سيلاكاب: انهت اندونيسيا الثلاثاء الاستعدادات الاخيرة لاعدام تسعة محكومين هم ثمانية اجانب واندونيسي رميا بالرصاص في حين كان اقرباؤهم ينتحبون خلال الزيارة الاخيرة لوداعهم تزامنا وصول سيارات اسعاف محملة نعوشا بيضاء الى السجن.

وقال مراسل لوكالة فرانس برس في المكان ان اقرباء الاستراليين ميوران سوكوماران واندرو شان زعيما العصابة المعروفة بـ"بالي ناين" لتهريب الهيرويين وصلوا الى سجن نوساكمبنغان ليطلبوا مجددا العفو عنهما بينما انهارت شقيقة سوكوماران من شدة الحزن.

والاستراليان بين مجموعة من تسعة محكومين هم ثمانية اجانب من استراليا والبرازيل ونيجيريا والفيليبين بالاضافة الى اندونيسي ينتظرون تنفيذ احكام الاعدام بعدما ابلغتهم السلطات الاندونيسية رسميا بذلك.

ورفضت السلطات الاندونيسية الافصاح عن الموعد المحدد لتنفيذ الاحكام، الا ان والدة سوكوماران قالت للصحافيين ان ابنها سيعدم منتصف ليل الثلاثاء (17,00 تغ).& وفي حديث الى الصحافيين قالت راجي سوكوماران "اطلب من الحكومة ان لا تعدمه. الغوا الاعدام ارجوكم لا تاخذوه مني" مناشدة الرئيس جوكو ويدودو الذي يتبع نهجا متشددا ضد مهربي المخدرات.

&واعلنت جاكرتا ان احكام الاعدام جميعها ستنفذ في الوقت ذاته. ومن المفترض ان تبلغ السلطات المحكومين قبل 72 ساعة على الاقل، وعلى اعتبار انهم ابلغوا السبت فمن المتوقع ان تنفذ الاحكام في وقت مبكر الاربعاء.

وعادة ما تنفذ فرقة من 12 رجلا احكام الاعدام رميا بالرصاص بعد منتصف الليل في اندونيسيا. وكان ويدودو الذي يعتبر ان اندونيسيا تواجه وضعا طارئا بسبب الاقبال المتزايد على المخدرات، اعلن عزمه تنفيذ الاعدام رغم تزايد الادانات الدولية وفي مقدمها الامين العام للامم المتحدة.

وكرر النائب العام الاندونيسي محمد براستيو موقف الحكومة قائلا للصحافيين انه "ليس عملا يبعث على السرور لكن علينا ان نقوم به (...) لننقذ البلاد من المخدرات". ولم يستطع اقرباء شان وسوكوماران، في الثلاثينات من العمر، السيطرة على مشاعرهم لدى وصولهم الى سيلاكاب، البلدة التي تعتبر مدخلا الى نوساكمبنغان.

وطالب اقرباء سوكوماران بالعفو عنه اثناء توجههم الى الميناء لنقلهم الى السجن. وانهارت شقيقته برينثا وهي تصرخ بين اقربائها الذين اضطروا الى حملها. اما شان، فقد حقق امنيته الاخيرة بالزواج من صديقته الاندونيسية في حفل نظم في السجن الاثنين بحضور عائلته واصدقائه.

وحين عادت العائلات من نوساكمبنغان، انفجرت برينثا بالبكاء في مؤتمر صحافي وقالت "ارجوك ايها الرئيس جوكو ويدودو، اتوسل اليك، لو سمحت، لا تأخذ شقيقي مني". اما شقيق اندرو شان، مايكل، فقال "الخروج من هناك وتوديعهم للمرة الاخيرة، انه التعذيب بحد ذاته".

ووصلت عائلة المحكومة الفيليبينية ماري جاين فيلوسو، مع طفليها ويبلغان السابعة والـ12 من العمر، الى سيلاكاب لوداعها. وشنت استراليا حملة واسعة لانقاذ مواطنيها الاثنين المحكومين بالاعدام منذ عقد من الزمن.

وقالت وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب الثلاثاء انه يجب ان لا يتم اعدام الرجلين طالما لم ينته التحقيق في قضية فساد تشمل القضاة الذين اصدروا الحكم، الا ان ويدودو رفض طلبها. وانتقدت بيشوب طريقة اندونيسيا "الفوضوية" في التحضير لاجراءات الاعدام، مؤكدة انه سيكون هناك "عواقب" اذا نفذت جاكرتا الاحكام.

وقالت بيشوب للاذاعة الاسترالية "اعتقد ان العملية المروعة التي مرت بها العائلات اليوم تؤكد مدى الفوضى". واضافت "تستحق العائلات الاحترام والتعامل معها بكرامة في هذا الوقت من الحزن الشديد. لكن لا يبدو انهم حصلوا على ذلك".

وفي سيدني، تجمع حوالى 300 شخص مساء الثلاثاء وحملوا لافتات تدعو الرئيس الاندونيسي للعفو عن المدانين. بدوره، طلب رئيس الفيليبين بينينيو اكينو من نظيره الاندونيسي اصدار عفو الا ان النائب العام الاندونيسي اصر على ان اعدام الفيليبينية فيلوسو يبقى في موعده.

وتقول فيلوسو المدانة بمحاولة تهريب الهيرويين الى اندونيسيا انه تم خداعها من قبل نقابات ادوية عالمية.

وتجمع متظاهرون امام سفارة اندونيسيا في مانيلا طالبين من ويدودو ان يغير رأيه. وقال سول بيلاس، رئيس مجموعة لمناصرة العمال الفيليبينيين المهاجرين، "يريد ان يكون رئيسا قويا لكنه سيظهر بمظهر الشرير اذا اعدم امراة بريئة".

كذلك خرجت تظاهرة في هونغ كونغ، التي يعمل فيها الكثير من عمال المنازل الفيليبنيين، للمطالبة بالعفو عن المدانين.
&

&