بدأت قوات عراقية ضخمة مع متطوعي الحشد الشعبي بالتدفق على محافظة الأنبار الغربية لمواجهة تمدد تنظيم "داعش" في مناطقها وإنقاذ عاصمتها الرمادي من السقوط بيده، بينما وجه رئيس البرلمان نداء للدول العربية المجاورة لتقديم الدعم في هذه المعركة، في وقت تتفاقم ازمة نازحي المحافظة الذين يتدفقون على العاصمة بغداد هربا من المعارك الدائرة فيها حيث تتوجه آلاف العوائل اليها وسط معاناة قاسية.

لندن: توجهت اليوم أربعة أفواج من الفرقة الذهبية والجيش إلى مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار (110 كلم غرب بغداد)، وتضم هذه القوات فوجين من قوات الفرقة الذهبية بقيادة قائد الفرقة فاضل برواري، وفوجين آخرين من قوات الجيش، حيث غادرا قاعدة الحبانية 30 كلم شرق مدينة الرمادي اليها للمشاركة في العمليات العسكرية والمعارك الدائرة هناك ضد تنظيم "داعش" الذي يقترب من وسطها.
واكد قائد الفرقة الذهبية الثالثة اللواء الركن سامي كاظم العارضي اليوم، أن قوات كبيرة من جهاز مكافحة الإرهاب تقترب من& الرمادي لتحريرها من داعش ومساندة القوات الأمنية المتواجدة هناك.&&
كما أعلنت وزارة الداخلية السبت عن إرسال فوج من الشرطة الاتحادية إلى محافظة الأنبار لدعم القوات الأمنية في المعارك الدائرة ضد تنظيم "داعش"، وقال المتحدث باسم الوزارة العميد سعد معن في بيان صحافي "تنفيذا لأمر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، ووزير الداخلية محمد سالم الغبان، توجه اليوم فوج من أفواج التحرير التابعة للشرطة الاتحادية إلى محافظة الأنبار لدعم القوات الأمنية هناك".

وبالترافق مع ذلك فقد اكد مصدر أمني ان 14 فوجاً من الحشد الشعبي للمتطوعين وصلت إلى قاعدة الحبانية شرق مدينة الرمادي. وقال ان "قوات الحشد مجهزة بأسلحة ثقيلة بينها راجمات صواريخ وصلت إلى القاعدة بأمر من القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي". وأضاف ان "الساعات المقبلة ستشهد بدء معركة تحرير مناطق في الرمادي، استولت عليها عصابات داعش الارهابية".
وكان العبادي أمر خلال زيارته مقر قيادة العمليات المشتركة الليلة الماضية وعقده اجتماعاً طارئاً فيها بارسال قوات عسكرية على وجه السرعة إلى مدينة الرمادي لدعم القوات المدافعة عن المدينة في حربها ضد داعش. وقد اطلع العبادي على مستجدات الاوضاع الامنية في قواطع العمليات وبالاخص في الأنبار وبيجي والقواطع الاخرى كما اجرى عددًا من الاتصالات بالقادة الأمنيين، واصدر التوجيهات والأوامر للمساهمة بتعزيز الروح القتالية لقواتنا المرابطة في ارض المعركة، بحسب بيان صحافي لمكتبه الاعلامي اطلعت على نصه "إيلاف" اليوم.

وتشهد محافظة الأنبار تطورات أمنية متسارعة نتيجة سعي تنظيم "داعش" إلى السيطرة على المحافظة، بعد ان تمكن& خلال اليومين الماضيين من السيطرة فعلا على أجزاء من مدينة الرمادي، فيما يحاول دخول& قضاء حديثة وناحية البغدادي وباقي المناطق التي تخضع حاليًا لسيطرة القوات الأمنية، وعشائر المحافظة، فيما تواصل القوات الأمنية القتال ضد التنظيم لمنع تمدده إلى مناطق اخرى من المحافظة.&

رئيس البرلمان يدعو الجوار العربي لدعم معركة الأنبار
من جهته&دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري دول الجوار العربي إلى دعم بلاده للقضاء على تنظيم "داعش"، مؤكدا أن المعركة& ضده تستهدف القضاء عليه، حتى لا يكون وباء ينتقل إلى جيران العراق مضيفا "نحن حريصون على أمن الاشقاء كما أمن العراق وهذا يتطلب منهم موقفا مماثلا بالدعم المباشر وغير المباشر لهذه المعركة الحاسمة"
وفي كلمة موجهة إلى العراقيين، خاطب رئيس مجلس النواب سليم الجبوري& ابناء الأنبار "انه للدفاع عن ارضكم وعرضكم ودينكم وشرفكم من ثلة آثرت على نفسها الضلال والزيغ وسفك الدماء من غير وجه حق، فها هم يستحلون ارواح الناس ويزهقونها ويقطعون الرؤس بالنيابة عن الله ويشوهون الدين ويستبيحون أموال الناس بالباطل فماذا ينتظرون غير ان تتوجه اليهم رماح الصد التي تقف في وجه الباطل وتنافح وتدافع عن الحق واهله" .
واضاف "ها نحن اليوم نهبّ جميعا كما هبّ من قبلكم رجال اولئك الذين بذلوا الدماء والارواح فمنا لهم كل الشكر والاعتزاز والتقدير& ومن هذا المنطلق يرتفع نداء الواجب اليوم لصرخة فزعة الأعمام ونخوتهم للوقوف في معركة الشرف والكرامة فلن ندع بأي حال ان يهيمن داعش على الأنبار وستكون بعون الله مقبرتهم وسيهلكون على أرضها في درس بالغ سيلقنه لهم رجال العشائر الشجعان في هذه المعركة المصيرية" .

