&

&
&تميزت المواقف العراقية الرسمية خلال الساعات الاخيرة بتباين وتخبط واضحين حول عمليات "عاصفة الحزم" العربية ضد الحوثيين في اليمن، ومن تشكيل قوة عسكرية مشتركة لمواجهة أي عدوان قد تتعرض له دولة عربية.. فيما لم يتوصل قادة عراقيون اجتمعوا بمنزل رئيس البرلمان الى موقف موحد من التطورات العراقية الراهنة على ضوء ما يجري في اليمن.

&
خلال متابعة "إيلاف" لتصريحات ومواقف الرئيس العراقي فؤام معصوم الذي ترأس وفد بلاده الى القمة العربية بمدينة شرم الشيخ المصرية التي اختتمت اعمالها اليوم الاحد، ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري الذي ترأس وفد بلاده الى اجتماع وزراء الخارجية الذي سبق القمة، ظهرت حالة من التناقض.
&
فبعد أن رحب معصوم امس السبت بتشكيل قوة عربية عسكرية موحدة عاد الاحد وادلى بتصريحات تتناقض ومواقفه السابقة، واكد تحفظ العراق على تشكيل هذه القوة. فقد تحفظ الوفد العراقي الى القمة على إحدى نقاط البيان الختامي للقمة العربية، والتي تتضمن تشكيل قوة عسكرية عربية تشارك فيها الدول اختياريًا.&
&
ففي تصريحات له الى صحيفة الشرق الاوسط السعودية الصادرة في لندن امس، فقد اعلن معصوم&&تأييد العراق لإنشاء قوة عربية مشتركة، مشيراً الى أن لدى العراق الموارد البشرية للمشاركة في هذه القوة. وقال إن "تشكيل قوة عربية عسكرية لمقاتلة الإرهاب أمر مهم لمساعدة أي دولة عربية تطلب المساعدة العسكرية" .. مبينًا "اننا في العراق لدينا الموارد البشرية والمقاتلون، ويمكن حتى أن نسهم في تشكيلات هذه القوة". &
&
لكن الوفد العراقي الى القمة الذي ترأسه معصوم سجل الاحد تحفظًا رسميًا على قرار القمة بتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة.
&
كما ظهر التناقض واضحًا في الموقف من عملية "عاصفة الحزم" العربية ضد الحوثيين في اليمن، ففي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية امس قال معصوم إن التطورات العسكرية المؤسفة الأخيرة العاصفة في اليمن وتداعياتها تستدعي بشكل عاجل بذل قصارى المساعي لتلافي وصول الصراع الى مرحلة الحرب الأهلية .. وقال "التدخلات الخارجية لن تكون لصالح الشعب اليمني ومستقبله بل تعمق الخلافات والنزاعات أكثر فأكثر" من دون تحديد الجهة التي تتدخل في شؤون اليمن.
&
لكن معصوم هاجم اليوم خلال مؤتمر صحافي على هامش اختتام القمة العربية عملية "عاصفة الحزم" قائلاً إن الاوضاع في اليمن ستكون اسوأ مع استمرار استخدام القوة .. واضاف أن "الحل السياسي هو الافضل .. والاوضاع ستكون اسوأ مع استمرار استخدام القوة".&
&
كما أن تصريحات الجعفري حول تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة لم تكن حاسمة وظلت مغلفة بنوع من الضبابية .. وفي حين قال عقب انتهاء الجلسة العامة للقمة العربية السبت إن مشروعاً بهذا الحجم يجب أن يكون للعراق ودول أخرى دور فيه. واشار الى ان فكرة تشكيل قوة عربية عسكرية مشتركة صحيحة، ولكن جاءت على مقدمات كانت لها الأولوية. &&
&
لكن الجعفري اكد في تصريحات لاحقة تحفظه على انشاء هذه القوة العسكرية قائلاً انه كان لابد من استيفاء دراسته قبل الإعلان عنه في القمة، موضحاً انه يجب أن تقوم القوة العربية المشتركة على منهج عمل وأهداف وإستراتيجيات محددة وتنوع الأدوار.
&
وحول هذا الامر، اشار الامين العام للامم المتحدة نبيل العربي خلال مؤتمر صحافي في ختام اعمال القمة العربية الاحد الى انه "بحث الامر مع الجعفري ولم يكن معترضًا على تشكيل القوة العسكرية وانه اوضح ان الموقف العراقي لاينبع من أي معارضة وانما هو بحاجة الى مزيد من التشاور وهذا ما سيتم فعلاً والاتصال بقادة الاركان للجيوش العربية لاعداد الآليات المتعلقة بتشكيل القوة، واعتقد أن العراق سيشارك فيها بعد انجاز هذه الخطوات".
&
وينص القرار الرسمي للقمة العربية حول انشاء هذه القوة، والذي حصلت عليه "إيلاف"،&وانها "تضطلع بمهام التدخل العسكري السريع وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد امن وسلامة أي من الدول الاعضاء وسيادتها الوطنية وتشكل تهديدًا مباشرًا للامن القومي العربي، بما فيها تهديدات التنظيمات الارهابية بناء على طلب من الدولة المعنية".

