في إشارة إلى عدم رضى واشنطن عن وجود الميليشيات الشيعية العراقية فقد أكد مسؤول أميركي كبير دعم بلاده للقوات العراقية الرسمية للقضاء على تنظيم "داعش" ومساندتها العملية السياسية في العراق.. فيما قررت تشكيلات الحشد الشعبي للمتطوعين العودة إلى المشاركة في معركة تكريت.

لندن: أبلغ رئيس الكونغرس الاميركي جون بينرنظيره العراقي سليم الجبوري خلال اجتماعهما في بغداد اليوم دعمه النظام الديمقراطي والعملية السياسية الحالية في العراق مؤكدا عزم الولايات المتحدة الأميركية على مساندة القوات العراقية الرسمية للقضاء على تنظيم داعش ودعم بلاده العملية السياسية في العراق.

وأشار إلى أنّ "الولايات المتحدة عازمة على القضاء على داعش".. معتبرا ان "انجاز المصالحة والتصالح سيضمن انتهاء وجود هذا التنظيم الارهابي".

ومن جانبه أشار الجبوري إلى أن هناك تعبئة شعبية يشهدها العراق في قضية حربه ومواجهته للتنظيمات الإرهابية.. وقال "لا بد لنا من دعم أكبر من الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي في الجوانب العسكرية والإنسانية بعد تطهير الأراضي العراقية. وطالب القوات الأميركية والعراقية بمزيد من المراقبة الشديدة لضرباتها الجوية وذلك لوجود مدنيين في مناطق المواجهات لا بد من حمايتهم وتجنب أذيتهم.

وأعرب الجبوري عن ثقته بالعملية السياسية الحالية القائمة في البلد.. وقال "لدينا خطوات جادة في بناء مؤسسات الدولة وفرض إرادة القانون وهناك تفاهم سياسي على ذلك". وقد بحث رئيسا مجلس النواب العراقي والاميركي خلال اجتماعهما هذا مستجدات الاوضاع في العراق من النواحي الأمنية والسياسية اضافة إلى التطورات في المنطقة.

ومباحثات مع العبادي

وخلال اجتماعه مع رئيس الوزراء حيدر العبادي& بحث بينر الاوضاع السياسية والامنية في العراق والمنطقة وخطر التنظيمات الارهابية على العراق والمنطقة والعالم ودعم التحالف الدولي للعراق. وأشار العبادي إلى أنّ العراق يواجه العديد من التحديات وهناك استقطاب كبير تشهده المنطقة.. وقال إن "عدونا المتمثل بعصابات داعش والتنظيمات الارهابية الاخرى يستفيد من هذا الاستقطاب لتقوية نفسه".

وأضاف إنّ هناك انتصارات تحققت على داعش ومعركتنا مستمرة لتحرير كل شبر من ارض العراق بجهود قواتنا الامنية والحشد الشعبي الذي يعد مؤسسة تابعة للدولة مبينا أن "المعركة التي نخوضها في صلاح الدين يشارك فيها الجميع من قوات أمنية وحشد شعبي وابناء عشائر من مختلف المكونات وهي دليل على التلاحم الشعبي البطولي بين ابناء البلد الواحد" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي.

&بدوره أكد بينر دعمه لجهود الحكومة في حربها ضد التنظيمات الارهابية مشيرا إلى أنّ الوضع منذ تسلم الحكومة الحالية يشهد تحسنا ملحوظا.

وجاءت زيارة المسؤول الاميركي للعراق اليوم للبحث مع القادة العراقيين الاحداث السياسية والامنية في بلدهم وآخر الاحداث التي تشهدها المنطقة على ضوء العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن.

والتطورات في العراق على ضوء المعارك التي يخوضها حاليا ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وخاصة العمليات العسكرية الجارية حاليا في محافظة صلاح الدين الغربية لانتزاع عاصمتها تكريت من سيطرة التنظيم عليها منذ حزيران (ييونو) عام 2014 حيث تشارك المقاتلات الاميركية في قصف مواقع التنظيم في المدينة.

ووصل بينر إلى بغداد قادما من عمان التي اجرى فيها امس مباحثات مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني حيث أكد أهمية تعزيز الأمن والاستقرار في العراق واليمن وليبيا. وقال إن إيران لن تلتزم بأي اتفاق بشأن برنامجها النووي وإنه على استعداد لزيادة العقوبات على طهران إذا اقتضت الضرورة ذلك... موضحًا في تصريح قبل توجهه إلى بغداد أنّ قادة إيران "ليست لديهم النية للوفاء بوعودهم وكونهم يتفاوضون هو دليل على أن العقوبات المفروضة على إيران في الوقت الراهن تؤتي ثمارها".

