تهكمت صحف الخليج، اليوم الثلاثاء، على خطاب الرئيس الايراني حسن روحاني والطريقة التي وصف بها جيشه بالسهر على أمن المنطقة، فيما أكدت افتتاحيات أخرى بضرورة شراكة أمنية بين الخليج واميركا، أما الصحف الايرانية فتحدثت عن حرب عصابات مقبلة في اليمن.


&

الرياض:&اهتمت الصحف الخليجية والسعودية&بالعديد من القضايا والملفات الراهنة في الشأن المحلي والإقليمي والدولي، اليوم الثلاثاء، إلا أنها ركزت على خطاب الرئيس الايراني حسن روحاني، حيث قالت صحيفة "الوطن" في كلمتها: إن العالم وقف بأسره مذهولاً ومنبهراً أمام حمامات السلام التي كان يطيّرها الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال كلمته التي ألقاها أمس في مراسم يوم الجيش والمقامة بجوار مرقد مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني.

وبينت أنه لا رمزية المناسبة ولا رمزية المكان تتفقان وخطبة روحاني العصماء، التي تحدث فيها عن دور بلاده في إرساء السلم في المنطقة والعالم. وتهكمت الصحيفة على القسوة التي حملها خطاب روحاني ضد عاصفة الحزم ، مشيرة إلى أنه يمكن أن تعذر عنها، لأن إيران ومنذ اندلاع الثورة السورية أثبتت للعالم أنها دولة سلام، فلم تكن تشجع نظام الأسد على قتل الأطفال وتدمير المنازل، ولم تكن ترسل خبراءَها العسكريين لمساعدة نظام دمشق في إدارة آلة الحرب، ولم تفتح المجال أمام مرتزقتها في عدد من البلاد للانضمام إلى صفوف "الشبيحة" هناك.

وأوضحت صحيفة "اليوم"، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، يبدو أنه هو الآخر - وهو من قدم نفسه على أنه القادم من معسكر الاعتدال - قد أصابته نشوة الجلوس في الكفة المقابلة لدول الـ5 + 1، والتي عصفتْ بعقول الملالي في طهران من قبله، فتوهموا أنهم القوة المكافئة لقوى العالم الكبرى، مما يخولهم أن يقولوا ويكذبوا كيفما شاؤوا.

وقالت ساخرة: كم نحن بأيدٍ أمينة؟، من مثل هذا الإقليم في كل أصقاع الدنيا له سعادة مثل هذا الجوار الرومانسي الذي لم يسبق وأن اكتشفه أحد قبل فخامة الرئيس المعتدل جدًا حسن روحاني؟، والذي سخر كل قوى إيران ووصل الليل بالنهار عبر استراتيجية الردع الفعال للسهر على أمن المنطقة.

وتساءلت: هل بعد هذا الكذب الفاضح ومن أعلى مواقع الدولة في إيران، من سيعوّل على وجود مسؤول عاقل في طهران يمكن الالتقاء معه على مائدة حوار تجنب هذه المنطقة ما هو قادم من نذر الشر التي يقودها هذا المنطق الأخرق، والذي لا يصدر إلا عن جاهل متكبر؟، هذا هو السؤال؟.

وكذلك، سخرت صحيفة "الرياض"، من الرئيس الإيراني حينما خاطب جيشه عن الرؤية الإيرانية فيخبرهم مطمئناً إياهم بأن بلادهم لا تبحث عن الحروب.

وتساءلت: هل كان قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» يزور تكريت ودمشق لإخماد الفتن؟! أم يقدم التعازي في ضحايا الحشد الشعبي؟! نراهن أن «القوة الناعمة» مصطلح لم يترجم بعد إلى قواميس اللغة الفارسية، وإلا لسمعناه في خطابه أمام الجيش العتيد، الذي يحافظ على أمن الطرق البحرية والسفن وناقلات النفط.

واختتمت بالقول: بقدر ما تضحكنا تلك الخطب، بقدر ما نشفق على مستمعيها من أبناء الشعب الإيراني.. إن أكثر ما يبهر في خطاب «الإصلاحي» هو لغة الحياد، إذ يبدو أنه متأثر بمحادثات لوزان.. في الحقيقة أن تجري مفاوضتك هناك لا يعني أنك أصبحت سويسرياً!!

وتحدثت صحيفة "الشرق"، عن الضجيج الذي يصنعه أزلام النظام الإيراني ووكلاؤه في المنطقة العربية في وسائلهم الإعلامية حول اليمن الذي تجري فيه عملية ضرورية لإعادة الشرعية، وحكم القانون وتتم بموجب القانون الدولي وبدعم صريح من مجلس الأمن.

وأشارت إلى تسلَّم الجيش اللبناني دفعة أولى من السلاح لتعزيز مؤسسات الشرعية، وتقوية الجيش اللبناني الذي يواجه المخاطر الناتجة عن توسُّع دور الميليشيات التي أسستها إيران في سوريا ولبنان لتقويض الأمن والاستقرار.

