مع استمرار عملية "عاصفة الحزم" يتواصل دعم المعارضة السورية لها، معتبرة أن الخطر الحقيقي في المنطقة هو طهران، ومطالبة بطرح مشروع عربي شامل لتقليم أظافرها وللقضاء على مشروعها الذي يحمل أبعادا عديدة.


قال وسيم أبا زيد عضو المكتب التنفيذي في تيار التغيير الوطني لـ"إيلاف" لقد توالت موجات اعصار الربيع العربي، لتهزوتقتلع عروش الظلم والاضطهاد والاستبداد من جذورها، من تونس إلى ليبيا ثم إلى مصر وإلى اليمن فسوريا، وكانت نتائجها في كل بلد هبّ عليه إعصار الحرية، متباينة ومختلفة الشدة والتأثير، ففيما أنجز الشعب التونسي المرحلة الأولى من الطريق نحو حريته وديمقراطيته، تواصل مصر الطريق، وتتعطل ليبيا في منتصفه، ويعبّد الشعب السوري طريقه بالدم والروح، وتتخبط اليمن في متاهات السياسة والمصالح الدولية".
&
ولأن المشترك بين ارتدادات ثورات الربيع العربي هو انقلاب قوى مختلفة عليها، بعضها من داخلها وبعضها من الخارج، ويتمثل هذا الخارج بقوى اقليمية ودولية، أوضح أبا زيد أن "المشروع الإيراني الفارسي، متمثّلا بالصفويين الجدد، لم يعلن عن نفسه فقط، بل أيضاً كشّر عن أنيابه مبكّرا جدا، وبشكل وقح وفج، وبدأ وبشكل مدروس وممنهج يعلن خرائطه الجديدة المبيَّتة للمنطقة، والتي تتناسب تماما مع حدود مشروعه الاستعماري، الذي شمل خمس دول عربية، العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن، ويصرّح علناً حول أطماعه في السيطرة على الاردن والسعودية &وباقي دول الخليج ".
&
خطورة المشروع الإيراني الفارسي ليست بتجليّاته العنترية فقط، بل كما يرى أبا زيد "بعمقه الثقافي والديني والسياسي، لذلك لا بد من مواجهته ببناء مشروع وطني عربي، يبدأ أولاً بسحب الشيعة العرب من تحت عمامة ملالي إيران، الأمر الذي يقتضي البدء بتحرير العراق من الهيمنة الايرانية، وتعزيز دور مرجعية النجف العربية، وبالتوازي مع ذلك تقليم مخالب ايران في سوريا ولبنان، بكسر شوكتهم الاكبر بإتمام اسقاط نظام الاسد، و بالتالي سحب سلاح حزب الله وتحجيمه وايقاف هيمنته على لبنان، وضرب تغوّل الحوثيين على الدولة والمجتمع اليمني بدعم ايران المباشر".&
&
ولعل ما يجب أن يحصل بالتوازي مع ذلك "اطلاق مشروع اقتصادي تكاملي عربي، ورسم معالم اتحاد كونفدرالي عربي، واطلاق حزمة اصلاحات سياسية واقتصادية داخلية، تحقق الحدود المشروعة لتطلعات الشعوب العربية في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ..".&
&
وقال &أبا زيد: "من هنا ستبدو عملية عاصفة الحزم التي أطلقتها المملكة العربية السعودية على رأس تحالف عربي وبدعم دولي، وكذلك القوة العربية العسكرية المشتركة التي أقرتها القمة العربية الأخيرة، جزءا من هذا المشروع، وليست رد فعل على حادثة هيمنة منفردة تقوم بها ايران في اليمن وحده".
&
وشدد على أن "الانتصار على الحوثيين في اليمن لا يعني الانتصار على المشروع الإيراني للهيمنة على المنطقة ككل، فالانتصار على المشروع الإيراني هو بطرح مشروع عربي مواجه له، متكامل وتتوفر له وحدة الإرادة والعمل، ولا يمكن لهذا المشروع أن ينجح إلا بتحرير سوريا والعراق من الاحتلال الإيراني بكل أشكاله، وتكنيس كل اتباعه ومأجوريه منهما فإن كانت عاصفة الحزم تبدأ من اليمن، فتسونامي الحسم لابد أن يبدأ من سوريا".
