاحد الى لوزان للانضمام الى المفاوضات، رغم ان حضور الوزير الروسي لم يتأكد رسميا.

وعلق علي فايز الخبير في مجموعة الازمات الدولية "ليس هناك ادنى شك في ان وصول وزراء الخارجية هو مؤشر الى اننا اوشكنا بلوغ خط النهاية، وعادة حين نقترب من خط النهاية فان الامر يصبح اكثر صعوبة. ان مشاورات حافة الهاوية ستتواصل حتى اللحظة الاخيرة".

وقال وزير الخارجية الالماني ان "النهاية بدأت"، معتبرا انه كما في حالة تسلق الجبال "فان الامتار الاخيرة هي الاكثر صعوبة وحسما".