مع انتظار نتائج اجتماعات لوزان النووية، الثلاثاء، ركزت صحف بريطانية بارزة على انعكاسات أي اتفاق بين إيران والدول الكبرى على العلاقات مع الجوار العربي وخاصة السعودية.

نصر المجالي: تشير التقارير إلى أنه "رغم بعض القضايا العالقة" فمحتمل أن& تشهد الساعات القليلة المقبلة توقيعاً للاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.

وقال تقرير لصحيفة (إنديبندانت) اللندنية إن التوصل لإبرام مثل هذا الاتفاق بالغ الأهمية ومرحب به، كونه يعمل على ازالة خطر التسابق الى الحصول على اسلحة نووية في كل من السعودية ومصر وتركيا. وأوضحت الصحيفة أن لا يجب أن نغمض أعيننا كي لا نرى الحقيقة، ففي حال تم التوصل لابرام الاتفاق حول برنامج إيران النووي أم لا ، فإيران ستبقى مشكلة لا يستهان بها في السنوات المقبلة.

عدو عدوي

وتلقي الصحيفة الضوء في تقريرها الذي يحمل عنوان (عدو عدوي) على بعض آراء المحللين الذين رأوا أن الصراع في الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، أحدث تقارباً ملموساً بين الولايات المتحدة وإيران، حيث وجدتا أنفسهما في موقف واحد ضد تنظيم (داعش) في سوريا والعراق، ولعل هذا يكون بداية الاشارات للتوصل الى اتفاق حول برنامج إيران النووي.

وأشارت الصحيفة إلى أن هدف الولايات المتحدة وإيران على المدى القصير هو التخلص من تنظيم الدولة الاسلامية ، إلا أن هدف الولايات المتحدة على المدى الطويل هو التخلص من الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تدعمه إيران بشكل كبير.

قلق بالغ

ومن جهتها، تحدثت صحيفة (الغارديان) في تحليل لها عن "قلق منافسي إيران الاقليميين من عودة العلاقات بين واشنطن وطهران".

وقال التحليل الذي كتبه إيان بلاك إن العديد من الحكومات العربية تنظر بقلق بالغ إلى نتائج المفاوضات الجارية بين القوى الكبرى وطهران، للتوصل الى اتفاق حول برنامج إيران النووي، مضيفاً أن التوصل لهذا الاتفاق سيكون على حساب حلفائه الخليجيين.

أكثر حنكة

وأوضح التحليل أن السعودية أعلنت مسبقاً وبصورة واضحة عن عدم سعادتها بالاتفاقات الطارئة، إلا أنها موقفها كان أكثر حنكة من الموقف الاسرائيلي، إذ طالب السفير السعودي في واشنطن الجميع بالتريث لإبرام هذا الاتفاق قبل البدء بانتقاده.

وأشار إلى أن السعوديين قلقون من حالة الغزل المتبادلة بين الولايات المتحدة وإيران، وهم يتخوفون من انعاكس ذلك على أمن بلادهم، مضيفاً أن الرئيس السابق للمخابرات السعودية حذر الشهر الجاري من قرب "ابرام" الاتفاق النووي بين القوى الكبرى وإيران.

وفي الختام، نقلت (الغارديان) عن سفير بريطاني سابق في الرياض قوله إن "العديد من السعوديين يتخوفون من عودة العلاقات بين واشنطن وطهران إلى أيام الشاه قبل الثورة الاسلامية في عام 1970، حيث كانت إيران حليفة امريكا المفضلة".

وأضاف: أن " مجموعة أخرى من السعوديين مدركين أن ليس هذا الأمر ليس مطروحاً على الطاولة الآن، بل إن التوصل الى اتفاق نووي مع طهران، قد يكون بمثابة تلبية لرغبات إيران، وهذا ما يقلقهم".