أوقدت المذيعة العربية لوسي هريش شعلة احتفالات إسرائيل أمس الأربعاء، بمناسبة مرور 67 عامًا على "استقلالها". ويعد&إيقاد الشعلة أمراً في غاية الأهمية في إسرائيل، ولا يمنح إلا للذين قاموا بعمل مميز لصالح الدولة.

إيلاف - متابعة: توحد الفلسطينيون والإسرائيليون في الغضب من مذيعة عربية حملت شعلة احتفالات ما تسميه& إسرائيل ذكرى الاستقلال. فالإسرائيليون يرون أنها لا تستحق هذا الشرف فهي لم تقدم شيئًا مهمًا لدولتهم، في حين أن غضب الفلسطينيين يتجلى في احتفال ابنة جلدتهم بأكبر نكبة حلّت عليهم في العصر الحديث.

وألقت هريش كلمة باللغتين العبرية والعربية في الاحتفال الذي أقيم الأربعاء في جبل هرتسل في القدس، وحضره كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

وقالت هريش والدموع في عينيها "من أجل أولئك الذين رحلوا عنا، وسقطوا ضحية كراهية وحقد لا مبرر لهما، بسبب من نسوا أننا كلنا خُلقنا بصورة إله واحد، من أجل الشرقيين والشكناز، المتدينين والعلمانيين، العرب واليهود. لأبناء هذا البلد الذي يُذكرنا بأن لا أرض لنا غيره، لنا نحن الإسرائيليين ولكل أبناء البشر، ولمجد دولة إسرائيل".

وهريش البالغة من العمر (34 عامًا) ولدت في مدينة ديمونا، جنوب إسرائيل لأبوين عربيين من الناصرة، ونالت شهادات في المسرح والعلوم السياسية والإعلام، وشكّلت علامة فارقة في الإعلام الإسرائيلي، إذ إنها أول عربية تعمل مقدمة نشرات أخبار باللغة العبرية في القناة العاشرة الإسرائيلية، وشاركت في 4 أفلام إسرائيلية وخامس هوليوودي عنوانه war world Z إنتاج وبطولة الممثل الأميركي براد بيت، وتعمل حاليًا في قناة I24، وهي محطة إخبارية دولية أسستها إسرائيل وتبث باللغات العربية والانجليزية والفرنسية.

لا تستحق

الصحافة الإسرائيلية رأت في تعليقاتها أن هريش لا تستحق أن ترفع شعلة احتفالات إسرائيل، فهي لم تقم بعمل مميز، فضلاً عن وجود 12 منافسًا آخر يستحقون هذا اللقب، ومن ضمنهم الضابط داني غولد، رئيس طاقم تطوير منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ، وبدوره قال رئيس تنظيم "لهافا" اليهودي المتطرف، الناشط في "منع الاختلاط" مع الفلسطينيين وإزاحة العرب عن الساحة الجماهيرية بإسرائيل، فقد ذكر أنها "ليست صهيونية، وغير مخلصة لإسرائيل، وعلينا أن نشعر بالأسى لاختيارها".

إهانة نتانياهو

يذكر أن هريش أجهشت بالبكاء على شاشة القناة الثانية الإسرائيلية، يوم الانتخابات الإسرائيلية في الـ17 من آذار الماضي، عندما وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إهانة إلى السكان العرب في إسرائيل.

وقالت المذيعة العربية والدموع في عينيها: "لا يمكن أن يحرّض رئيس الحكومة ضدّ 20% من مواطنيه". وكان نتانياهو نشر شريطًا مصورًا وقت الانتخابات وحذر فيه من أن "حكم اليمين في خطر"، وأن "المصوتين العرب يتحركون بكميات هائلة نحو صناديق الاقتراع".

&وفي محاولة منها لاستباق أي غضب فلسطيني، قالت هريش إن مشاركتها بالاحتفالات هي رسالة منها لنتانياهو، وأضافت"أنا هنا. سأوقد الشعلة وأحملها، سواء أعجبك ذلك أم لا، ولن أرحل لأي مكان".