واشار الجبوري إلى انه "منذ يوم امس ترد إلينا المناشدات من شتى مناطق العراق من عشائرنا البطلة للالتحاق سريعا والتأهب للمعركة الفاصلة التي سنخوضها لتحرير الأنبار ولن تقف هذه الجحافل الا على حدود العراق مع سوريا والأردن والسعودية ولن نسمح بطرد داعش بل سنقضي عليها حتى لا تكون وباء ينتقل إلى جيراننا فنحن حريصون على أمن الاشقاء كما أمن العراق وهذا يتطلب منهم موقفا مماثلا بالدعم المباشر وغير المباشر لهذه المعركة الحاسمة". وقال "تنتظركم معركة الشرف على بعد كيلومترات وأيام قليلة لتحرير كامل ارض الأنبار وسنقف معكم بكل ما نستطيع من خلال التنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة وجميع المؤسسات الأمنية الفاعلة التي ستقدم الاسناد والدعم تسليحا وتجهيزا ومعلومات اضافة إلى جهد التحالف الدولي وخصوصا في مجال التغطية الجوية من خلال الضربات النوعية .

ودعاهم جميعا إلى "مؤازرة إخوانكم في الأنبار فأمن الأنبار من أمن بغداد وهي تمثل خاصرتها الغربية وحين يكون الارهابيون في آخر نقطة من الأنبار شرقا لا سمح الله فهذا يعني انهم على مرمى حجر من قلب بغداد وهذا ما لا نرضاه ولا نتمناه ولن نسمح به وكل ذلك سيكون بدعمكم وإسنادكم ، كما وندعو جميع المرجعيات والمؤسسات الدينية والاجتماعية والمدنية للعب دور تحشيدي أكبر لتحقيق النصر" .
&
تفاقم أزمة نازحي المحافظة وتدفقهم على بغداد
وتتفاقم أزمة نازحي محافظة الأنبار هربا من المعارك الدائرة فيها، حيث تتوجه آلاف العوائل إلى بغداد التي وصلت إلى ابوابها وسط معاناة قاسية.
واليوم وجه نائب رئيس الوزراء صالح المطلك رئيس اللجنة العليا لإغاثة النازحين بتسهيل أجراءات دخول نازحي محافظة الأنبار إلى بغداد وتقديم المساعدات اللازمة لهم. وتفقد المطلك عددا من السيطرات ونقاط التفتيش المؤدية إلى العاصمة بغداد ودعا جميع المنتسبين وعناصر الأمن لتسهيل دخول العوائل النازحة من محافظة الأنبار واحسان التعامل معها وابداء المساعدات اللازمة والضرورية كما قال مكتبه.
وقد ألتقى عددا من النازحين ووقف على أحوالهم وتعهد باستيعابهم جميعاً لحين انتهاء الأزمة داعيا جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية والخدمية إلى تسخير ملاكاتها لمساعدة النازحين من محافظة الأنبار.&
ومن جانبه قال الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن ان قيادة عمليات بغداد تقوم بتسهيل مرور 1800عائلة نازحة إلى بغداد من الأنبار بالتعاون والتنسيق مع مجلس محافظة بغداد والوزارات المعنية.
وأجبر تقدّم تنظيم داعش وسيطرته على أجزاء واسعة من مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار الجمعة، أهالي الرمادي على مغادرة بيوتهم والتوجه صوب العاصمة بغداد.

ونشرت وكالات الأنباء المحلية صوراً تظهر قيام الآلاف من المواطنين وهم يقطعون مسافات كبيرة مشياً على الأقدام من أجل الوصول إلى بغداد لضمان حياتهم. وفي هذا السياق طالب رئيس مجلس شيوخ وعشائر الأنبار المتصدية للإرهاب الشيخ نعيم الكعود الحكومة المركزية بالتدخل السريع وإنقاذ قاعدة عين الأسد من تنظيم "داعش".
&ومن جانبه شكل وزير النقل العراقي باقر الزبيدي لجنة تتولى إجلاء النازحين من محافظة الأنبار إلى بغداد بعد اتساع المعارك بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم "داعش" الذين سيطروا على منطقتي البو فراج والبو عيثة شمال مدينة الرمادي بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة من الخطوط الدفاعية المتقدمة ويحاول التنظيم حاليا السيطرة على الرمادي مركز المحافظة.

&

&