تزامنا مع استمرار الائتلاف، الذي تقوده السعودية، في قصف مواقع ميليشيا الحوثيين المدعومين من قبل إيران في اليمن، بدأ الصراع يتحول إلى حرب بالوكالة، من أجل إثبات التفوق الإقليمي بين القوتين الكبيرتين: الرياض وطهران.


أشرف أبوجلالة: في تقرير لها، رصدت مجلة دير شبيغل الألمانية حقيقة حالة التنافس القائمة بين الجانبين في ما يتعلق بفرض السيطرة في المنطقة وكذلك إثبات الوجود.

أضرار جانبية
استهلت المجلة بنقلها عن فتاة يمنية، تدعى رنيم، وهي تقيم في تلك الأثناء لدى صديقة لها تدعى نينا عقلان، لتخوفها من استهداف منزلها القريب من مبنى وكالة المخابرات الداخلية في اليمن قولها: "تصورنا في البداية أنهم قد يقصفونا لمدة ليلة أو ليلتين. لكن الأوضاع استمرت في التفاقم".

بالاتساق مع ما خلّفته تلك الحرب حتى الآن من أضرار في بعض المنشآت، التي لا تربطها أية صلة بتلك الأحداث الراهنة، مثل مصنع الأسمنت، والمصنع الخاص بمنتجات الألبان، ومخيم اللاجئين، وسقوط ما يقرب من 90 قتيلاً، قالت نينا عقلان: "أي نوع من أنواع الحروب تلك الحرب القائمة الآن؟، ولما هي قائمة من الأساس؟".

وأعقبت المجلة بقولها إنه لا يوجد أي ارتباط مباشر بين أعمال القتال الدائرة في اليمن وبين الاتفاق الشامل، الذي تم التوصل إليه بشكل مفاجئ بين الغرب وإيران بخصوص برنامج البلاد النووي مساء يوم الخميس الماضي. ومضت تقول إنه وبعيدًا عن إسرائيل، فإن أكثر دولة توجد لديها شكوك بخصوص ذلك الاتفاق هي السعودية. فعقب وقوع التطورات نفسها في كل من سوريا والعراق، جاء الصراع في اليمن ليبدو على نحو متزايد كما لو كان حربًا بالوكالة بين كل من الرياض وطهران.

صراع نفوذ
تابعت المجلة بتأكيدها على أن كلا العاصمتين تصارعان من أجل الظفر بالتفوق في المنطقة، سواء السعودية، التي يراقب حليفها الغربي التقليدي، الولايات المتحدة، ما يدور من أحداث بعصبية، وبدأ يتراجع ببطء، أو إيران، التي بدأت في فرض نفوذها في المنطقة أخيرًا، والتي اتخذت لتوها خطوة تاريخية بالتقارب مع الولايات المتحدة وحلفائها.

وأعقبت المجلة بقولها إن تدخل السعودية في اليمن لم يكن فقط، كما أعلنت في البداية، لرغبتها في حماية أمنها الخاص، وإنما لمواجهة منافستها الأيديولوجية في المنطقة، خاصة وأن ذلك الصراع السني – الشيعي جاء يشكل تهديدًا جادًا عليها كما اليمن.

&
&