نيقوسيا: يلتقي الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس السبت الزعيم القبرصي-التركي الجديد مصطفى اكينجي قبل استئناف جولة جديدة من المفاوضات باشراف الامم المتحدة لاعادة توحيد الجزيرة المقسومة منذ اكثر من 40 عاما.

وصرح المتحدث باسم الحكومة القبرصية نيكوس خريستودوليدس ان اناستاسيادس واكينجي الذي انتخب الاحد "رئيسا" في "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة احاديا والتي لا تعترف بها سوى انقرة، اتفقا على اللقاء اثر مكالمة هاتفية مطولة بينهما الثلاثاء.

واضاف ان اللقاء سيتطرق الى جهود المصالحة بين الطرفين المتوقفة منذ تشرين الاول/اكتوبر. وقد انتخب اكينجي المؤيد لجهود اعادة توحيد الجزيرة زعيما للقبارصة الاتراك الاحد بعد فوزه على منافسه القومي درويش اروغلو.

وقال الرئيس القبرصي الاثنين ان انتخاب اكينجي يبعث الامل بامكانية التوصل الى تسوية بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك بعد 40 عاما من الانقسام. واضاف "الامل قائم برؤية وطننا يتوحد لكي يصبح دولة حديثة تحكم بموجب مبادئ الاتحاد الاوروبي ما يفتح افاق التعاون والسلام والهدوء".

وقال الرئيس القبرصي الذي انضمت بلاده الى الاتحاد الاوروبي في عام 2004 "يدنا ممدودة كدعوة الى التعاون. نامل في ان يكون هناك رد لكي تفتح امامنا افاق الامن والازدهار".

واعلنت الامم المتحدة ان مبعوثها الخاص الى قبرص اسبن بارث ايدي سيعود الى الجزيرة من 4 الى 8 ايار/مايو لمواصلة التحضيرات لاستئناف المحادثات بعدما انهى القبارصة اليونانيون مقاطعة استمرت ستة اشهر.

وقد انسحب القبارصة اليونانيون من المحادثات التي تجري برعاية الامم المتحدة احتجاجا على ارسال تركيا سفينة مسح جيوفيزيائي الى مياههم الاقليمية، لكنهم قالوا انهم سيعودون الى طاولة المفاوضات بعد الانتخابات في الشطر القبرصي التركي.

وكانت الصحافة القبرصية اليونانية رحبت ايضا الاثنين بنتيجة الانتخابات في الشطر الشمالي. وعنونت فيليلفثيروس ابرز صحيفة قبرصية يونانية "لقد طويت صفحة مع وصول اكينجي" فيما عنونت صحيفة بوليتيس المستقلة ان النتيجة "ربيع ثان".

لكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وجه الاثنين انتقادات مباشرة الى الزعيم القبرصي التركي الجديد آخذا عليه تسرعه بالاعلان عن رغبته بالتحرر من الهيمنة التركية على القسم الشمالي من الجزيرة.
وقال اردوغان موجها كلامه الى اكينجي "السيد الرئيس لا ينتبه كثيرا الى ما يقوله" مؤكدا ان تركيا عازمة على ابقاء سيطرتها على هذا القسم من قبرص.

وكان اكينجي دعا بعيد فوزه الى تمكين القبارصة الاتراك من "ادارة مؤسساتهم بانفسهم" قائلا ان علاقة تركيا و"جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من جانب واحد يجب ان تكون على اساس "الاخوة، وليس علاقة ام بولدها".

وتساهم انقرة في ثلث ميزانية "جمهورية شمال قبرص التركية" التي اعلنت في العام 1983 وهي تمول غالبية مشاريع البنية التحتية. وقبرص مقسومة الى شطرين منذ الاجتياح التركي في العام 1974 للشمال ردا على انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بهدف الحاق الجزيرة باليونان.

ويفصل بين شطري قبرص خط لوقف اطلاق النار تراقبه الامم المتحدة منذ 1974 عندما اجتاحت القوات التركية الثلث الشمالي للجزيرة. وسبق ان عرضت الامم المتحدة عدة مبادرات سلام فشلت جميعها، وخصوصا خطة كوفي انان الامين العام السابق للامم المتحدة، التي وافق عليها القبارصة الاتراك ورفضها القبارصة اليونانيون في 2004.
&