بدأت منظمات المجتمع المدني للأتراك الأميركيين، حملة في الولايات المتحدة، ضد المزاعم الأرمنية بارتكاب الدولة العثمانية إبادة جماعية بحق الأرمن العام 1915.


تنظم الحملة لجنة توجيهية، شكلتها 145 منظمة مجتمع مدني تركية أميركية، وبدأت أولى خطوات الحملة بتعليق لافتات عملاقة في عدد من محطات المترو، وخطوط الحافلات في العاصمة واشنطن، تحمل جملة "وحّدنا ولا تفرقنا".
&
وتنتقد الولايات المتحدة على الدوام موقف تركيا بعدم الاعتراف بالمجازر ضد الأرمن، وتطالبها بالاعتذار، لكن حكومة أنقرة ترفض ذلك.
&
إبادة عرقية&
&
وقبل عام، وافقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي على مشروع قرار ينص على الاعتراف بأحداث عام 1915 على أنها "إبادة عرقية ضد أرمن الأناضول"، حيث تم تمرير المشروع الذي تقدم به رئيس لجنة العلاقات الخارجية الديمقراطي "روبرت منينديز" بموافقة 12 نائباً مقابل رفض 5 فقط.
&
وحسب وكالة (الأناضول)، فإنه في إطار الحملة ستعلق لافتات مشابهة خلال الأيام المقبلة في عدة نقاط في نيويورك، وتكساس، وماساتشوستس، كما ستعمل الحملة على عرض مقترحات لصالح تركيا، على مجالس ولايات تكساس، وإلينوي، ونيوجرسي.
&
وينظم أتراك الولايات المتحدة، يوم 24 أبريل (نيسان)، الذي يعتبره الأرمن الذكرى السنوية لأحداث عام 1915، مسيرة في واشنطن تحت شعار "السلام والتضامن"، بهدف إنشاء جسور للصداقة بين الأتراك والأرمن.
&
&ويقول الارمن إن نحو 1,5 مليون من شعبهم قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى على أيدي القوات العثمانية في حملة (إبادة جماعية)حسب وصفهم.&
&
في حين ترفض تركيا هذا التوصيف لعمليات القتل التي جرت في 1915 و1916، وتقول إن ما بين 300 ألف و500 ألف أرميني& اضافة الى عدد مماثل على الأقل من الأتراك ماتوا حينما انتفض الأرمن ضد الحكم العثماني وانحازوا للقوات الروسية.
&
دعوة بحث تاريخية&
&
وكان جيل جيج رئيس البرلمان التركي، عبر عن استعداد بلاده لمواجهة تاريخها، داعياً العلماء والمؤرخين وكل المطلعين في ما يتعلق بأحداث العام 1915 "ومزاعم الإبادة الجماعية بحق أرمن الأناضول إلى البحث والتمحيص وتقديم ما لديهم".&
&
وإلى ذلك، فإن مسيرة الأتراك الأميركيين ستبدأ أمام البيت الأبيض، وتنتهي أمام مقر السفارة التركية في واشنطن، التي اعتاد الأرمن على احتلال الرصيف المقابل لها في 24 أبريل (نيسان) من كل عام والتظاهر ضد تركيا.&
&
ويبدأ الأتراك الأميركيون اعتبارا من يوم 14 أبريل (نيسان) الجاري، المناوبة أمام السفارة التركية، طوال ساعات اليوم، لعدم تمكين الأرمن من التجمع أمامها.
&
وأطلقت اللجنة التوجيهية موقعًا على الإنترنت، لمواجهة الدعاية الأرمنية، تحمل شعار "دعوا التاريخ يحكم"، "Let History Decide"، كما ستطلق يوم 18 أبريل المقبل على موقع تويتر هاشتاغ #lethistorydecide.
&
مشروع قرار&
&
وقدم النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا كورت كلاوسون، مشروع قرار للكونغرس الأميركي خلال الأيام الماضية، يدعو للنظر إلى أحداث عام 1915 بطريقة بناءة، وعدم الاكتفاء بوجهة النظر الأرمنية.
&
ودعا كلاوسون الرئيس الأميركي باراك أوباما، إلى تكوين فريق عمل لدراسة أحداث عام 1915، بشكل محايد، وبناء، في سبيل إقامة علاقات تركية أرمينية دائمة.
&
يذكر أن الأرمن يطلقون بين الفينة والأخرى نداءات تدعو إلى تجريم تركيا وتحميلها مسؤولية مزاعم تتمحور حول تعرض أرمن الأناضول إلى عملية إبادة وتهجير على يد الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى، أو ما يعرف بأحداث عام 1915، كما يفضل الجانب الأرمني التركيز على معاناة الأرمن فقط في تلك الفترة، وتحريف الأحداث التاريخية بطرق مختلفة، ليبدو كما لو أن الأتراك قد ارتكبوا إبادة جماعية ضد الأرمن.
&
وفي المقابل، إقترحت تركيا، على لسان حكومتها منذ مطلع الألفية الثالثة، تشكيل لجنة من المؤرخين الأتراك والأرمن، لتقوم بدراسة الأرشيف المتعلق بأحداث 1915، الموجود لدى تركيا وأرمينيا والدول الأخرى ذات العلاقة بالأحداث، لتعرض نتائجها بشكل حيادي على الرأي العام العالمي أو الى أي مرجع معترف به من قبل الطرفين، إلا أن الإقتراح قوبل برفض من ارمينيا التي تعتبر إدعاءات الإبادة قضية غير قابلة للنقاش بأي شكل من الأشكال.&
&