يبحث رئيس مجلس النواب الأميركي، جون بينر، مع القادة العراقيين، في بغداد اليوم، التطورات السياسية والأمنية في بلدهم، وآخر الأحداث التي تشهدها المنطقة على ضوء العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن.. فيما سيناقش الموضوعات نفسها معهم إضافة إلى المساعدات التي يجب تقديمها إلى النازحين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون&الذي وصل إلى بغداد الاثنين أيضًا.


سيبحث رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر مع الرؤساء العراقيين الثلاثة للجمهورية، فؤاد معصوم، والحكومة حيدر العبادي، ومجلس النواب، سليم الجبوري، تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الأمنية والسياسية في العراق على ضوء المعارك التي يخوضها حاليًا ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وخاصة العمليات العسكرية الجارية حاليًا في محافظة صلاح الدين الغربية لانتزاع عاصمتها تكريت من سيطرة التنظيم عليها منذ حزيران (ييونو) عام 2014، حيث تشارك المقاتلات الاميركية في قصف مواقع التنظيم في المدينة.&
&
ويصل بينر إلى بغداد قادمًا من عمان التي اجرى فيها امس مباحثات مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، حيث اكد أهمية تعزيز الأمن والاستقرار في العراق واليمن وليبيا. وقال إن إيران لن تلتزم بأي اتفاق بشأن برنامجها النووي، وإنه على استعداد لزيادة العقوبات على طهران إذا اقتضت الضرورة ذلك &.. موضحًا في تصريح قبل توجهه الى بغداد أن قادة إيران "ليست لديهم النية للوفاء بوعودهم وكونهم يتفاوضون هو دليل على أن العقوبات المفروضة على إيران في الوقت الراهن تؤتي ثمارها".
&
ويعارض بينر اتفاقاً تتفاوض عليه إدارة الرئيس باراك أوباما ودول أخرى في مسعى لإقناع إيران بالحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية .. مشيرًا الى ضرورة الخروج باتفاق يرضي جميع الأطراف، فيما يقول دبلوماسيون إن طهران تخشى الوقوع في الفخ العراقي بالموافقة على التفتيش طويل الأمد الذي يسمح بدخول المرافق الرسمية والشخصية بكل تبعات ذلك النفسية والاستخبارية.
&
وأعتبرت مصادر عراقية تصريحات بينر هذه بمثابة رسالة الى القادة العراقيين ايضًا بأن التعويل على الدعم الايراني دون غيره سيزيد الأوضاع تعقيداً، كما أن المراهنة على عامل الوقت لانهاك شركاء العملية السياسية يمثل توجهًا غير محمود العواقب، ما يستدعي أن يكون التحالف الدولي دون غيره عنصر الحسم في المعركة الى جانب قوات الجيش والشرطة التي يجب أن تتقدم الصفوف في المعركة ضد "داعش"، والتي يجب أن تكون عراقية وليست طائفية .
&
وكانت الخارجية الاميركية اكدت الجمعة الماضي أن "الدعم الجوي للتحالف الدولي في معركة تكريت جاء بناء على طلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي". وقالت الناطقة الرسمية باسم الوزارة جينيفر بساكي إن التحالف الدولي يشن، وبناءً على طلب العبادي، غارات جوية على مدينة تكريت وما حولها لدعم العمليات البرية لقوات الأمن العراقية.
&
بان كي مون يبحث الأوضاع الأمنية والإنسانية للنازحين
&
وعلى المستوى نفسه، وصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين الى بغداد في زيارة يجري خلالها مباحثات مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومسؤولين رسميين، على ما افادت بعثة الامم المتحدة في العراق على موقعها على تويتر. كما سيلتقي بان كي مون مع الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري.
&
وقال مكتب العبادي إن كي مون سيزور بغداد من أجل بحث آخر التطورات الأمنية في العراق والمنطقة&والاطلاع على دور الحكومة في تعزيز الوحدة الوطنية ومحاربة الطائفية. وقال المتحدث باسم المكتب سعد الحديثي إن الزيارة تأتي أيضاً لدراسة سبل الدعم الذي يمكن أن تقدمه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للعراق في مواجهة التحديات الأمنية والتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، كما نقلت عنه وكالة السومرية نيوز. &&
&
ومن المنتظر أن يناقش كي مون مع القادة العراقيين ايضًا اوضاع النازحين العراقيين من مناطقهم التي تشهد نزاعًا مسلحًا ومعارك بين القوات الامنية و"داعش"، والذين لامس عددهم الثلاثة ملايين شخص، والمساعدات الانسانية المطلوب تقديمها لهم من قبل المجتمع الدولي من اجل التخفيف من معاناتهم.
&
كما تتناول مباحثات كي مون ايضًا خطورة تفاقم الأوضاع في العراق بسبب تأجيل مشروع الاتفاق السياسي بين القوى السياسية، والذي افضى الى تشكيل حكومة العبادي الحالية في ايلول (سبتمبر) الماضي وتحديدًا المصالحة الوطنية وتسليح العشائر وعدم اقرار بعض القوانين الخلافية المتعلقة باجتثاث البعث وتشكيل الحرس الوطني.&
&
وتثير محاولات تنظيم "داعش" لفرض سيطرته على العراق وسوريا قلق المجتمع الدولي، إذ أعربت دول عدة من بينها عربية وأجنبية عن مخاوف حيال محاولات التنظيم هذه، قبل أن يقوم التحالف الدولي بقيادة واشنطن بضربات جوية لمواقع التنظيم بمناطق متفرقة من البلدين.
&
يذكر أن القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي اعلن مساء الاربعاء الماضي عن بدء الصفحة الاخيرة من عمليات تحرير محافظة صلاح الدين وانتزاع عاصمتها تكريت من سيطرة تنظيم "داعش"، الذي يحتلها منذ حزيران (يونيو) عام 2014.