تحاول الاحزاب السياسية دومًا ابتكار ملصقات دعائية تزيد من شعبيتها في الانتخابات، وفي هذا التقرير يتم استعراض افضل 10 ملصقات جرى تداولها في بريطانيا.

مع انطلاق الحملة الانتخابية رسميا في بريطانيا قبل توجه البريطانيين إلى صناديق الاقتراع في 7 ايار/مايو المقبل نُشرت ملصقات دعائية من حملات انتخابية سابقة كانت لها أصداء واسعة لا سيما وانها كانت ثمرة التقاء السياسة بفن الإعلان. أدناه عشرة من أفضل هذه الملصقات.

تعرفون أن حكومة العمال تعمل ـ 1966
&
كان هذا ملصقا استراتيجيا ذكيا لحزب العمال. &فهو لا يقدم أي وعود ولا يثير أي مخاوف. ولكن التصميم الخلاق والجريء يحمل رسالة مؤثرة. وكان زعيم حزب العمال هارولد ولسن أحدث انقلابا في دائرة الاعلام والاتصالات في الحزب بتعيين "ثلاثة حكماء" بينهم خبير بالإعلانات.
&
وأضفى الثلاثة حيوية على الدعاية الحزبية مقدمين صورة جديدة لحزب العمال بدلا من صورته التقليدية القديمة. &وبعد عشرين عاما عُين بيتر ماندلسون مسؤول الاتصالات في الحزب ونبش ماندلسون ارشيف الحكماء الثلاثة عسى أن يستمد منه الإلهام.&
&
ونقلت صحيفة الغارديان التي نشرت الملصقات عن ماندلسون قوله إن الملصق الذي يخاطب الناخبين قائلاً "تعرفون أن حكومة العمال تعمل" اصبح أساس التغييرات التي اجراها على صورة الحزب. &
&
حزب العمال لا يعمل ـ 1978
&
في البداية رفضت مارغريت ثاتشر طبع ملصق يحمل هذه العبارة قائلة لتيم بيل رئيس مجلس ادارة شركة ساتشي اند ساتشي وقتذاك "أنت تعرف حق المعرفة انك يجب ألا تذكر ابدا اسم الجانب الآخر في ملصقك!". وأوضح بيل بأدب أن العبارة تورية تحمل معنى مزدوجا. فردت ثاتشر "انه لا يمكن ان يكون ملصقا صالحا لأني لا أفهمه!".
&
وقال زعيم حزب العمال دنيس هيلي ان الملصق جريمة احتيال عندما علم أن أشخاصا يقفون في طابور العاطلين كانوا في الحقيقة اعضاء في منظمة الشباب التابعة لحزب المحافظين. واستمر السجال طيلة اسابيع. &وقدر بيل أن الضجة التي أُثيرت حول الملصق تعادل ما قيمته وقتذاك 5 ملايين جنيه استرليني من الدعاية المجانية. وكان الملصق بداية شهر عسل مديد بين المحافظين وشركة ساتشي ساعد المحافظين على الفوز في الانتخابات الأربعة التالية وأصبحت الشركة خلاله عملاقا عالميا. &
&
المعركة الحقيقية من أجل بريطانيا ـ 1979
&
تميل الدعاية السياسية مثلها مثل رسوم الكاريكاتير السياسية إلى الاستغراق في مماثلات بصرية غير مفهومة. وتُحشر قضايا معقدة في الملصقات بحيث لا يكون الناخب مقتنعا أو نافرا بل مرتبكا ومشوشا لا أكثر.&
&
ولاقى الديمقراطيون الأحرار دائما صعوبة في انتاج ملصقات ناجحة لأسباب منها عدم توفر الموارد المالية الكافية. &وقال الصحافي والفنان سام ديلاني في صحيفة الغارديان إنه عثر على هذا الملصق خلال البحث لكتابه الأخير عن السياسة البريطانية والإعلان وانه فُتن به. ويضيف أن هناك شيئا غريبا في الملصق يؤهله للانضمام الى أفضل عشرة ملصقات. &
&
إذا أردتم تنحيتي يجب ان تتمتعوا بحق التصويت على تنحيتي ـ 1984
&
مصمم هذا الملصق رجل الاعلان جون ويبستر الذي تعاقد عمدة لندن السابق كين ليفنغستون مع وكالته الاعلانية لاطلاق حملة ضد الغاء مجلس لندن الكبرى في عام 1984.