وأوضحت أن الإيرانيين في كل منطقة يدخلونها يعملون على إضعاف مؤسسات الدولة لحساب الميليشيات بدءاً من العراق، وصولاً إلى لبنان واليمن، حزب الله في لبنان يعمل على تعطيل مؤسسات الدولة، وفي العراق، وعلى الرغم من وجود صنيعهم نوري المالكي، وفي سوريا استغلت إيران ضعف النظام و«هزالة» القيادة فيها، ودخلت طرفاً رئيساً في الصراع ، وميليشياتها تشارك قوات الأسد في ارتكاب الجرائم يومياً.

فيما رأت صحيفة "عكاظ" أن انهيار مخطط المشروع التوسعي الإيراني أفقد سلطة الولي الفقيه وأتباعه صوابهم وأخذوا يقيمون مآتم العزاء وحفلات النواح الطائفي.

وقالت: خرج المرشد يعوي وتبعه نصرالله وعبدالملك محبطين بعد أن كشفا ولاءهما المطلق لنظام ولاية الفقيه، ولم يعودا قادرين على استيعاب الواقع الذي فرضته عاصفة الحزم، وخرجوا بلغة المهزوم الذي لا يرغب في الاعتراف بالحق ولا ينوي التراجع حتى بعد أن أدرك فشله في الدفاع عن الجرائم التي يشارك فيها على خارطة العالم العربي.

وبينت أن طهران مصدر قلق عالمي ومحرك رئيسي للفتن ولا تجد غضاضة في إشعال نار الحروب من خلال تدخلها المباشر وغير المباشر في شؤون دول الجوار، وقف المجتمع الدولي خلف مشروع القرار الخليجي بقوة للتصدي لهذا العبث الإيراني قبل أن يزحف ويمتد إلى مناطق أخرى.

ونبهت صحيفة "المدينة"، من ازدياد وتيرة التصريحات العدائية الموجّهة للمملكة من قِبل المسؤولين الإيرانيين وحلفائهم في المنطقة، مشيرة إلى أنها أصبحت تزداد بصورة مطّردة مع كل يوم يمر منذ انطلاق «عاصفة الحزم»، وهو ما يؤكّد بأن العملية العسكرية التي تقودها المملكة وأشقاؤها الخليجيون والعرب موجعة للحوثيين، وتحقق أهدافها، وتؤسس لواقع إقليمي جديد دشنه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

شراكة أمنية

من جهتها، ركزت صحف الامارات، اليوم الثلاثاء، على زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الولايات المتحدة الأميركية معربًا عن بالغ تقديره للرئيس باراك أوباما، لقيادته الشخصية جهود منع انتشار الأسلحة النووية في منطقة الخليج العربي، وتعهده المستمر بتحقيق هذا الهدف.

وقال عقب لقائه بالرئيس الأميركي في واشنطن: «آمل أن يتم التوصل لاتفاق نهائي يأخذ&في الاعتبار مصادر قلق دولة الإمارات ودول الخليج العربية الأخرى والمجتمع الدولي».

وأضاف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «أحرزت أنا والرئيس تقدمًا مهمًا خلال الاجتماع الذي ضمنا أمس بشأن الخطوات الجديدة لتعزيز الشراكة الأمنية القوية بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأتطلع لمواصلة هذه المناقشات مع الرئيس وبقية قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمة كامب ديفيد، التي ستعقد في الشهر القادم».

ايران تتحدث عن حرب عصابات في اليمن

تحت عنوان "القلق الاميركي من دعم السعودية"، قالت صحيفة "آرمان" الايرانية: "إن الحرب الظالمة التي تشنها الرياض على اليمن، والتي تدعمها اميركا، ستتحول بالتدريج الى حرب استنزافية تضعف الرياض قبل صنعاء، فالقوات السعودية تعاني من ضعف في الكثير من مفاصلها خصوصًا قوتها البرية التقليدية التي لا تزال تتمترس وراء حدودها وتتجنب التوغل في الاراضي اليمنية".

وتضيف الصحيفة: "أن السعودية ومن اجل تفادي الهزيمة، ستضطر الى شن الهجوم البري، الا أن القوات المسلحة والشعبية في اليمن، والتي تتمتع بحنكة عالية في حرب العصابات، ستقوم على توسيع رقعة الحرب الى عمق الاراضي السعودية".

"الرجعية العربية في خدمة سوق الاسلحة الاميركية"، تحت هذا العنوان، قالت صحيفة "جمهوري اسلامي": مع أن الحروب التي تشنها الرجعية العربية هي في الحقيقة تأتي بالنيابة عن اميركا والكيان الصهيوني لاسقاط الانظمة التي ترفض التبعية للغرب، فإنها انقذت معامل الاسلحة الاميركية من الافلاس.

وقالت: "فالامارات والسعودية وقطر تتسابق اليوم في شراء الطائرات الاميركية الحربية. وبموازات ذلك تتحرك اميركا على وتيرة إثارة حرب طائفية، تغذيها نفوس ضعيفة أبهرها بريق الدولارات النفطية".

وأضافت: "اميركا بصدد اقناع الدول العربية بأن الخطر هو ايران، وليس الكيان الصهيوني، خصوصًا في هذه المرحلة التي اعلنت روسيا موافقتها تسليم منظومة اس ۳۰۰ الصاروخية الدفاعية لايران".