يعرف الأشخاص كثيرو السفر جوًا أن عليهم أن يرتدوا اقنعة الأوكسجين قبل أن يساعدوا الآخرين على ارتدائها عندما يتغير ضغط الهواء داخل الطائرة. ولكن نادرًا ما يتساءل المرء عما يستنشقه حقا عندما يهبط عليه القناع.&
&
إعداد عبد الاله مجيد: يعرف المسافرون أن عليهم إرتداء أقنعة الاوكسجين عندما يتغير ضغط الهواء داخل الطائرة. لكن على ماذا تحتوي هذه الأقنعة حقًا؟

كشف تحقيق الآن أن ما يتدفق عبر هذه الأقنعة مواد كيميائية لا يريد أحد استنشاقها. وقال خبراء إن ما يستنشقه المسافر من قناع الاوكسجين في البداية ليس غاز الاوكسجين بل مجموعة من المركبات الكيميائية الأخرى.

صحيح أن هذه المركبات الكيميائية تصبح أوكسجين يمكن استنشاقه ولكن ليس في البداية. وفي الحقيقة أن وحدة خدمة المسافرين تستخدم خليطًا من المواد الكيميائية المخزونة في مولد لانتاج الاوكسجين فوق مقاعد المسافرين.

وإذا انخفض ضغط الهواء داخل الطائرة تهبط أقنعة الاوكسجين آليا أو بتدخل أفراد الطاقم. وعندما يسحب المسافر القناع لارتدائه فانه يطلق هذه المواد الكيميائية المخزونة فوق رأسه، وهي عادة بيركلورات الصوديوم واوكسيد الحديد، لكي تمتزج مع بعضها البعض. والتفاعل الكيميائي بينها هو الذي يحرر غاز الاوكسجين الذين يتدفق الى رئة المسافر عبر القناع.

أفضل من الإغماء!

وأكد آرتش كارسون خبير الصحة المهنية في جامعة تكساس ان هذا التفاعل يرفع حرارة خزانة الأمتعة الموجودة فوق المقاعد ايضا. وقال كارسون لموقع هفنغتون بوست "ان المسافر يمكن ان يستنشق ذرات من الغبار الكيميائي ولكنها أفضل بكثير من البديل الآخر الذي هو الاغماء بسبب نقص الاوكسجين".

وعادة توفر أقنعة الاوكسجين ما يكفي من الهواء لمدة 12 الى 20 دقيقة تكفي قبطان الطائرة لإعادتها الى ارتفاع آمن تنتفي معه الحاجة الى اقنعة الاوكسجين، بحسب الجراح في السلاح الجوي الاميركي الدكتور غريغوري بنيل. وقال الدكتور بنيل إن الطيارين يستطيعون الهبوط بالطائرة في وقت أسرع بكثير من الوقت الذي يستغرقه استهلاك الاوكسجين.

ومن الضروري التحرك بسرعة حين تهبط الأقنعة بسبب انخفاض الضغط في الطائرة. فإذا لم يرتدِ المسافر قناع الاوكسجين في غضون 30 ثانية من تغير الضغط يعرض نفسه لخطر الاغماء، كما حذر الدكتور بنيل.
&
وأكد الخبير المختص بالسفر الجوي جورج هوبيكا أهمية ارتداء قناع الاوكسجين أولا ليكون المسافر قويًا ومتيقظًا بحيث يستطيع مساعدة الآخرين لأن نقص الاوكسجين في الطائرة يمكن ان يسبب الدوار والارتباك ثم الاغماء. وقال هوبيكا إن كل ما يحتاجه المسافر هو التركيز والهدوء للتغلب على التوتر في حالة الهبوط الاضطراري.