فاز محمد بخاري الخصم الرئيسي للرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان الثلاثاء في الانتخابات الرئاسية الاكثر حماسة في تاريخ نيجيريا، ما دفع انصاره الى الاحتفال بهذا الاعلان.


أبوجا: فاز المعارض محمد بخاري الثلاثاء بالانتخابات الرئاسية في نيجيريا بفارق 2,57 مليون صوت على الرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان، حسب النتائج الرسمية التي اعلنت الاربعاء.
واوضحت اللجنة الوطنية الانتخابية المستقلة ان بخاري (72 عاما) الذي ينتمي الى المؤتمر التقدمي فاز في الانتخابات باغلبية 14424921 صوتا او 53,9% من اصوات 28587564 ناخبا. ونال خصمه غودلاك جوناثان (57 عاما) من الحزب الديموقراطي الشعبي 12853162 صوتا (44,96%) في الانتخابات الرئاسية التي جرت السبت والاحد.

وفاز بخاري في 21 ولاية من &اصل 36 في البلاد وخصوصا في ولاية بورنو التي تعتبر معقل حركة بوكو حرام الاسلامية.
ومن ناحيته، اقر الرئيس النيجيري المنتهية ولايته غودلاك جوناثان في بيان بهزيمته في الانتخابات الرئاسية امام زعيم المعارضة محمد بخاري.
وقال ايضا "اشكر لجميع النيجيريين الفرصة الهائلة التي اتيحت لي لقيادة هذا البلد (...) لقد نقلت تمنياتي الشخصية الى الجنرال محمد بخاري".

ونزل الاف النيجيريين الى شوارع كانو للاحتفال بانتصارهم ورفع عدد كبير من الاشخاص مكنسة صغيرة، رمز شعار حزب بخاري، المؤتمر التقدمي، الذي تعهد بمكافحة سنوات من سوء الادارة والفساد.

وقال الطالب خالد عيسى موسى "انه احد اجمل ايام حياتي، انه اشبه بيوم العيد بالنسبة الي".

وعلق مايكودي ادامو "انها بداية تعزيز الديموقراطية. انا واثق بان بخاري سيتغلب على اكبر مشكلتين في البلاد، انعدام الامن والفساد".

وصرح لاي محمد المتحدث باسم حزب المؤتمر التقدمي لفرانس برس "انها المرة الاولى في تاريخ نيجيريا التي تتغلب فيها المعارضة على حكومة عبر صناديق الاقتراع".

وقالت عائشة بخاري زوجة المرشح انها "فخورة" بزوجها واضافت "سنبني نيجيريا جديدة كما وعد زوجي. (لكن) الامر سيكون صعبا لان التوقعات هائلة".

لكن عددا كبيرا من النيجيريين يخشون اندلاع اعمال عنف كما حصل العام 2011 حين اسفرت مواجهات عن نحو الف قتيل بعد اعلان فوز جوناثان.

وبخاري المسلم من الشمال سجل نقاطا في معاقله متقدما على جوناثان بحوالى 1,7 مليون صوت في ولاية كانو، الاكثر اكتظاظا في الشمال و650 الف صوت في كادونا. كما تقدم في مدينة لاغوس العاصمة الاقتصادية للبلاد.

وتعتبر لاغوس التي تعد عشرين مليون نسمة ولاية رئيسية في الانتخابات. ولكن من اصل 5,8 ملايين ناخب مسجلين لم يصوت سوى 1,7 مليون.

والتصويت الطائفي ظاهرة سائدة جدا في نيجيريا الدولة التي تعد 173 مليون نسمة والاكثر اكتظاظا بالسكان في افريقيا، غالبيتهم من المسيحيين في النصف الجنوبي والمسلمين في النصف الشمالي.

والجنرال السابق البالغ من العمر 72 عاما ترأس مجلسا عسكريا في الثمانينات ويترشح للمرة الرابعة للانتخابات الرئاسية منذ عودة الديموقراطية الى البلاد في 1999. وقد نال اصواتا اكثر مقارنة مع الانتخابات السابقة في 2011.

وركز بخاري حملته الانتخابية بنجاح على مكافحة الفساد المستشري في نيجيريا التي اصبحت اكبر قوة اقتصادية في افريقيا وخصوصا بفضل انتاجها الكبير من النفط لكن التفاوت الاجتماعي يبقى مصدر مخاوف كبرى.

وبدات اعمال عنف تندلع منذ الاحد في ولاية ريفرز النفطية حيث اتهم حزب المؤتمر التقدمي برئاسة بخاري اللجنة الانتخابية المستقلة والحزب الديموقراطي الشعبي برئاسة جوناثان بممارسة التزوير.

وصباح الاثنين تجمع نحو الف ناشط من حزب بخاري للمطالبة باعادة الانتخابات وتم تفريقهم عبر استخدام الغاز المسيل للدموع.

واستمرت المسيرات الاحتجاجية طوال الاثنين حتى اعلان حظر تجول ليلا.

وفي مواجهة مخاطر اندلاع اعمال عنف بعد الانتخابات، دعا الاتحاد الافريقي في بيان الى استخدام "الوسائل القانونية القائمة في حال حصلت احتجاجات على النتائج".

ولم تنجح جماعة بوكو حرام التي هددت بتعطيل الانتخابات في منع تنظيمها على الرغم من عدة هجمات اسفرت عن سقوط قتلى.

وهنأ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاحد النيجيريين بتنظيم الانتخابات التي قال انها تجري "بهدوء وبشكل منظم" رغم هجمات بوكو حرام التي اعلنت مبايعتها لتنظيم الدولة الاسلامية.

الاتحاد الاوروبي يهنىء بخاري

وهنأت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني مساء الثلاثاء مرشح المعارضة محمد بخاري بفوزه في الانتخابات الرئاسية في نيجيريا وشكرت للرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان "مساهمته الكبيرة" في ارساء الديموقراطية في البلاد.

وقالت موغيريني في بيان "اهنىء بحرارة الجنرال بخاري كمرشح فائز للمؤتمر التقدمي وجميع من فازوا بمقعد في مجلس الشيوخ او في مجلس النواب من كل الاحزاب".

ولم تؤكد اللجنة الانتخابية حتى الان رسميا فوز بخاري في الانتخابات.

ووجهت موغيريني ايضا تحية الى "المرشحين الذين اقروا بهزيمتهم"، مؤكدة ان "من يريدون الطعن بالنتائج عليهم القيام بذلك عبر الاليات المناسبة".

واضافت "اشكر للرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان مساهمته الكبيرة في بناء البلاد وتعزيز الديموقراطية خلال الاعوام الخمسة الماضية، واتطلع الى العمل مع الرئيس المنتخب وحكومته".

واوضحت موغيريني ان مراقبي الاتحاد الاوروبي سيبقون في نيجيريا لمراقبة انتخابات حكام الولايات في 11 نيسان/ابريل "والتي نأمل ان تتم في الاجواء السلمية والديموقراطية نفسها".