تعاني الصحف الورقية تراجع مبيعاتها وانخفاض مردود إعلاناتها بسبب الصحافة الإلكترونية. وقدرت دراسة جديدة أن تكون مهنة الصحافة المكتوبة من أكثر المهن المهددة بالانقراض.

بيروت: من المحبط جدًا أن يجد صحافيو الصحف الورقية أنفسهم على رأس قائمة تضم المهن العشر صاحبة أسوأ مستقبل مهني في العام 2015، إلى جانب مهن الطباخين والحطابين وحرس السجون وسائقي سيارات الإجرة والتصوير الصحافي والصحافة الاذاعية.
&
غزو إلكتروني
&
هذا الأمر يعزز الدعوات العديدة، منذ أكثر من عقد، إلى التحول إلى الصحافة الإلكترونية والمرئية حيث يكمن مستقبل الصحافة. وسبق للشاعر المكسيكي الكبير اوكتافيو باث أن صاح في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في 1996 قائلًا: "انقذوا الكتاب الورقي العزيز"، في ظل غزو الكتاب الإلكتروني الذي بدأ آنذاك، وصار يحتل اليوم 32% من مجموع الكتب المعروضة في المعرض. لكن صيحة شاعر مسن لن توقف زحف الكتاب "المحمول" و"المسموع".
&
يجد الصحافيون، والمصورون الصحافيون، وصحافيو الاذاعات الصغيرة، صعوبة تامة اليوم في إيجاد عمل لهم رغم عملهم الذي ينطوي على الكثير من الجهد العصبي. وفاتت عربات الزمن غالبية الذين يكتبون ويبدعون في الصحافة الورقية، وما عادت سرعة تطورهم تواكب سرعة الصحافة الإلكترونية، الأمر الذي يكشف فقدان الفرصة للتحول إلى أنواع الصحافة الأخرى التي تمتلك المستقبل.&
&
من ناحية ثانية، وكما هو متوقع، احتلت مهنة التأمين، بمختلف أشكاله، وتقنية أجهزة السمع، وهندسة المعلوماتية، وبرمجة الحاسوب، والحسابات، والرياضيات قائمة المهن صاحبة أفضل مستقبل التي نشرها موقع"كارير-كاست".
&
أسوأ مستقبل
&
اعتمد معدو الدراسة على معطيات "مكتب احصاءات العمل الاميركي" للتوصل إلى استنتاجاتهم حول مستقبل المهن. وأخذ الخبراء في الاعتبار مستوى الدخل، والخطورة المهنية، وشروط العمل، وآفاق التطور، والتوتر في العمل، والجهد العضلي، إضافة إلى عوامل أخرى، في قراءة مستقبل هذه المهنة أو تلك.
&
تضم قائمة المهن صاحبة أسوأ مستقبل، بحسب التسلسل:&
&
1-صحافيو الصحافة الورقية، والسبب هو الميل العالمي نحو الصحافة الإلكترونية، وتراجع مبيعات الصحف المكتوبة وتناقص مردود الإعلانات. وعبرت الصحافية ايرين هيز، من"بوستون هيرالد"، عن الموضوع بالقول: "أعرف صعوبة التحول من توجه صحافي إلى آخر، لكنني أسأل نفسي لماذا لم تتخذ الصحافة الورقية منحىً اجتماعيًا".
&
وتبدو آفاق عمل هيز ضيقة رغم خبرتها الطويلة وكفاءتها، وخصوصًا بسبب تراجع التوزيع، بحسب ما أوردته الدراسة عنها. واضطرت الصحافية للتحول من الصحافة إلى العلاقات العامة وصارت تنتج أفلام الفيديو وتنظم الحملات الدعائية.
&
2- الحطابون: واضح هنا أن الميل البشري العام نحو حماية البيئة والتوقف عن قطع الأشجار هدد مستقبل هذه المهنة. وكذلك أثرت طرق تدوير الورق الحديثة، والوعي البيئي المتزايد.
&
3- العسكري من دون رتبة عالية: بسبب الحروب والتدخلات الدولية.
&
4-الطباخ: لايمكن للباحثين تجاهل الميل المتزايد نحو الوجبات السريعة والمجمدة ومظاهر"عولمة" المطابخ، حيث صار بوسع الإنسان العثور على أية وجبة جاهزة من الصين أو استراليا في الأسواق.
&
5- صحافيو الاذاعات الخاصة: بسبب طغيان أجهزة الإعلام المرئية وانتشار الحواسيب والمحطات التلفزيونية العابرة للقارات.