&
وفي حين أن الحملة لم تنقذ ليفنغستون فانها حولت قضية محلية إلى موضوع للنقاش الوطني. كما أنها أحدثت تغييرا في النظرة إلى الإعلان وأظهرت أن الاعلان يمكن ان يصبح قوة من اجل التغيير الاجتماعي. واصبحت وكالة بي أم بي التي يملكها ويبستر الوكالة الاعلانية الرئيسية لحزب العمال طيلة عشر سنوات. &
&
سياسة حزب العمال بشأن الأسلحة ـ 1987
&
بحلول عام 1987 استقال تيم بيل من شركة ساتشي اند ثاتشي، ولكن ظلت كلمته مسموعة عند ثاتشر. &وشاعت الفوضى في إدارة الحملة الانتخابية لحزب المحافظين حين كان رئيس الحزب نورمان تيبيت يعمل مع شركة ساتشي اند ساتشي وثاتشر تعمل مع رئيس الشركة المستقيل تيم بيل.&
&
وحدث تسابق بينهما على تصميم الملصق الأفضل. وفي النهاية فاز ملصق ساتشي. &إذ ظهر زعيم حزب العمال نيل كينوك في مقابلة تلفزيونية قائلا إنه في حال وقوع غزو سوفياتي سيدعو البريطانيين إلى مقاومته بحرب العصابات. &وكان تصريحه هدفا مفتوحا وفرصة لا تفوت لمصممي شركة ساتشي. &
&
قنبلة العمال الضريبية ـ 1992
&
قال جريمي سنكلير المدير في شركة ساتشي اند ساتشي لمدير حملة حزب المحافظين شون وودورد في عام 1992 "انك في هذه اللعبة إما تَقتل او تُقتَل". &وأوضح وودورد ان زعيم المحافظين الجديد جون ميجور لا يريد حملة دعائية سلبية. &فرد سنكلير "لا ضير إذ كنت لا تمانع الهزيمة".&
&
وقدر خبراء الحزب ان وعود حزب العمال في مجال الانفاق العام تكلف 35 مليار جنيه استرليني. &وقام سنكلير عمليا "بتقسيمها على عدد دافعي الضرائب في بريطانيا". &ولعل العملية الحسابية لم تكن دقيقة، ولكنها اتاحت لشركة ساتشي ان تصمم ملصقا متميزا للحملة حدد الأجندة المطروحة بأكملها حتى يوم الاقتراع. &
&
بلايرBliar ـ 1999
&
تعاقد المحافظون الاسكتلنديون في الانتخابات البرلمانية الاسكتلندية عام 1999 مع وكالة اعلانية معروفة انتجت سلسلة من الملصقات المشهود لها بينها ملصق "بلاير"، وهي مفردة تجمع بين كلمة بلير Blair اسم رئيس الوزراء وكلمة "كاذب" liar بالانكليزية وذلك احتجاجا على زيادة رسوم التعليم. &
&
كما طُبع الإعلان في ملصقات صغرى وشارات ليستخدمها الطلاب المحتجون. &ودخلت المفردة لاحقا القاموس الشعبي لأسباب مختلفة، لا سيما بالارتباط مع مشاركة بريطانيا في حرب العراق. واسفرت الانتخابات الاسكتلندية عن فوز المحافظين بثمانية عشر مقعدا في اسكتلندا التي لم يكن لهم وجود فيها من قبل. &
&
كونوا خائفين، كونوا خائفين جدا ـ 2001
&
كان الاعلانيون الذين يتعامل معهم حزب العمال دائما يشعرون بانهم يلهثون وراء نظرائهم في شركة ساتشي التي تتعامل مع المحافظين. ولكن بلير بادر إلى تجنيد تريفور بيتي الذي له تصاميم وملصقات اعلانية مشهورة. &وسرعان ما أخذ العمال يفوزون على المحافظين في لعبتهم ذاتها.&
&
وقال بيتي لتوني بلير عندما عرض الملصق الذي يظهر فيه زعيم المحافظين وليام هيغ بشَعر ثاتشر "إن هذه ستكون الصورة الأكثر ايقونية في هذه الحملة". &وابدى بلير في البداية خشيته من افتقار الملصق إلى الجدية، لكنه بدأ يضحك. &وقال مدير الاتصالات الستير كامبل إن هذا يبين فاعلية الملصق. &"فالناس تنظر اليه، وتبتسم لكنه يوجه رسالة سلبية قوية". &
&
يوم تتطابق ارقام المحافظين مع الواقع ـ 2005
&
قال الستير كامبل إن حزب العمال قرر أن يعلن عن مبادرة بدعوة الأعضاء الى اقتراح أفكار لملصقات. وكان الملصق أعلاه هو الفائز فأُلصق على جانب شاحنة وعقد الحزب مؤتمرا صحافيا لاطلاقه. ولكن المبادرة كانت ذات مردود عكسي.
&
إذ اشار مدون محافظ الى ان الملصق معاد للسامية لأن المسؤولَين المحافظَين اللذين يظهران فيه كلاهما يهوديان. &وافترضت الصحافة ان الخبير الاعلاني بيتي "صمم الملصق وغفا على عتبة بيته". &وحين اتصل بيتي الذي شعر بالقلق طالبا نصيحة كامبل اجابه ان يقول للصحافة ان تخرس وتبحث عن شيء مهم تغطيه. &
&
صوتوا للمحافظين ـ 2015
&
تنقل صحيفة الغارديان عن جريمي سنكلير المدير في شركة ساتشي اند ساتشي قوله "إن الملصقات ستكون دائما مهمة، لأنه إذا كنتَ لا تستطيع إيصال رسالتك بخمس أو ست كلمات فالأرجح أن رسالتك ليست صحيحة أصلا". وهذه المرة تمكن فريق ساتشي من توجيه رسالة بلا أي كلمات. &
&
واعتبر الصحافي والفنان سام ديلاني انه الملصق الأفضل حتى الآن في الحملة. &فهو برأيه يعبر عن رسالة واضحة وقوية بصورة واحدة تفرض نفسها. وما إذا كان الخوف من ائتلاف بين الحزب القومي الاسكتلندي وحزب العمال قضية كبيرة حقا بحيث يشكل&موضوعا لأفضل المواد الدعائية فان هذا أمر مشكوك فيه، بحسب ديلاني. &ولكن المفترض ان فريق ساتشي درس القضية قبل تصميم الملصق. &
&