شكّل ضباط منشقون عن النظام السوري مجلسًا عسكريًا جديدًا في الغوطة الشرقية لدمشق، استعدادًا لتصعيد جديد ضد قوات النظام في ريف العاصمة، في وقت شنت فيه طائرات النظام غارات كثيفة على إدلب بعد سيطرة المعارضة عليها.&

مروان شلالا: نقلت صفحات الثورة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي أن 80 ضابطًا منشقًا حضروا تشكيل هذا المجلس، بعد اجتماع مع القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية لدمشق، حضره زهران علوش، قائد جيش الإسلام، وجرى فيه الاتفاق على تشكيل مجلس عسكري يكون الضباط المنشقون أساسه، والذراع العسكرية الخبيرة في المجال العسكري والعقل المخطط للمعارك على جبهات الغوطة الشرقية كافة.

تعزيز التنسيق

ونقلت التقارير عن علوش قوله إن المجلس العسكري سيعمل مع القيادة العسكرية الموحدة التي كانت تشكلت، مع المجلس الشرعي الموحد، من جميع الفصائل العاملة في ريف دمشق، باستثناء جيش الأمة. ويضم الهيكل التنظيمي للمجلس العسكري "الهيئة العامة" بضباطها المنشقين والمتقاعدين الذين انتسبوا للمجلس، و"قائد المجلس العسكري ونائبه"، والمندوبين العاملين في المجلس العسكري.

وتوقعت مصادر معارضة أن يعزز تشكيل هذا المجلس التنسيق في المعارك بين غوطة دمشق من جهة و الجبهة الجنوبية بين العاصمة والجولان المحتل ودرعا من جهة أخرى.&وكان علوش عرضة لانتقاد فصائل المعارضة في شمال غربي سوريا، لأنه لم يوافق على تحريك جبهة الغوطة بالتزامن مع معركة جيش الفتح التي أسفرت عن السيطرة على مدينة إدلب قبل يومين.

قصف إدلب

ميدانيًا، شن طيران النظام أمس الاثنين غارات كثيفة على إدلب، بعد يومين من سيطرة المعارضة عليها، بينما اندلعت معارك شرسة بين مقاتلي المعارضة وقوات الأسد وحزب الله في جرود القلمون قرب الحدود اللبنانية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الطيران الحربي شنّ الغارات على مناطق في ادلب، طاولت بلدتي سرمين والنيرب في ريف ادلب الشمالي، ومناطق في بنّش شرق ادلب، وقرب بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المواليتين للنظام السوري. وكان قائد حركة احرار الشام الاسلامية هاشم الشيخ هدد بقصف البلدتين في حال تعرضت إدلب لقصف النظام.

وتوجه مقاتلو المعارضة إلى معسكر الطلائع في المسطومة، بين ادلب واريحا الخاضعة لسيطرة النظام شرق مدينة جسر الشغور التي تخضع ايضا لسيطرة النظام. ودارت مواجهات بين الطرفين في محيط معسكر الطلائع، المقر الرئيس لقوات النظام في ريف ادلب الخاضع لسيطرة المعارضة.

إطلاق سراح فلسطينيين

ونقلت التقارير عن ناشطين سوريين تأكيدهم أن الثوار أفرجوا عن عددٍ من الفلسطينيين المعتقلين في سجون ومراكز التحقيق التي كانت تابعة للنظام في إدلب. وقالت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا": "أطلق الثوار سراح عدد من اللاجئين الفلسطينيين من أبناء مخيم خان الشيح في ريف دمشق، من أحد السجون التابعة لنظام الأسد في إدلب، بعد أن قامت حواجز النظام في المدينة باعتقالهم قبل أسبوعين، أثناء محاولتهم الوصول إلى تركيا".

الى ذلك، نقلت صحيفة "الحياة" عن شبكة "الدرر الشامية" المعارضة تأكيدها أن مستشفى الباسل في اللاذقية غرب البلاد استقبل الأحد 27 ضابطاً وعنصراً من قوات النظام قتلوا في ادلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الطيران قصف كفر حمرة في ريف حلب الشمالي الغربي، في وقت دارت فيه اشتباكات متقطعة في محيط قريتي باشكوي وحندرات في ريف حلب الشمالي، ومواجهات في محيط قلعة حلب ومحيط المسجد الأموي وبالقرب من باب النصر في حلب القديمة وأطراف حي بني زيد وفي حي الخالدية شمال حلب.

قتلى من حزب الله

وقالت هيئة الاعلام السورية المعادية للنظام إن خمسة عناصر من حزب الله قتلوا في بلدة فليطة في القلمون، جراء استهداف الثوار سيارتهم قرب القرية، بينما تمكن ثوار الزبداني من قتل عدد آخر من عناصر الحزب، بينهم قياديون، وأسر آخرين أثناء محاولة حزب الله التقدم من جهة الجبل الغربي للمدينة.&

وأكدت الهيئة وقوع اشتباكات عنيفة بين الثوار وحزب الله المدعوم بقوات الأسد على أطراف تلة موسى في جرود رأس المعرة، بالتزامن مع إلقاء مروحيات الأسد البراميل المتفجرة على التلة. وتمكن الثوار من تدمير دبابة لقوات الأسد خلال الاشتباكات في جرود عسال الورد.&وقالت مصادر ان قوات النظام وحزب الله حققت تقدمًا في جرود القلمون بعد مواجهات عنيفة.

مفخخة في ريف درعا

إلى ذلك، انفجرت سيارة مفخخة الاثنين في بلدة الجيزة في ريف درعا الشرقي، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا من المدنيين. ونقل موقع "السورية نت" عن الناشط الإعلامي إبراهيم الحريري تأكيده أن عددًا كبيرًا سقط في الانفجار، "والمعلومات الأولية تفيد بأن عدد الشهداء والجرحى وصل إلى نحو 20 شخصًا"، محملًا نظام الأسد مسؤولية التفجير انتقامًا من المدنيين بعد سيطرة المعارضة على بصرى الشام.

وقالت شبكة شام الإخبارية إن قوات النظام استهدفت الجيزة بعد تفجير السيارة بقذائف المدفعية. وذكرت وكالة "سمارت" أن السيارة انفجرت قرب مسجد في الساحة العامة للبلدة أثناء خروج المصلين، تزامناً مع انفجار مستودع لبيع أسطوانات الغاز. وأفادت لجان التنسيق المحلية باستهداف حي طريق السد بالمدفعية الثقيلة.

ويأتي التفجير بعد أيام على سيطرة المعارضة على بصرى الشام بعد معارك عنيفة ضد قوات الأسد والحرس الثوري الإيراني، ويخشى النظام من أن تواصل المعارضة تقدمها باتجاه الطريق الدولي المؤدي إلى دمشق.