&
6- المصور الصحافي: بحكم تدهور عمل الصحافة الورقية، وبسبب الانتشار العظيم للكاميرات ذات الكفاءة العالية وبأسعار رخيصة.
&
7- حارس السجن: السجون عامرة، لكن أنظمة الرقابة الإلكترونية هي التي تهدد مهنة حارس السجن.
&
8- سائق التكسي: سرعان ما ستطغي ظاهرة السيارة ذاتية الحركة، وتتنوع طرق النقل العامة الإلكترونية، وربما ستدشن البشرية قريبًا عصر التحول إلى السيارة الطائرة.
&
9-رجل الاطفاء: يجد الباحثون تناقضًا في هذا، لأن المهنة مشرفة وتنقذ أرواح الناس وممتلكاتهم وأموالهم، وهي عالية الخطورة جسديًا ونفسيًا. لكن آفاق المهنة في انقراض أمام تطور رجل الأطفاء الآلي، وتقدم تقنيات البناء المضادة للحريق.
&
10- ساعي البريد: بعد أن تغنت فرقة "البيتلز" في سبعينات القرن العشرين بساعي البريد، وكتب الشاعر التشيلي بابلو نيرودا أفضل قصصه عنه، يبدو أن ساعي البريد سيترك مكانه للبريد الإلكتروني.
&
أفضل مستقبل
&
العوامل التي أدت إلى كساد بعض المهن اليوم هي نفسها التي فتحت أبواب المستقبل أمام مهن أخرى. وواضح أن معظم هذه العوامل تدور حول التطور التقني السريع، ومجتمع المعلوماتية، والعولمة التي تسللت إلى كل قرية في هذا العالم.
&
يتساءل الناس، حالما يستهل الطفل حياته المدرسية، عن مستقبله وعن التوجه الدراسي الأفضل له، وتتزايد هذه الأسئلة إلحاحًا وعمقًا مع اقترابه من انهاء المدرسة الاعدادية. لكن دراسة كالتي نشرها موقع "كارير-كاست" يمكن أن تضع الناس في الصورة المستقبلية لأكثر المهن نجاحًا في العقود المقبلة.&
&
كانت قائمة المهن الأكثر مستقبلية تضم: 1-الخبير في شؤون التأمين 2- مصمم أجهزة السمع 3- الخبير في الرياضيات 4- الخبير في الإحصاء5 - تقني الطب البيولوجي6 - عالم المعلوماتية 7- تقني الأسنان 8 - مصمم برامج كومبيوتر 9-طبيب 10- محلل أنظمة معلوماتية.
&
لم يفقدوا جاذبيتهم
&
في عصر الصحافة الإلكترونية، وثورات فايسبوك، والتعارف اونلاين، والزواج والطلاق بالرسائل الإلكترونية، من الطبيعي أن يتمتع أصحاب بعض المهن بجاذبية خاصة بالنسبة للنساء.
&
هذا ما يكشفه استطلاع للرأي أجراه موقع"إليت بارتنر"، الذي يشترك فيه ملايين الألمان، بين 1200 مشتركة من مختلف الأعمار والمهن والجمال. ويبدو أن للصحافيين جاذبية خاصة بالنسبة للألمانيات، رغم أنهم لا يجارون المهندسين المعماريين والأطباء في هذا المضمار.
&
حل الصحافيون في المرتبة الثالثة من قائمة أكثر المهن جاذبية جنسية بالنسبة للنساء، بغض النظر عن المجال الذي يعملون فيه. ويكونون بذلك قد تخطوا"سوء الطالع" التاريخي الذي يضعهم، في استطلاعات أخرى، في المرتبة 13 من قائمة أفضل المهن سمعة في ألمانيا.
&
نال المهندسون المعماريون نسبة 32% تاركين الموقع الثاني للأطباء 31% ثم الصحافيين 28%. يلي ذلك على التوالي المحامون في المرتبة الرابعة بنسبة 27%، والمدراء 25%، والحرفيون 24%، والموسيقيون 19%، ورجال الشرطة19%، والطيارون 19% وأخيرًا المعلمون 17%.
&
يذكر أن رجال الشرطة ورجال الأطفاء يقفون في مقدمة المهن الأفضل سمعة بين الناس، ولا يتفوق عليهم سوى الأطباء والمحامون وأساتذة الجامعات. ويأتي الصحافيون هنا دائمًا بالمرتبة 13، سواء كانوا ألمانًا شرقيين أوغربيين، ذكورًا أو إناثًا.
&