كرّ وفرّ ومعارك ضارية في مخيم اليرموك الدمشقي، بعد استماتة مقاتليه في صد هجوم داعش، خوفًا من مجازر أكيدة إن سيطر التنظيم على المخيم.

&
تمكن مقاتلو مخيم اليرموك من صد هجوم جديد لداعش، بعدما تسلل إليه الخميس، بتواطؤ مع جبهة النصرة التي وفرت المرور لعناصر داعش عبر حواجزها بغية اجتياح عدد من المحاور داخل المخيم، انطلاقاً من الحجر الأسود ووصولًا إلى شارع المدارس والعروبة والثلاثين وصفد، ما مكنه من السيطرة على مشفى فلسطين.
&
وقالت صحيفة "المستقبل" اللبنانية إن كتائب "أكناف بيت المقدس" وقوامها من المقاتلين الفلسطينيين من أبناء المخيم تولت مهمة صد الهجوم، فدارت اشتباكات عنيفة كان أشدها في منطقة دوار فلسطين، ما اضطر داعش إلى التراجع. وبالتوازي مع تلك الاشتباكات، قصف النظام المخيم بالمدفعية الثقيلة من مطار المزة العسكري، ما حد من حركة فصائل الجيش الحر لرد داعش.
&
ورجح مصدر للمستقبل أنه لو تسنى لداعش حكم المخيم هذه المرة، فسيؤدي ذلك إلى مجازر بحق المدنيين بتهمة دعم الجيش الحر، فيما سيجد النظام ذريعة لتدمير ما تبقى منه بشكل كامل بحجة منع تقدم المجموعات الإرهابية نحو دمشق، ما يهدد حياة 20 ألف مدني ما زالوا داخل المخيم بسبب الحصار. ورد المصدر تواطؤ النصرة مع داعش إلى العداء الذي تضمره للجيش الحر، خصوصًا أن النصرة أجبرت قبل أيام على الخروج من مناطق ببيلا ويلدا وبيت سحم المجاورة، بعد مواجهات مع لواء شام الإسلام، إثر تماديها في تجاوزاتها ضد المدنيين.
&
نحو دمشق
قال القيادي في الجيش السوري الحر العميد ابراهيم الجيباوي لصحيفة "عكاظ" السعودية إن التطورات الميدانية في سوريا تشير إلى أن قوات المعارضة في طريقها الى دمشق، "ففصائل الجيش الحر في المنطقة الجنوبية توحدت تحت مسمى الجبهة الجنوبية، وتعتمد خططًا عسكرية استراتيجية وتكتيكية لمقارعة نظام الأسد والاحتلال الايراني والميليشيات العراقية واللبنانية بفكر عسكري كبير".
&
أضاف الجيباوي: "نعمل على فتح الطريق باتجاه الغوطة، خاصة بعد توحد قوات المعارضة في هذه المنطقة ضمن جبهة واحدة لفتح معارك في كل منطقة، وتأسيس غرف عمليات ومشاركة اكثر من 10 فصائل في المعركة الواحدة بقيادة واحدة وخطة واستراتيجية واحدة".
&
وأشار الى أن حملة حزب الله في درعا فشلت، إذ أخفق في التقدم باتجاه الهدف الذي رسمه لنفسه نتيجة توحد صفوف المعارضة وقدرتها على التصدي لخطط الحزب والميليشيات التابعة لايران.
وحول دخول داعش مخيم اليرموك، قال الجيباوي: "عندما نقول داعش في اليرموك، فهذا يقودنا الى جملة من التساؤلات منها: كيف استطاع داعش ان يدخل الى حزام دمشق وما يقارب قلب العاصمة؟ فلو لم يكن هناك تسهيل وفتح طرقات من قبل قوات الاسد لن يستطيع الدخول بشكل مطلق، وهو ما يؤكد مجددًا أن داعش الارهابي جزء من النظام ويقوم بتنفيذ كل ما يطلب منه".
&
نصيب آخرها
إلى ذلك، يجد النظام السوري نفسه محاصرًا من كل اتجاه، بعد سيطرة المعارضة السورية المسلحة، بفصائلها المختلفة، على معظم المعابر البرية التي تصل سوريا بالدول المجاورة.
فمع الأردن، سيطر الجيش الحر والفصائل الاسلامية وجبهة النصرة على معبر نصيب الأربعاء، الذي يقابله معبر جابر من الناحية الأردنية، بعد طرد عناصر النظام السوري منه. وفي معبر الجمرك القديم – الرمثا، تسيطر جبهة النصرة وفصائل المعارضة الإسلامية منذ تشرين الثاني (أكتوبر) 2013 بعد معارك مع قوات النظام.
