دعا اليمن، روسيا القيام بواجبها تجاه اليمن والمجتمع الدولي، بالضغط على "جماعة أنصار الله" (الحوثيين) وأنصار الرئيس السابق على عبدالله صالح، بما تملكه من نفوذ دولي، لوقف الهجمات التي يخوضونها ضد الشعب اليمني.


نصر المجالي: قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين في حديث لوكالة (سبوتنيك)، السبت، عبر الهاتف من العاصمة السعودية الرياض، إن على روسيا قبل أن تتقدم بقرار لمجلس الأمن بإجراء هدنة إنسانية، أن "تضغط بكل ما تملكه من نفوذ على جماعة الحوثيين وجماعة صالح، بأن يوقفوا إطلاق النار على الأرض والمواجهات العنيفة ضد المدنيين في اليمن"، واصفاً ذلك "بالغزو الحوثي" لمدينة عدن والمدن اليمنية الاخرى.

وتزامنا، وصل رئيس الوزراء اليمني المستقيل خالد بحاح إلى العاصمة الرياض مساء اليوم السبت. وكان بحاح قد فرضت عليه الإقامة الجبرية من قبل ميليشيات الحوثي، قبل أن يرفعوها عنه في منتصف مارس (آذار) الماضي.

وأعلن حينذاك أنه بعد التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين وبجهد وتنسيق مع المبعوث الأممي جمال بن عمر ودعوات دولية، تم الاتفاق على رفع الإقامة الجبرية عنه وعن عدد من الوزراء الذين فرضت عليهم منذ التاسع عشر من يناير (كانون الثاني) الماضي.

لا فرض للواقع

وإلى ذلك، شدد وزير الخارجية اليمني على أنه يجب على روسيا ألا تعطى وقتاً للحوثيين وجماعة صالح بأن يفرضوا واقعاً على الأرض لصالحهم، وطالبها، بشكل عاجل وفوري ورسمي، بضرورة الضغط لوقف كل المعارك على الأرض قبل الدخول في "دوامة الهدنات الانسانية".

وأضاف ياسين "نريد أن نوصل رسالة الى السلطات الروسية من خلال "سبوتنيك"، أننا نهتم بالجانب الإنساني، وضرورة الإجراءات الإنسانية العاجلة، لكن في الوقت نفسه ننتظر منهم أن يكون لديهم قوة للضغط ووقف الصراعات على الارض".

وحول العمليات العسكرية، قال ياسين إن المواجهات مازالت مستمرة في جنوب اليمن وأن عدن تشهد في الوقت الحالي هجوماً برياً من قبل "قوات صالح"، في محاولة منهم لاحتلال المؤسسات وضرب البني التحتية& للمدينة، مضيفاً بأن صالح وأنصاره يخوضون حرباً انتقاميه ضد عدن وسكانها.

مفاوضات صعبة مع روسيا

وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا، اليوم السبت، بشأن اليمن بعد أن دعت البعثة الروسية لدى هيئة الأمم المتحدة إلى عقد جلسة مشاورات مغلقة لبحث اقتراح لإعلانإرساء "هدنات إنسانية" في اليمن حيث تمكن التحالف الذي تقوده السعودية من عرقلة تقدم المتمردين الحوثيين بينما سيطر تنظيم القاعدة على مدينة كبرى في الجنوب.

وأجرت دول الخليج العربية مفاوضات صعبة مع روسيا حيث تخشى هذه الدول استخدام روسيا لـ(الفيتو) في اليومين الماضيين حول مشروع قرار في الأمم المتحدة يفرض عقوبات وحظرا على بيع الأسلحة إلى اليمن.

الحوار السياسي

ويدعو مشروع القرار إلى إعادة إطلاق الحوار السياسي الذي انهار بعد سيطرة ميليشيات الحوثيين في اليمن على العاصمة صنعاء، وإجبار الرئيس عبدربه منصور هادي على المغادرة إلى عدن واتخاذها عاصمة مؤقتة.

ولا تسعى الدول الخليجية إلى استصدار قرار يدعم هجمات التحالف التي جاءت استجابة لطلب الرئيس اليمني الشرعي للبلاد، بحسب دبلوماسيين.

إلا أن سعي الدول الخليجية لفرض عقوبات وحظر دولي على الأسلحة يستهدف الحوثيين اصطدم بمعارضة شديدة من روسيا التي تقيم علاقات ودية مع إيران.

وتتهم السعودية إيران بدعم الحوثيين في سيطرتهم على السلطة في إطار مساعيها لتوسيع نفوذها في المنطقة.
وكان دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي طلب عدم الكشف عن هويته، قال إن "دول مجلس التعاون الخليجي ستحتاج الآن إلى بذل جهود كبيرة جدا لإقناع الروس".

عرض تعديل

وخلال المفاوضات عرضت روسيا تعديل مشروع القرار بحيث يوسع حظر الأسلحة ليطال جميع الأطراف، بما فيها قوات هادي المشاركة في النزاع، بحسب دبلوماسيين.

كما عارضت موسكو فرض عقوبات واسعة على الحوثيين، وطلبت تقديم قائمة بأسماء قادة المتمردين الذين يمكن استهدافهم بحظر السفر وتجميد الأرصدة.

وأكد اليكسي زايتسيف، المتحدث من بعثة روسيا في الأمم المتحدة وجود "مشاكل" تتعلق بمسودة القرار، إلا أنه لم يكشف عن تفاصيل.