يحصّن الجيش اللبناني مواقعه ضد المجموعات "الإرهابية" في البقاع الشمالي، وقد انتقل من موقع الرد على تلك المجموعات إلى موقع الهجوم المباشر.

بيروت: ترد التقارير الأخيرة عن وضعيّة الجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب وتشير إلى أنه حصّن مواقعه في البقاع الشمالي وأصبح في موقع الهجوم وليس الرد فقط.

يؤكد النائب فادي كرم (القوات اللبنانيّة) لـ"إيلاف" أن وضعيّة الجيش اللبناني الحالي، أي الهجوم بدل الدفاع كانت متوقعة، حتى لما كان هناك فريق يشكك بقدرة الجيش على حماية الحدود ولبنان، وكان يدعو هذا الفريق إلى الأمن الذاتي ويسلّح بعض الأفرقاء في الداخل تحت حجة الدفاع عن لبنان، ولكن الجيش اللبناني أثبت كما كنا متوقعين أنه القادر والوحيد الذي يستطيع أن يحمي اللبنانيين من دون استثناء، واليوم بالفعل اعتُبر الجيش اللبناني حتى من قبل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب ومن قبل جميع الدول في العالم، اعتبر الجيش اللبناني هو الأفضل لمحاربة الإرهاب، وتتثبت قدرته على التماسك وعلى طرد الإرهابيين عن الأراضي اللبنانيّة، يومًا بعد يوم ويبرهن على بسالة كبيرة، وهو جيش قتالي بامتياز مزود بالسلاح والذخيرة وقادر على حسم المعارك وليس فقط الدفاع عن مراكزه.

أما النائب السابق اسماعيل سكرية (8 آذار) فيعتبر في حديثه ل"إيلاف" أن الخطر من المجموعات "الإرهابية" خفّ على لبنان، وكل ضربة يوجهها الجيش لهذه المجموعات يتراجع الخطر الأمني على لبنان.
خطر التفجيرات

هل يعني ذلك أن التفجيرات الأمنيّة بعدما تراجعت أصبحت اليوم أقل بكثير عن السابق؟ يجيب كرم أن التفجيرات الأمنية خفت منذ فترة، وكل ذلك بناء على قدرة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنيّة على تنفيذ فكرة الأمن الاحتياطي والاستباقي، وقدرة الجيش اللبناني على كشف المحاولات والمؤامرات على لبنان قبل أن تقع، واليوم تتثبت أكثر، مع تطوّر الجيش اللبناني في كشف كل الأمور، ولكن رغم ذلك لبنان معرض كسائر دول العالم إلى بعض المؤامرات والحركات "الإرهابية" التي تنتج عن ما يحاك للمنطقة ككل.

سكرية يعتبر أن الخطر الأمني خف على لبنان وعلى ما يبدو الأمر حصل لأن الجيش وجّه ضربة معنوية وسياسيّة وميدانيّة لركائز الإرهاب في لبنان خصوصًا في البقاع الشمالي، وبالتالي من المنطق أن يخفف ذلك من قدرة "الإرهاب".

تسليح الجيش

ماذا عن تسليح الجيش اللبناني وهل هذا الأمر كاف اليوم؟ يقول كرم التسليح يتطوّر، وثقة الدول العالميّة والعربيّة بالجيش اللبناني وقدرته على التماسك قوية أيضًا، وهي كلها أمور يكتسبها الجيش اللبناني مع الوقت بناء على إدارته للأمور، وبناء على قيادة الجيش، وبناء على معاركه على الجبهات وقدرته على مجابهة التحديّات العسكريّة.

عن تسليح الجيش يقول سكرية أن هذا يشكل المدماك في وجه الجماعات "الإرهابية" وتبقى الإرادة والقرار السياسي هما الأهم. ويشير سكرية إلى ان الجيش يسلح جيدًا للمخاطر الداخليّة لكن لما هو أكبر من ذلك فهو بحاجة إلى التسليح أكثر.

دور التضامن

أي دور لتضامن اللبنانيين مع الجيش من أجل صدّ كل محاولات "إرهابيّة" ضد لبنان؟ يقول كرم إنها مسألة أساسيّة جدًا وهي المدماك، فالجيش اللبناني يكون مرتاحًا عندما يكون اللبنانيون متضامنين معه ويؤازرونه كلهم بجميع فئاتهم، ومع تعاون كل اللبنانيين واتفاقهم كلهم بدون استثناء على دعمه بالقرار وسياسيًا، حينها يصبح الجيش اللبناني أكثر قوة وبسالة، من خلال اعتباره& الجهة الوحيدة والشرعية للدفاع عن اللبنانيين جميعهم، من هذا المنطلق عندما تتوافر هذه الشروط للجيش اللبناني، يصبح قادرًا على القيام بمعاركه وإنجازاته بشكل مريح جدًا، ولا حل للبنان ولا سلام أو أمن للبنانيين إلا بتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور في الداخل وعلى الحدود.

سكرية يعتبر أن التضامن اللبناني مهم جدًا، وكل اللبنانيين اليوم متضامنين مع الجيش، بدليل أن الانقسامات الداخليّة والسياسيّة ليست موجودة في مسألة الجيش اللبناني.
&