تتجه القوى الكبرى وايران الى ليلة جديدة من المفاوضات الثلاثاء لايجاد مخرج للملف النووي لطهران بعد ساعات مطولة من المباحثات الشاقة التي لم تسفر عن نتيجة.

لوزان: اعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف مساء الثلاثاء انه تم احراز ما يكفي من التقدم لمواصلة المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني الاربعاء.
&
وقالت هارف "حققنا ما يكفي من التقدم خلال الايام الماضية ليستحق الامر البقاء حتى الاربعاء"، لكنها تداركت انه لا يزال هناك "العديد من المواضيع الصعبة".
&
كما اعلن المفاوض الايراني حميد بائدي نجاد الثلاثاء لا تزال هناك مسائل "لم تحل"، موضحا ان ايران مستعدة لمواصلة المفاوضات مع القوى الكبرى في لوزان.
&
وصرح المفاوض للصحافيين "لا يزال هناك مسائل لم تحل. اننا نركز على هذه المسائل. تم اقتراح حلول على الاطراف وادلى هؤلاء بتعليقاتهم. هناك تبادل للاراء لكن العملية يجب ان تستمر حتى الوصول الى حل".
&
وعلق بائدي نجاد "حين نقول غدا، فقد يكون ذلك منتصف الليل او الساعة الثالثة فجرا".
&
واضاف "ستنتهي المفاوضات حين يتم ايجاد الحلول. نحن مستعدون للاستمرار. لسنا محددين بساعات. الجميع يعتقدون ان الجهود يجب ان تتواصل حتى الوصول الى اتفاق".
&
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال استراحة بعد جلسة استمرت خمس ساعات "نحرز تقدما لكن الامور معقدة وطويلة وصعبة واخشى ان نضطر الى تمضية الليل" في لوزان.
&
من جهته، صرح دبلوماسي الماني "لا يزال التوصل الى اتفاق امرا غير واضح"، واضاف "طوال اليوم جرت مفاوضات صعبة حول المسائل الحاسمة".
&
وبات من الواضح انه سيتم تجاوز موعد منتصف ليل الثلاثاء.&
&
وكان المفاوضون حددوا منتصف ليل 31 اذار/مارس مهلة للتوصل الى تسوية تاريخية حول هذا الملف الشائك الذي يرخي بظلال سلبية على العلاقات الدولية منذ 12 عاما.
&
وكان مسؤول في الخارجية الاميركية صرح في وقت سابق ان "خبراءنا ودبلوماسيينا يعملون من دون كلل لنرى اذا كنا قادرين على التوصل الى اتفاق. سنواصل العمل بالتاكيد اذا واصلنا احراز تقدم وصولا الى الغد اذا كان ذلك مفيدا".
&
وتحاول دول مجموعة خمسة زائد واحد وايران التوصل الى اتفاق مرحلي او الى تفاهم مبدئي للتمكن من الاستمرار في التفاوض.
&
وهذه التسوية التي لا يزال الشكل الذي قد تتخذه مجهولا، تمثل مرحلة اساسية على طريق اتفاق نهائي مع كل التفاصيل والملاحق التقنية والذي حدد موعد بلوغه في الثلاثين من حزيران/يونيو.
&
والهدف هو التثبت من عدم سعي ايران لحيازة القنبلة الذرية، لقاء رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.
&
والمطلوب في المقام الاول تحديد مدة الاتفاق، اذ تطالب الدول الكبرى بتحديد اطار صارم لمراقبة النشاطات النووية الايرانية وخصوصا في مجال البحث والتطوير لمدة لا تقل عن 15 عاما، غير ان ايران ترفض الالتزام باكثر من عشر سنوات.
&
كما ان مسالة رفع عقوبات الامم المتحدة لا تزال تشكل نقطة خلاف كبيرة. فايران تريد ان يتم الغاؤها فور توقيع الاتفاق الا ان القوى الكبرى تفضل رفعا تدريجيا للعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية التي يفرضها مجلس الامن الدولي منذ 2006.
&
واوضح المفاوض الايراني حميد بائدي نجاد ان "عددا كبيرا من المسائل المتصلة بالعقوبات تم حلها".
&
واضاف ان "تفاصيل هذا الامر تم صوغها لكننا في المرحلة النهائية من المفاوضات والتشاور مستمر حول بعض الجوانب المحدودة المرتبطة بالعقوبات وبعض القضايا الاخرى وخصوصا مسائل البحث والتطوير".
&
واشار المفاوضون من الجانبين الى ان الفشل في التوصل الى اتفاق بحلول منتصف ليل الثلاثاء لا يعني تلقائيا القطيعة ونهاية كل المفاوضات.
&
غير ان الجميع متفقون على ان الوضع سيكون اكثر تعقيدا وصعوبة بكثير، ولا سيما بسب الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة وايران، حيث سيعزز فشل مفاوضات لوزان موقف المعارضين لاي اتفاق في واشنطن وطهران مرورا بالرياض والقدس.
&
ولليوم الثالث على التوالي تحدث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء محذرا من ان التوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني في لوزان "سيمهد الطريق" امام طهران للحصول على السلاح النووي.
&
وقال نتانياهو في خطاب امام البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) "اكبر تهديد لامننا ومستقبلنا كان وسيبقى محاولة ايران حيازة اسلحة نووية. الاتفاق الذي تجري صياغته في لوزان يمهد الطريق نحو هذا الهدف". وتعهد نتانياهو ان "تقوم (اسرائيل) بكل ما بوسعها لضمان امننا ومستقبلنا".
&
كما حذرت المملكة السعودية الثلاثاء من ان ايران لن يكون بامكانها الحصول على فوائد من اتفاق نووي محتمل مع القوى الكبرى من دون التعاون مع جيرانها العرب في الخليج.
&
ووجه هذا التحذير وزير الخارجية الامير سعود الفيصل في الوقت الذي تحاول فيه ايران والقوى العظمى الست في لوزان التوصل الى اتفاق بشان البرنامج النووي الايراني قبل منتصف ليل الثلاثاء.
&
وطالب الفيصل في اجتماع مجلس الوزراء بحسب ما اوردت وكالة الانباء السعودية الرسمية "دول (5+1) بأن تسعى أولا لتحقيق التوافق بين إيران والدول العربية، بدلا من الالتفاف على مصالح دول المنطقة لاغراء إيران بمكاسب لا يمكن أن تجنيها إلا إذا تعاونت مع دول المنطقة".