اجمع عراقيون التقتهم (إيلاف) على أن أيام حياتهم صارت كلها مجرد كذبة مثل كذبة نيسان التي يتبارى الكثيرون في إطلاقها، موضحين أن حياتهم العراقية تكثر فيها الكذبات والشائعات وشر البلية الذي يضحك الآخرين.

بغداد: اكد مواطنون عراقيون أنهم لا يهتمون كثيرًا بكذبة نيسان مثل الكثيرين في إرجاء العالم الذين يطلقون النكات والمقالب في يومها الذي يصادف الأول من نيسان/أبريل، لأن أيام حياتهم، كما يقولون، هي بحد ذاتها كذبة، مشيرين إلى أن ما يمارس في هذه المناسبة العالمية من مزاح وضحك لا ينطبق عليهم، فهم مؤمنون ان حياتهم في ظل الظروف غير الطبيعية التي يعيشونها منذ سنوات عديدة مجرد كذبة. &&
&
&كذب عراقي غير بريء
&
فقد &ضحك رسام الكاريكاتير الفنان علي المندلاوي، من السؤال عن كذبة نيسان، وقال: "لا اعرف كيف أجيبك عن هذه الممارسة العالمية كمواطن عراقي، فأنا اضحك لمجرد سماعها، وكأن الامر يحتاج الى رسم كاريكاتوري".
&
وأضاف: "كعراقي مرت علينا عقود ونحن نعيش الكذب غير البريء مثل كذبة نيسان..".
&
اما الصحافي قحطان جاسم جواد، فقال: "حياتنا كلها صارت كذبا،..الحكومة تكذب على الشعب، والرجال يكذبون على نسائهم، والنواب يكذبون على البسطاء من الناس، فياعزيزي كذبة نيسان تحولت إلى كذبة دائمية في حياتنا بل صارت حقيقة تعيش معنا أنى ذهبنا".
&
وأضاف: "للأسف الحياة تغيرت نحو الاسوأ بالرغم من أننا يحدونا الأمل للتغيير نحو الأحسن والسبب هو الاحتلال وافرازاته السيئة حيث افرز نماذج سيئة بكل شيء ونوازعها شريرة، ليس في اجندتها غير الدمار والطائفية والفساد والقتل".
&
مقلب من واقع كاذب
&
فيما أكد الإعلامي عباس الخفاجي، رئيس تحرير مجلة عيون، إن المواطن يعرف واقعه ويعرف صدقه من كذبه، فقال: "لا اعرف اصل هذه الكذبة وانما هي مداعبة بين الأصدقاء والأقارب وبعض الأحيان هذه الكذبة تؤدي بمشاكل ومضايقات للاشخاص وعند وصول الحالة &الى الذروة وتصديقها يكتشف الامر بكذبة نيسان وهذه الكذبة لها التاثير النفسي الايجابي أو السلبي أحيانا على الصداقة، وهي لعبة يبتكر مشاكساتها وطرائفها الاصدقاء بشخص أو بمجموعة غايتها الفرفشة والضحك في هذا الشهر النيساني الجميل".
&
وأضاف: "كمواطن عراقي أرى أولاً أنها مجرد مقلب لطيف ونحن بحاجة لمثل هذه المقالب، ولو أن حياتنا كلها مقالب ونكات، لكن العراقي دمه حار وعصبي ويتنفرز بسرعة وقد تودي هذا المقلب إلى أمراض مثل السكري وصعود ضغط الدم، لأنه ربما لا يتوقع تحقيق هذه الكذبة التي فيها مغالات ودرامية قد تسبب بعض الانعكاسات خارج الإرادة، فليس من السهل على العراقي الآن أن تقول له عن شيء يعده من المستحيلات أنه تحقق، فهو يعرف أحيانًا هذه الكذبة، لأنها واضحة عنده من عدم صدقيتها، لأنه أبن واقعه ويعرفه جيدًا، أي أن المواطن العراقي يعرف صدق الخبر من كذبه، وطالما يقال لأي حدث منقول انه كذبة نيسان حتى وان كان نيسان بعيدًا".
&
كذبات يومية&
&
من جانبه، أكد علي حسن، مشرف تربوي في وزارة التربية، أنه يكره هذه المناسبة، لأنه تذكره بكذب السنة كلها، وقال: "لو تتابع ما يقال في كذبة نيسان لوجدتها كلها احلاما بسيطة وطموحات ليست صعبة التحقيق، مثل أن المسؤول الفلاني استقال وأن الوزارة الفلانية عملت كذا للناس أو المؤسسة الفلانية أعطت للمواطنين حقوقهم، وصولا إلى الإعلام الذي يجدها فرصة سانحة لمناكدة بعض المسؤولين على اختلاف مسؤوياتهم ومشاكستهم من خلال تذكيرهم بوعود قطعوها أو واجبات عليهم، فمثلاً احدهم يقول إن الحكومة ستبني ملعبا حديثا بمئة ألف متفرج، هذا شيء بسيط، لكنه غير متحقق، أو أن الكهرباء هذا الصيف ستكون 24 ساعة، وهذه كذبات يومية عادية في قياسات الامم والشعوب لكنها عندنا شيء كبير.
&
وأضاف: "المواطن العراقي غير كل مواطني العالم حتى في ممارسة حقه بمشاركة مواطني العالم مناسباتهم، فهو يحلم بتحقيق هذه الكذبات، فيما الآخرون يمزحون ويضحكون ويعلنون انهم يكذبون مرة واحدة في السنة للمرح ليس إلا".
&
ضحك على الذقون&
&
سعد جاسم، موظف حكومي، أشار إلى أنه لا يأبه بكذبة نيسان التي يحرص الاخرون على ممارستها في السخرية، وقال: "انا اعيش كذبة أعيشها يوميا، فمن كثر الكذب في حياتنا اصبحنا لا نهتم حتى للصدق في حياتنا ولا نعرف من نصدق واذا جاءنا احد بخبر جيد نطلب منه أن يقسم على ذلك.
&
&وأضاف: "اعتقد أن المسؤولين وحدهم الذين سيضحكون على كذبة نيسان لانها ستتحدث عن المبالغات التي اوهموا الشعب بها".
&
أما المواطنة كاملة حسن، سائقة سيارة نقل خاص، فقد سخرت من الذين يحرصون على اللعب بكذبة نيسان، وقالت: "حياتنا في العراق كذبة كبيرة لا تلحقها كذبة نيسان، نحن في العراق كل ايام سنتنا كذب في كذب".