فيما تتقدم المعارضة السورية سريعًا نحو اللاذقية مسقط رأس بشار الأسد، تقول مصادر بالمعارضة لـ"إيلاف" إن النجاح الميداني مرده الى تقارب وتنسيق تركي سعودي.


بهية مارديني: قالت مصادر بالمعارضة السورية تحدّثت إلى "إيلاف" إنّ انتصارات الجيش الحر في سوريا الأخيرة، هي ثمرة من ثمرات التقارب السعودي التركي، وأن السوريين سيحصدون نتائج هذا التقارب في غضون ستة أشهر.

وأعربت ذات المصادر عن تفاؤلها بالحل القريب عبر هيئة حكم انتقالي استنادًا الى جنيف، نافية بالمطلق الأنباء التي نشرتها بعض وسائل الاعلام عن موافقة الرياض على اقتراح يقضي ببقاء بشار الأسد على رأس السلطة لعامين اضافيين.

وأكدت أن هناك تنسيقًا عاليًا بين الرياض وأنقرة في مختلف الجوانب ويعمل الطرفان على مرحلة قادمة وحل تفاوضي.

وكان الإعلامي جمال خاشقجي في تغريدة له عبر التويتر قد قال إن "زيارة القيادي في الجيش الحر زهران علوش لتركيا تفك آخر عقدة في التعاون السعودي التركي في سوريا".

فيما توالت على مدار الفترة السابقة اجتماعات قيادات فصائل عسكرية مقاتلة&في تركيا تحت رعاية أكثر من دولة إقليمية.

واعتبر معارضون أن التصعيد العسكري والانتصارات على الأرض هما الوسيلة الوحيدة لقبول النظام بحل تفاوضي.

وسيطرت المعارضة السورية مؤخراً على معظم محافظة إدلب وتتقدم صوب اللاذقية مسقط رأس الرئيس بشار الأسد، كما سيطرت على معسكر القرميد يوم الاثنين.

وكان الجيش يستخدم معسكر القرميد لقصف البلدات والقرى التي يسيطر عليها المقاتلون في المحافظة الزراعية الاستراتيجية المتاخمة لتركيا.

ومن شأن السيطرة عليها أن تساعد المقاتلين على إحكام حصارهم لمعسكر المسطومة الكبير، والذي يقع على مقربة من إدلب.

مؤتمر المعارضة في القاهرة

من جانب آخر، قال قاسم الخطيب، عضو لجنة المتابعة في مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، لـ"إيلاف"، إن التحضيرات& للمؤتمر مازالت جارية، بينما أكد خالد المحاميد عضو لجنة المتابعة أن هناك الكثير من العمل على الأرض.

وكشف أن لجنة المتابعة واصلت اجتماعاتها في أكثر من عاصمة عربية للتحضير الجيد للاجتماع، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود والعمل للخروج بأفضل النتائج.

أضاف الخطيب: "جهزنا وثائق الاجتماع وجهزنا قوائم المشاركين ونستعد جيدًا، والمؤتمرون هم الذين سيحددون شكل المؤتمر وما ينتج عنه ولجنة المتابعة لن تقرر أي شيء حول النتائج".

ووعد بأن الدعوات ستراعي كل القوى والتوازنات، وأن لجنة المتابعة ستدعو ممثلين عن كافة الجبهات العسكرية في سوريا.

وردًا على سؤال عن الخطوط الحمراء للمدعوين، قال: "سندعو الجميع"، الا انه اشار في ذات الوقت الى أن "قدري جميل نائب رئيس الوزراء السابق ومجموعته ليسوا على قائمة المشاركين نظرًا لان جميل لم يتواجد مع المعارضة السورية ولم يعمل معها وعلاقته ومصالحه مع طرف واحد فقط"، ويقصد بذلك الروس.

وأكد: "لن نقبل بإعادة انتاج النظام بأي طريقة& لافتًا من جانب آخر الى احترام الشعب السوري واحترام خياراته".

وعلمت "إيلاف" أن هناك تنسيقًا بين القاهرة والرياض نحو عقد اجتماع آخر في الرياض لاختيار هيئة تفاوضية باتجاه حل سياسي، وأن اجتماع الرياض سيكون بعد اجتماع القاهرة لترتيب المرحلة المقبلة استنادًا الى جنيف.