قال تقرير صحفي إن الشرطة البريطانية تجري تحقيقات حول تأثير رجل الدين السلفي هاني السباعي على مجموعات من الشباب البريطاني المسلم للالتحاق بتنظيم (داعش).


نصر المجالي: يقول تقرير لصحيفة (صنداي تلغراف) إن المتشدد السباعي (المصري الأصل) الذي يعيش حرًا في المدن البريطانية يقف وراء تحوّل محمد الموازي المعروف باسم (الجهادي جون) الذي تورط بقطع رؤوس عدد من الرهائن الغربيين إلى الإرهاب.

وتجري الأجهزة الأمنية البريطانية تحقيقات في الوقت الراهن حول علاقة السباعي (54 عاماً) الذي يدير مركزًا إسلاميًا للأبحاث ولا تتمكن من ترحيله إلى بلاده بسبب حقوق الإنسان واحتمال تعرضه للتعذيب في مصر مع شبكة إرهابية كان الموازي "الكويتي بدون" أحد أعضائها.

وحسب الصحيفة اللندنية، فإنه يعتقد أن الداعية المتطرف السباعي هو الشخصية الرئيسية، التي تقف وراء التأثير على عدد من الشباب البريطاني المسلم الذين انضموا للجماعات الإرهابية في سوريا والعراق.
&
واشار تقرير الصحيفة إلى أنه خلال دعوى قضائية أقيمت العام الماضي، تم توجيه اتهامات للسباعي بتوفير مواد تدعم تنظيم القاعدة والتآمر لارتكاب أعمال إرهابية.

حقوق الإنسان

وعلى الرغم من عدم اتهامه رسميًا بارتباطه بأي شبكة إرهابية، فإن (صنداي تلغراف) تقول إن السباعى استغل قوانين حقوق الإنسان لإحباط محاولة الحكومة لترحيله طيلة أكثر من 15 عامًا.

وتقول الصحيفة إنه رغم عدم وجود اتصال مباشر بين السباعي والموازي (الجهادي جون) إلا أن رسائله وآراءه المتشددة التي ينشرها على& شبكة الإنترنت قد تكون شكلت عاملاً رئيسًا في تحول مجموعات الشباب البريطاني المسلم إلى الإرهاب.

ويشير التقرير إلى أن الداعية المتشدد يرتبط أيضًا بعلاقة مع المصري المتشدد عادل عبدالباري لحوالي 25 عامًا حتى ترحيل الأخير إلى الولايات المتحدة لارتباطه بشبكة (القاعدة).

يذكر أن مغني الراب عبدالماجد عبدالباري نجل عادل عبدالباري كان انضم هو الآخر إلى تنظيم (داعش) الإرهابي، وكانت شبهات تحوم حوله على أنه هو (الجهادي جون).

أولاد لندن

وتوضح الصحيفة اللندنية أن السباعي الذي يعيش في منزل في حي هامرسميث في غرب لندن "على نفقة دافعي الضرائب البريطانيين" وتقدر اجرته السنوية بحوالي مليون جنيه استرليني على علاقة بالشبكة الإرهابية التي كانت تدعى (أولاد لندن)، وهي خلية نائمة أسسها زعيم القاعدة السابق أسامه بن لادن، وقد تم إرسال أعضائها لمعسكرات التدريب المتطرفة في الصومال ثم&جرى استدعاؤهم مرة أخرى إلى المملكة المتحدة لشن هجمات.

وحسب ما نقلته (صنداي تلغراف) عن وثائق المحكمة اللندنية، فإن لجنة العقوبات التابعة للمفوضية الأوروبية أكدت أن السباعى وفر دعمًا ماديًا لتنظيم القاعدة وتآمر لشن أعمال إرهابية، واشارت إلى أنه سافر إلى عدة دول بأوراق هوية مزورة، حيث تلقى تدريبات عسكرية وكان على صلة بخلايا وجماعات تقف وراء عمليات إرهابية في دول مختلفة.

كما أن السباعي وجه آخرين للسفر إلى أفغانستان للمشاركة في القتال مع تنظيم (القاعدة)، وانه استخدم موقعًا إلكترونيًا لدعم الأعمال الإرهابية، التي يرتكبها التنظيم، فضلاً عن الحفاظ على اتصالات وثيقة مع عدد من مؤيده حول العالم.

مطارد من مصر

وكانت المحكمة خلصت في قرارها إلى أن السباعى مطلوب من قبل السلطات المصرية لتورطه في جرائم إرهابية داخل وخارج مصر، بما في ذلك التآمر بقصد ارتكاب أعمال قتل عمدية وتدمير الممتلكات وحيازة الأسلحة النارية غير المرخصة والذخائر والمتفجرات، فضلاً عن الانتماء إلى تنظيم إرهابي وتزوير أوراق رسمية والسرقة.

