حين طلبت "إيلاف" من قرائها اختيار مصدر الخطر الأكبر على الخليج، وخيّرتهم بين إيران وداعش وإسرائيل، اختارت الغالبية الكبرى منهم إيران.

الرياض:&أجاب أكثر من 7 آلاف من قراء "إيلاف" على سؤال مباشر هذا نصه "مَن الأخطر على أمن الخليج؟"، فأكدت غالبيتهم ان إيران هي الأخطر، في حين توزعت النسبة البسيطة المتبقية بين تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وإسرائيل. فخطر إيران على أمن الخليج حاز نسبة 72% من الأصوات، مع أكثر من 5 آلاف صوت، فيما قال 15% إن داعش هي الخطر، وذهب 13% باتجاه اسرائيل.

ويعكس هذا التصويت التفاعل الكبير الذي أحدثته عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ضد الميليشيات الحوثيية في اليمن، ضمن عملية "عاصفة الحزم"، التي تستهدف قواعد ومقرات ومنصات الحوثيين، التي تشارك فيها دول عربية وخليجية باستثناء عمان، وبدعم أميركي وبريطاني وفرنسي وألماني، فيما تحفظت روسيا وطلبت إيران وقف الضربات فورًا وعودة الأطراف اليمنية إلى الحوار.

ضربات موجهة

قالت السعودية إن الضربات موجهة لمن انقلبوا على الشرعية والاستقرار في اليمن، وحماية للرئيس الشرعي المنتخب عبدربه منصور هادي الموجود الآن في السعودية، وهي تشير بذلك صراحة للحوثيين.

وكان الحوثيون استطاعوا احتلال صنعاء قبل أكثر من 3 أشهر، وتوسعوا في اليمن حتى وصلوا الى مشارف عدن، تدعمهم في ذلك قوات تابعة للجيش موالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الذي أطيح به في المبادرة الخليجية الشهيرة في العام 2011، بعد ثورة دامت شهورًا.

وتتهم السعودية ودول الخليج إيران بزعزعة استقرار البلدان العربية من خلال دعم ميليشيات مسلحة في دول سنية، واختطاف الموقف السياسي للبلدان التي& يرأسها حكام موالون لإيران، فيما تواصل طهران احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبوموسى.

طهران متفاجئة

تعهدت السعودية بمواصلة عمليات "عاصفة الحزم" حتى تحقيق أهدافها، لكن البوادر الأولية حتى الآن لا تشير الى تقدم سياسي في الداخل اليمني، حتى وإن طالب صالح وزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي بالحوار، إذ إن الحوثيين بحسب مصادر يمنية&ما زالوا يتحركون في طول البلاد وعرضها وما زالوا يحتلون مؤسسات الدولة الرسمية بعد أن فصلوا قادتها.

الموقف الإيراني كان متفاجئًا من سرعة القرار السعودي والخليجي، ومضت الليلة الأولى للعمليات من دون تعليق رسمي من طهران، إلا أن اليوم التالي شهد سلسلة تصريحات متعددة من قادة إيرانيين دعوا في جلها لوقف الضربات والعودة للحوار. وقال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الجمعة إن الضربات الجوية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن يجب أن تتوقف، وعلى كل الأطراف ذات النفوذ في البلاد السعي إلى حل سياسي.

ارتباك إيراني

ويبدو أن الارتباك الإيراني نتج من خوف طهران من فشل المفاوضات التي وصفت بأنها في مراحلها الأخيرة مع الدول الكبرى حول برنامجها النووي، وقال ظريف في هذا الصدد، وقبل البدء بالضربات، إن بلاده ستصر على رفع كل العقوبات المفروضة عليها كشرط للتوصل لاتفاق نووي دون أن يبدي أي بادرة على إمكانية قبول حل وسط في ما يتعلق بنقطة خلاف أساسية في المحادثات مع القوى العالمية المقرر أن تستأنف هذا الأسبوع.

وفيما رفض مسؤولون غربيون باستمرار هذا المطلب، قال مفاوض أوروبي كبير الأسبوع الماضي إن الرفع الفوري لكل العقوبات "غير وارد".

وأبدت دول الخليج، وخصوصًا السعودية،& قلقها من الملف النووي الإيراني، وأكدت مع الدول الخليجية والعربية& ضرورة عدم تمكين الإيرانيين من تطوير برنامجهم النووي، ووصلت الأمور بالسعوديين إلى أن مسؤولين قالوا صراحة إنهم سيسعون للحصول على قدرات نووية إذا ما استطاعت إيران الحصول عليها.

خلط أوراق إقليمي

وخلطت عاصفة الحزم الكثير من الأوراق في المنطقة، خصوصًا حين أبدت باكستان وتركيا دعمهما للعملية، وقالت باكستان إنها ستدافع عن السعودية ضد أي اعتداء، وهي الجارة النووية الشرقية لإيران، فيما انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السياسة الإيرانية التوسعية، وقال إن طهران تريد الهيمنة على الشرق الأوسط.

وقالت مرضية أفخم، الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن الوزارة طلبت من القائم بالأعمال التركي باريش سايغن تقديم إيضاحات بهذا الخصوص، وإن مساعد وزارة الخارجية في شؤون آسيا وأوقيانيا أبلغه احتجاج وأسف الجمهورية الإسلامية الإيرانية إزاء تصريحات الرئيس التركي& غير المألوفة وغير الملائمة، وطالب برد واضح ومقنع بهذا الشأن.

وكانت مصادر مصرية متعددة قالت إن الإيرانيين اتصلوا بمسؤولين مصريين للتوسط بشأن الأحداث في اليمن ووضع تسوية سياسية، إلا أن المصريين أرجعوا القرار لقيادة التحالف، وأن الحل اليمني يجب أن يكون عبر حوار مكوناته كاملة.