&وكانت الخارجية الاميركية أكدت الجمعة الماضي ان "الدعم الجوي للتحالف الدولي في معركة تكريت جاء بناء على طلب من رئيس الوزراء حيدرالعبادي". وقالت الناطقة الرسمية باسم الوزارة جينيفر بساكي ان التحالف الدولي يشن وبناء على طلب العبادي غارات جويةً على مدينة تكريت وما حولها لدعم العمليات البرية لقوات الأمن العراقية.

المليشيات تعود لمعركة تكريت بعد اجتماع مع العبادي

وأعلنت ميليشيا "عصائب أهل الحق" اليوم عن عودة مشاركتها وباقي فصائل الحشد الشعبي للمتطوعين ضد تنظيم "داعش" في معارك تحرير تكريت إثر اتفاق مع رئيس الوزراء حيدر العبادي تضمن ايقاف تدخل قوات التحالف الدولي وتوقعت اقتحام المدينة خلال 48 ساعة.

وقال الناطق الرسمي باسم الحركة نعيم العبودي إن "فصائل المقاومة المتمثلة بعصائب اهل الحق، وكتائب حزب الله، وقوات بدر، اجتمعت مع رئيس الوزراء حيدر العبادي واتفقت معه على عدة نقاط أبرزها استئناف مشاركتها في معارك تحرير تكريت".

وأضاف العبودي في تصريح لوكالة المدى أن "رئيس الحكومة تفهم قرار تعليق الفصائل مشاركتها في معارك تكريت بسبب تدخل التحالف الدولي"، مشيراً إلى أن "العبادي اتفق مع قادة الفصائل على مطالبة التحالف الدولي بايقاف ضرباته لتتسنى عودة مشاركة الحشد الشعبي في معارك تحرير تكريت".

وأوضح الناطق باسم عصائب أهل الحق أن "الاتفاق مع رئيس الحكومة تم أيضاً على عدم مشاركة فصائل المقاومة بأي معركة يتدخل فيها التحالف الدولي".. مبيناً أن "الاجتماع مع العبادي، جاء بعد دعوة المرجعية الدينية في النجف الأشرف، إلى ضرورة التنسيق والتفاهم بين فصائل المقاومة والقوات الأمنية والحكومة، وعدم التقاطع بينها".

وأوضح العبودى أن "عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وبقية الفصائل أرسلت منذ الأمس، تعزيزات إضافية إلى تكريت استعداداً لاقتحام المدينة خلال اليومين المقبلين".. نافياً أن "تكون العصائب قد انسحبت من تكريت كونها علقت مشاركتها فقط، ولا تزال تسيطر على المحاور التي كانت بعهدتها".

وكان المرجع الشيعي كاظم الحائري دعا اليوم فصائل الحشد الشعبي إلى "إكمال انجازاتها حتى النصر ورفع الفتنة عن العراق".. ونصح المسؤولين في الحكومة بـ"عدم الاستعانة بالأميركيين في القتال دفاعاً عن أرض الوطن".

وكانت بعض فصائل الحشد الشعبي اعلنت&انسحابها احتجاجاً على مشاركة واشنطن في الهجوم العسكري لاستعادة صلاح الدين من مسلحي "داعش" إذ انسحبت ثلاث قوى مسلحة من أرض المعركة بعد بدء الهجوم الأميركي الذي انطلق ليلة الأربعاء الماضي.

وكان قائد عمليات محافظة صلاح الدين ومركزها تكريت الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قال في تصريح صحافي الاسبوع الماضي إن مشاركة التحالف الدولي "ضرورية" في عملية استعادة مدينة تكريت (170 كلم شمال العاصمة بغداد)، حيث تتقدم القوات الأمنية بشكل "بطيء" في مواجهة القنص والعبوات الناسفة التي زرعها "داعش".

يذكر أن القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر، باشروا منذ الاول من الشهر الحالي عملية أمنية واسعة لتطهير محافظة صلاح الدين من تنظيم "داعش" واستطاعت هذه القوات تحرير مناطق العلم والدور والبوعجيل وجلام سامراء والفتحة وعددًا آخر من المناطق التابعة للمحافظة.