بعد أشهر قليلة من منع المسيحيين في ماليزيا من استخدام لفظ الجلالة "الله" بقرار من إحدى المحاكم، وجعله قاصراً على المسلمين فقط، اضطرت كنيسة إلى تنكيس صليبها تحت ضغط المسلمين، ما خلّف مخاوف على حقوق الأقليات في هذا البلد الآسيوي ذي الغالبية المسلمة.


سالم شرقي: وافق كهنة وقساوسة إحدى الكنائس في ماليزيا على الاستجابة لمطالب بعض المسلمين بإنزال وتنكيس صليب كان ينتصب فوق واجهة الكنيسة، وجاء ذلك استجابة لمظاهرة سلمية نظمها عدد من المسلمين في منطقة تامان ميدان، وهي واحد من المناطق التي تسكنها غالبية مسلمة كحال غالبية مناطق ماليزيا.

نزع الصليب

ووفقاً لما نقله موقع صحيفة "ذي ستار"، فقد طالب المحتجون بإزالة الصليب لأن وجوده يعد بمثابة التحدي لمشاعر المسلمين، كما أنهم يخشون من تأثيره على عقيدة الشباب والمراهقين من المسلمين على حد قولهم، وهرعت الشرطة إلى مكان المظاهرة التي تم تنظيمها أمام الكنيسة، وبعد مفاوضات مع رجال الدين المسيحيين ممن يقومون على شؤون الكنيسة، تمت الموافقة على نزع الصليب.

"الله" للمسلمين

يذكر أن ماليزيا تعاني من بعض المناوشات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، وكانت واقعة منع المسيحيين من استخدام لفظ الجلالة "الله" بقرار من إحدى المحاكم، وجعله قاصراً على المسلمين، من القضايا التي فجرت جدلاً كبيراً في البلاد قبل حوالي 10 أشهر.

ووفقاً لما بثته وكالات الأنباء، فقد أيدت المحكمة العليا في ماليزيا حكماً ضد صحيفة كاثوليكية كانت تسعى قضائياً لاستخدام لفظ الجلالة "الله" للإشارة إلى الرب، ورفضت المحكمة التماساً تقدمت به الصحيفة للسماح لها بالطعن في حكم سابق، منهية بذلك معركة قانونية استمرت سنوات وتسببت في توترات دينية في البلاد ذات الأغلبية المسلمة.

حقوق الأقليات

وقال 4 قضاة من أصل 7 في المحكمة الاتحادية إن محكمة الاستئناف كانت محقة في قرارها بمنع صحيفة "ذا هيرالد" الأسبوعية من استخدام كلمة "الله" في طبعة صحيفتها "هيرالد" بلغة الملايو، وهي اللغة المحلية، وقال رئيس تحرير صحيفة "هيرالد" الأب لورانس أندرو إن حكم المحكمة العليا "لم يتطرق للحقوق الأساسية للأقليات، إننا نشعر بخيبة أمل إلى حد كبير من هذا الحكم".

الخوف من التنصير

وخارج المحكمة صاح نحو مائة مسلم "الله أكبر.. الله أكبر"، وحملوا لافتات كتب عليها "متحدون للدفاع عن إسم الله".

يشار إلى أن الجدل بشأن استخدام المسيحيين كلمة "الله" اندلع أولاً في ماليزيا عام 2007 عندما منعت وزارة الداخلية الصحيفة الكنسية من استخدام الكلمة، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا الاستخدام إلى نشر التنصير بين المسلمين.

المسلمون 60%

يذكر أن ماليزيا يسكنها 30 مليون نسمة، وهناك 61 % من السكان يمارسون شعائر الإسلام، وحوالي 20 % من يعتنقون البوذية، فيما تبلغ نسبة أتباع المسيحية حوالي 9%، بالإضافة إلى أطياف دينية أخرى أبرزها الهندوسية، وبعض الديانات الصينية.