ومع العراق، سيطر الجيش الحر على معبر البوكمال السوري، الذي يقابله معبر القائم من الجانب العراقي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، ثم سيطر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) على مدينة البوكمال ومعبرها الوحيد مع العراق في تموز (يوليو) 2014. وفي معبر اليعربية – ربيعة بالحسكة، سيطر الجيش الحر في تموز (يوليو) 2012، قبل استعادته سريعًا من النظام، ليتبادل الأخير السيطرة عليه في العام الماضي مع داعش مرات عديدة، إلى ان&سيطرت عليه قوات البيشمركة الكردية وفصائل كردية سورية مسلحة في تشرين الأول (أكتوبر) 2014، وما زال في يدها.
ويبقى معبر التنف – الوليد الوحيد مع العراق الذي يسيطر عليه النظام. إلا أن داعش يسيطر على الوليد، الجانب العراقي من المعبر، لذلك هو متوقف عن العمل.
&
لبنان فقط
يبقى للنظام السوري معابر مفتوحة فقط مع لبنان، وهما معبران رئيسان في العريضة وجديدة يابوس، ومعابر ثانوية في الدبوسية وجوسية والعبودية وجسر القمار، رغم سيطرة المعارضة على بعضها لفترات متقطعة.
فعلى الحدود التركية - السورية، البالغ طولها 900 كيلومتر، 13 معبرًا بعضها مغلق من الجانب التركي، مثل معبري كسب في اللاذقية، والقامشلي في الحسكة، وما زالا تحت سيطرة النظام، بينما تدير المعارضة السورية معبري باب السلامة في حلب، وباب الهوى في إدلب، ويتحكم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بمعبري تل شعير في عين العرب (كوباني) التابعة لحلب، ورأس العين في الحسكة، ويسيطر داعش على معبري تل أبيض في الرقة وجرابلس في حلب، وهما مغلقان رسميًا.
مع هضبة الجولان، ثمة معبر وحيد هو معبر القنيطرة، سيطرت عليه جبهة النصرة والفصائل الإسلامية وكتائب الجيش الحر في آب (أغسطس) 2014.
&
هجوم في ريف السويداء
ميدانيًا، اندلعت اشتباكات عنيفة فجر&أمس الجمعة بين الثوار والنظام قرب قرية براق، على طريق عام السويداء – دمشق، في ريف السويداء الشمالي، إثر هجومٍ شنه الثوار على حواجز النظام في المنطقة، انطلاقًا من منطقة اللجاة، التابعة لمحافظة درعا.
وأكدت مصادر المعارضة تكبيد الثوار قوات النظام خسائر في الأرواح والسلاح، كما أعلنت صفحات التواصل الاجتماعي الموالية للنظام السوري عن مقتل عنصرين من قوات النظام ينحدران من ريف اللاذقية، وآخر من محافظة السويداء خلال الاشتباكات الأخيرة، كما تسببت الاشتباكات بإصابة عشرة مقاتلين على الأقل من قوات النظام.
وقالت وسائل إعلام النظام السوري إن طريق دمشق – السويداء مقطوع &اعتبارًا من حاجز قرية المسمية، بسبب عنف الاشتباكات في المنطقة.
&
رد الاعتبار
في ريف حماة الشمالي، أسس الثوار الخميس غرفة عمليات عسكرية لقيادة المعارك ضدّ النظام، أطلقوا عليها اسم "رد الاعتبار"، بحسب بيانٍ مشترك أصدرته الفصائل المشاركة في الغرفة.
وأعلن المكتب الإعلامي لفيلق الشام أن معارك ريف حماة الشمالي بدأت& منذُ مساء الخميس بهجوم للفصائل المشاركة في غرفة "رد الاعتبار" على حاجز تل الحماميات غرب كفرزيتا في ريف حماة، بعد استهدافه بعشرات الصواريخ وقذائف الهاون والمدفعية.
&
ونقلت التقارير الميدانية أن النظام رد بقصف جويّ ومدفعي وصاروخي على مدينتي اللطامنة وكفرزيتا القريبتين من مناطق الاشتباك، وباستهداف المدنيين في المدينة بالبراميل المتفجرة وبعشرات الصواريخ.
الفصائل والتنظيمات التي أعلنت مشاركتها في غرفة "رد الاعتبار" هي كتائب وتشكيلات حركة أحرار الشام الإسلامية، وفيلق الشام، وتجمّع صقور الغاب، وتجمّع العزة، والفرقة 13، ولواء مجاهدي الشام، إضافةً إلى عدد من الكتائب والألوية العاملة في ريف حماة الشمالي.
&