الفن لا حدود له، جامح بقدر جموح المخيلة والقدرة على الإبداع، لكنه في بعض الاحيان يتخطى الغرابة ويصل حد الجنون. وأبرز مثال على ذلك فنانون قرروا أن تكون أعمالهم عبارة عن استحمام في الدم والطين وشرب البول.

بيروت: قد تكون حركة الأكشنيست "Actionists" في فيينا أحد الأنواع الأكثر راديكالية في الفن المعاصر الطليعي، وهي محور معرض جديد في مدينة فيينا التي تعتبر المنشأ الأول لهذا النوع من الفنانين.

ظهرت الحركة في الستينيات جزءًا من الفن القائم على الأداء الجديد، والذي انشق عن حدود اللوحة التقليدية واستخدام الجسم على حد سواء. لكن هذه التعبيرات الغربية والجامحة التي وصلت إلى حد إيذاء الفنانين لأنفسهم، أدت إلى اختفاء "الأكشنيست" من فيينا ودخول بعض فنانيها إلى السجن.

لا تسامح

تقول إيفا بادورا تريسك، القيمة على معرض "جسدي" My Body الجديد الذي حط رحاله في متحف فيينا للفنون الحديثة: "كان صعبًا أن تتسامح فيينا مع الفنانين الذين أرادوا تخطي واختراق كل الحدود ومواجهة الواقعين الجسدي والنفسي على حد سواء"، وهذا يعني أن الحركة الفنية الغريبة والجامحة عادت لتثبت نفسها من جديد على الساحة الفنية، ولتضع أسماءً جديدة ف هذه القائمة، إلى جانب مشهورين أمثال العضو الرئيسي للحركة أوتو مويل، وهيرمان نيتش، وغونتر بروس، ورودولف شووركزوغلر، الذين اعتادوا سلخ جلود الحيوانات وتقييدها إلى أجسادهم وغمسها في الطين.

ومويل هو صاحب سلسلة "الطبيعة الصامتة" الذي ألصق أجزاء الحيوانات إلى جسمه ليعطي الانطباع بوجود جثة مقطعة الأوصال فوق جسده.

وتقول تريسك: "على الرغم من أن فنانو الأكشنيست بعيدون كل البعد عن القيم التقليدية، إلا أن فنهم يبقى متقنًا ومدروسًا بشكل جيد ودقيق. انه امتداد لمجال الرسم انما بشكل أكثر راديكالية".

كسر المحرمات

وفيينا، التي تعرف أيضًا بأنها بمدينة سيغموند فرويد والمفكرين الراديكاليين الآخرين، شهدت فنونًا كسرت الكثير من المحرمات في أوائل القرن العشرين، عندما صدم فنانون مثل غوستاف كليمت، وأوسكار كوكوشكا، وإيغون شيل، العالم بأعمال فنية جنسية صريحة.

ويشار إلى أن المعرض يقارن الحركة الفنية في فيينا مع التطورات الأخرى في الفن على أساس الأداء والعمل، ويضم مجموعة واسعة من الفنانين العالميين من يوكو أونو لمارينا ابراموفيتش وغيرهم الكثير.