قادة بغداد لم يتوصلوا لموقف موحد من التطورات العربية
وخلال اجتماعهم في منزل رئيس مجلس النواب سليم الجبوري الليلة الماضية، لم يتوصل القادة العراقيون الى اتفاق موحد من التطورات العربية الاخيرة على ضوء بدء التحالف العربي عمليات "عاصفة الحزم" لضرب مليشيات الحوثيين في اليمن لخروجهم على الشرعية في البلاد.
&
فقد اجتمع القادة والزعماء ورؤساء الاحزاب والكتل السياسية في العراق في منزل الجبوري لبحث تطورات الاحداث الامنية والسياسية في العراق وعموم المنطقة.. واشار بيان صحافي عن مكتب الجبوري عقب الاجتماع، وتسلمت "إيلاف" نصه، بالقول: "اتفق المجتمعون على أهمية تحصين العراق من التأثر بالأزمة الخارجية الحاصلة في المنطقة وان تكون مصلحة العراق وامن شعبه هي المقدمة اولا واخيراً". واوضح ان المجتمعين أكدوا على ضرورة توحيد الموقف الوطني في مواجهة الاٍرهاب ودعوة الأطراف المتصارعة في المنطقة الى تغليب لغة الحوار والتفاهم" من دون توضيحات أخرى.
&
لكنّ مصدراً نيابيًا اكد لـ"إيلاف" أن الاجتماع شهد خلافًا بين التحالف الوطني الشيعي وتحالف القوى السنية حيث طلب الشيعي اصدار بيان يدين ما قال انه التدخل السعودي الخارجي في الشؤون الداخلية لليمن، الامر الذي رفضته القوى السنية، ما اثار مشاحنات بين القادة المشاركين في الاجتماع.
&
وشارك في الاجتماع، الذي غاب عنه رئيس تحالف القوى السنية نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي، كل من رئيس الوزراء حيدر العبادي ونائب رئيس الجمهورية نوري المالكي ونائبي رئيس الوزراء بهاء الأعرجي وصالح المطلك ونائب رئيس البرلمان آرام شيخ محمد ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم ووزيري الدولة أحمد الجبوري والتخطيط سلمان الجميلي وأمين عام حزب الدعوة خضير الخزاعي ورئيس القائمة الوطنية بزعامة اياد علاوي محمود المشهداني، اضافة الى رئيسة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي آلا الطالباني ورئيس حزب الفضيلة هاشم الهاشمي . &&
&
ومنذ انطلاق عاصفة الحزم الخميس الماضي، فقد اظهرت مواقف القوى السياسية العراقية تباينات ازاءها، حيث اعتبر ائتلاف متحدون للاصلاح للقوى السنية العراقية&بقيادة أسامة النجيفي التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية لاعادة الشرعية الى اليمن نوعاً من صحوة عربية تعيد الى الاذهان اتفاقيات الدفاع العربي المشترك الموقع عليها من قبل الدول العربية عبر الجامعة العربية &.&
&
لكنه بالضد من ذلك، فقد اطلق السياسيون الشيعة مواقف وتصريحات تتناغم مع المواقف الايرانية الرافضة للتدخل العسكري في اليمن، وفي تصريحات وبيانات صحافية تسلمتها "إيلاف"، فقد عبروا عن معارضتهم للتدخل العربي في اليمن الى جانب الشرعية وطالبوا الامم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف العمليات العسكرية، وذلك في مواقف لوحظ انها تتناغم مع المواقف الايرانية الرافضة لردع الانقلاب الذي قامت به جماعة الحوثيين في اليمن.&
&
كما عبرت الحكومة العراقية رسميًا الخميس عن قلقها من الضربات الجوية للتحالف العربي لمواقع وقواعد الحوثيين في اليمن، وقالت ان هذا التدخل يؤدي الى تعقيد الأوضاع هناك أكثر من السابق ولا يسمح بتبني الحلول السياسية في الظروف المعقدة القائمة .
&
وكانت المملكة العربية السعودية بدأت فجر الخميس الماضي عملية عسكرية اطلقت عليها "عاصفة الحزم" بمشاركة ما يقرب من 10 دول وبمباركة اميركية بريطانية فرنسية ودول أخرى ضد جماعة الحوثيين في اليمن بطلب من الرئيس اليمني.&
&