غير أن السباعي نفى صلته بتنظيم (القاعدة) وتوجه في العام الماضي للمحكمة الأوروبية في لوكسمبورغ بطلب الغاء اتهامه بالارتباط بشبكة (القاعدة) وكذلك رفع الحظر عن حساباته البنكية.

يذكر أن الحسابات المصرفية للسباعي والممتلكات تخضع للتجميد بأوامر سابقة من قبل الأمم المتحدة، والمملكة المتحدة،&والخزانة الأميركية.

لجوء لبريطانيا

وكان الداعية المتطرف سعى إلى اللجوء لبريطانيا عام 1994، وعلى الرغم من رفض السلطات البريطانية منحه اللجوء لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وتم سجنه عام 1998 لحين ترحيله، إلا انه استغل قوانين حقوق الإنسان لعرقلة ذلك، حيث لا تسمح تلك القوانين البريطانية الخاصة بحقوق الإنسان بترحيل من يحتمل تعرضهم للتعذيب في بلدانهم.&

ويقول تقرير الصحيفة البريطانية، إن رجل الدين المصري المتطرف الذي لم يحصل على الجنسية البريطانية، كان اثار غضب كثيرين على الساحة البريطانية بسبب تصريحاته المتشددة الداعمة للإرهاب.

ويخلص التقرير في الختام، إلى الصدام الذي دار بين السباعي والمذيعة اللبنانية ريما كركي في مارس (آذار) الماضي حيث تصدرت الحادثة عناوين الصحف خصوصاً بعد أن اغلقت المذيعة المايكرفون في وجهه وانهت المقابلة فجأة لافتقار السباعي للغة الاحترام تجاه المذيعة خلال المقابلة.

"إيلاف" وبيان الجديد

وكانت "إيلاف" نشرت تقريرًا كتبته الزميلة هلا أبو سعيد عن الواقعة يوم 4 مارس 2015 كما نشرت بيان قناة (الجديد) اللبنانية عن طرد المذيعة كركي للسباعي على الهواء، وجاء في البيان:

لم يكن افتتاح هذه الحلقة من "للنشر" بفقرة حول ما يسمى دولة الخلافةِ الإسلاميةِ وامتدادها من الرقةِ السورية ومحافظة الموصل العراقية، إلى كل العالم& عادياً، بل تطور دراماتيكياً ليشكل مفاجأة غير متوقعة من خلال مواجهة كانت متوقعة بين الضيوف لكنها احتدمت بين معدة ومقدمة البرنامج والضيف. فبعد تقريرٍ خاص حول ما حققته هذه المجموعات الإرهابية من انتشار وقوة مادية وعسكرية، وبعد الكثير من الجرائم بحق البشر والحجر، كان من المستغرب سماع أصوات مؤيدة من قبل من يسمون أنفسهم بالجهاديين من مشايخ ورجال دين في أميركا وأُستراليا وأوروبا بعد الدول العربية طبعاً، حيث وصلت الوقاحة بأحدهم المدعو أنجم شودري للدعاء بطولِ العمر للخليفةِ أبو بكر البغدادي، ومطالبة السلطات اللبنانية بإطلاق سراح أستاذه السلفي عمر بكري فستق من السجن. أما الجديد الأخطر فهو أن تستقطب فكرة داعش هذه الآن مسيحيين بالجملة من لبنان بوجه خاص.

استضافة السباعي

وتابع البيان: و"للنقاش حول هذا الإطار كانت "كركي" قد استضافت الشيخ السلفي هاني السباعي من لندن، باعتباره من أصحاب الدعوة السلفية، بمواجهة الحقوقي والإعلامي اللبناني جوزيف أبو فاضل، المطلوب رقم واحد على قائمة المهددين من داعش، وفي هذه المواجهة أبى الشيخ المتطرف إلا أن يؤكد فيها على ما يحمله من فكر إلغائي، حيث وبالرغم من بداية مقدمة البرنامج الإعلامية ريما كركي بالاعتذار عن سوء الفهم السابق في حلقة ماضية معه لدى انقطاع البث بسبب انتهاء وقت "اللينك" على الأقمار الفضائية، وفي محاولة منها مجدداً لعدم إضاعة الوقت طالبته وهو يعود بالتاريخ إلى الماضي السحيق بالإختصار والدخول في موضوع الحلقة، لكنه أساء الرد قائلاً إنه يتكلم كما يشاء وأن عليها الاستماع، فردت بكلام موزون لكن رده كان أكثر تطرفاً ولما وصل به الأمر إلى حد الإساءة قطعت له الاتصال بعدما أعلمته بأنها ستقطعه ولا تريد المتابعة معه، لتستكمل نقاش الموضوع مع الإعلامي أبو فاضل الذي أثنى على موقفها وأكمل الفقرة ضمن سياقها المطلوب."