حصلت "إيلاف" على معلومات خاصة تفيد بأن مصريين يعتنقون الفكر "الجهادي"، يقاتلون في صفوف المقاومة الشعبية ضد الميليشيات الحوثية في اليمن، في حين التحق بعضهم بتنظيم القاعدة.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تستمر الأوضاع في اليمن بالتدهور في أعقاب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء والمدن الكبرى، وبينما تدور رحى العمليات العسكرية ضد الجماعة المتمردة، بهدف إعادتها إلى المسار السياسي وطاولة المفاوضات مع باقي الفصائل اليمينة، تدفق مقاتلون من جنسيات مختلفة إلى اليمن، للوقوف في صف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لدعم شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.

المقاومة الشعبية

حصلت "إيلاف" على معلومات تفيد بأن مصريين يعتنقون الفكر السلفي "الجهادي"، انضموا مؤخراً إلى صفوف المقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي.

ويقدر أعداد هؤلاء المصريين بالعشرات، ممن وصلوا إلي اليمن في أعقاب بدء حرب "عاصفة الحزم" في نهاية شهر مارس/ آذار الماضي.

ووفقاً للمعلومات التي تلقتها "إيلاف"، فإن هؤلاء المصريين يقاتلون في صفوف المقاومة الشعبية في مدينة عدن، وغيرها من المدن ذات الأغلبية المؤيدة للرئيس عبد ربه هادي. وقتل أحدهم أثناء المواجهات ودفن هناك.

وحسب المعلومات فإن هناك مصريين يقاتلون الحوثيين أيضاً، ولكن في صفوف تنظيم القاعدة، الذي يضم المئات من جنسيات أخرى، غير اليمنية.

الوجهة الأولى

ومن جانبه، قال الشيخ نبيل نعيم، مؤسس "تنظيم الجهاد" في مصر، إن اليمن كانت ومازالت الوجه الأولى "للجهاديين" من مختلف دول العالم.

وأضاف لـ"إيلاف" أنّ اليمن يجتذب "الجهاديين" إليه منذ عدة عقود، لاسيما أنه كانت المحطة الأولى في رحلة السفر إلى أفغانستان، مشيراً إلى أنه هو شخصياً سافر إليه وعاش هناك فترة من الزمن.

ولفت إلى أن الحياة في اليمن بسيطة جداً، فضلاً على تحلل الدولة، وعدم وجود أجهزة أمنية قوية، مما يسهل حركة "الجهاديين"، أو أعضاء تنظيم القاعدة.

وقال: "أعرف مصريين يعيشون في اليمن وهم أعضاء في القاعدة من زمان، ومتزوجون من يمنيات".

ولفت إلى أن هناك مصريين يعيشيون في اليمن "من زمان"، ويقاتلون الحوثيين في صفوف تنظيم القاعدة، مشيراً إلى أن تنظيم القاعدة كان حليفاً للحوثيين في الحرب ضد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وأوضح أن الشقاق وقع بينهما، بعد تحالف الحوثيين مع صالح، وصار الطرفان أعداء، وأشار إلى أن تنظيم القاعدة يقاتل الآن الحوثيين وصالح بعد أن أصبحا حليفين.

ويستبعد نعيم إنضمام مصريين جدد إلى القاعدة أو المقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي، إلا أنه في الوقت نفسه لم يستبعد حدوث ذلك مستقبلاً، ومن مختلف الجنسيات، وليس مصر فقط، مشيراً إلى أن "اليمن دائما يجذب الجهاديين، وبعد إنهيار الدولة على أيدي الحوثيين، وتحول الصراع من سياسي إلى طائفي، سوف تتحول إلى ساحة لهم".

بين القاعدة وداعش

إلى ذلك، قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، "إن الجهاديين هم المستفيدون الوحيدون من تدمير اليمن"، مشيرة إلى أنهم ينقسمون حالياً في الولاء ما بين تنظيم القاعدة و"داعش".

وأضافت في تقرير لها نشر في نهاية شهر مارس/ آذار الماضي، إن الحوثيين يعجزون عن فرض النظام في الأراضي التي سيطروا عليها مؤخرا، متوقعة أن يجد الرئيس عبدربه منصور هادي، صعوبة في تلبية مطالب الشعب والحلفاء، إذا ما عاد إلى السلطة.

ولفتت إلى أن الأوضاع الحالية سوف تؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء، مرجحة أن "تضطر الأطراف المتناحرة في النهاية إلى تقاسم السلطة وإنشاء اتحاد فيدرالي فضفاض".

عولمة "الجهاد"

يقول محمد مصطفى، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن اليمن شكل المحطة الأولى نحو ما سماه "عولمة الجهاد".

وأضاف لـ"إيلاف" أن محمد شرف، المعروف ب"أبو الفرج اليمني"، هو أول مصري حط في اليمن في نهاية السبعينات من القرن الماضي، وكان عضواً في مجلس شورى تنظيم الجهاد المصري، وأنشأ تنظيم الجهاد اليمني وتولى قيادته، إلى أن تعرض للإعتقال، وأعيد إلى مصر في العام 2002.

وأوضح أن محمد الظواهري، شقيق أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة سافر إلى اليمن من أجل "الجهاد"، وجعلها محطة "ترانزيت" إلى أفغانستان، وذلك في العام 1980، ضمن منظمة الإغاثة الإسلامية، مشيراً إلى أنه استقر هناك، وعاد إلى مصر في أعقاب ثورة 25 يناير، وتعرض للإعتقال بعد سقوط نظام حكم جماعة الإخوان في 3 يوليو/ تموز 2013.

ولفت إلى أن أيمن الظواهري عاش باليمن نحو أربع سنوات، من 1994 حتى 1998، وتحول البلد في عهده إلى مركز لتدريب المقاتلين قبل إرسالهم إلى أفغانستان، أو البوسنة والهرسك.

ونبه إلى أن المصريين تولوا قيادة عمليات "الجهاد" في اليمن إلى أن انضمت التنظيمات هناك إلى القاعدة، وتولى قيادة التنظيم أنور العولقي، الذي قتل في غارة لطائرة أميركية بتاريخ 30 سبتمبر/ أيلول 2011.

وتوقع إنتعاش تنظيم "القاعدة" في اليمن بعد تفشي الفوضى في البلاد على أيدي الحوثيين، المدعومين من إيران، ولفت إلى أن الدعم الإيراني للحوثيين حول الصراع من سياسي إلى طائفي، متوقعاً أن يجتذب اليمن "الجهاديين" من مختلف أنحاء العالم على غرار ما يحدث في سوريا، ليتحوّل إلى بؤرة للجماعات الإرهابية.