&
من جانبه، قال فهد الرداوي عضو المكتب التنفيذي في تيار التغيير: "لقد وجهت عملية عاصفة الحزم المباركة، والتي تقودها المملكة العربية السعودية الشريك الأكبر والأقوى مع دول التحالف المشاركة، وجهت رسائل عديدة للعالم أجمع ولإيران المتغطرسة خاصة، فقد أوصلت هذه العاصفة المباركة رسالة شديدة اللهجة لإيران بأننا تحركنا ولن نسمح باللهو واللعب في أرجاء وطننا العربي لأن أرضنا مقدسة، ودماء شعوبنا ليست بالرخيصة".
&
واعتبر أن "الرسالة الثانية كانت للعالم أجمع ولكل من سكت عن تجاوزات إيران وتدخلها السافر في أمور العراق واليمن ولبنان الداخلية، والذين وقفوا أيضاً عاجزين عن لجم إيران ومنع تدخلها العسكري الواضح في سوريا لمنع سقوط النظام المجرم الذي دعمته بالمال والسلاح والمقاتلين الطائفيين مرتكبين أبشع الجرائم بحق البشر والحجر مما لا يدع شكاً واحداً بأن الذي كان يجري كان بمباركة أميركية ومجلس أمن هزيل رفع القبعة مراراً للفيتو الروسي – الصيني ممهورةٌ قراراته بصمتٍ مخزٍ أمام المجازر الدموية والكيماوية التي تعرض لها الشعب السوري لأكثر من أربع سنوات".
&
أما الرسالة التالية، بحسب الرداوي، "فجاءت واضحةً لتقول لأميركا أن إيران لايمكن أن تكون شرطي المنطقة فهي دولة هشّة, اقتصادها متدهور وسياساتها عوجاء، وطائفيتها المقيتة واضحة، وملفها النووي عدائي بحت، ولتقول الرسالة نفسها لروسيا والصين نحن نستطيع أن نوحّد الدول والعربية والإسلامية ضدكم بلمح البصر فاستفيقوا لمصالحكم".
&
وقال "لا أعتقد أن عملية عاصفة الحزم ستصل لسوريا، فيكفيها أن تحزم الأمر في اليمن ليتعظ منها كلٌّ من سفاح الشام وحزب الشيطان في لبنان وأقزام إيران في العراق ويُسارعون لتقديم فروض السمع والطاعة من خلال امتثالهم لشروط هذه العاصفة ".
&
&أما عما دار في أروقة اجتماعات القمة العربية &خلال انعقادها فقال الرداوي: "ليست قمة روتينية وانبطاحية كسابقاتها, أو صامتة لما يخص القضايا العربية الشائكة القديمة منها والحديثة, بل على العكس كانت حلولها جاهزة ومبادراتها غير قابلة للنقاش أو التفاوض, ومما جعل هذه القمة تفاؤلية جداً هي طرح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إعادة هيكلة الجامعة العربية وتنشيط دور المندوب العربي واعتماد مقترح تشكيل قوات الردع العربي، والتي أعتقد أنها ستكون فاعلة في كل مناطق النزاع العربي إلا في سوريا وذلك لاعتبارات استراتيجية دولية عديدة وأهمها : موقع سوريا الجغرافي وقربها من اسرائيل وتركيا وحساسية وضع هذا النظام في سوريا لكونه إرادة أمريكية اسرائيلية ولهذا الأمر اعتبارات كثيرة تمنع الردع العسكري في سوريا, ولكن الحل سيكون سياسياً خالصاً يستند على فقدان شرعية الأسد, وإنَّ أي حوار لا يستند لقرارات مؤتمر (جنيف1) سيكون لا معنى له وربما حينها سنرى تغييراً في بعض المتحركات الاستراتيجية للمنطقة العربية أو ربما عاصفة حزم " 2".