&
لندن: في إشارة إلى صراع النفوذ الذي تخوضه إيران والولايات المتحدة على الساحة العراقية، أكد المرجع الشيعي العراقي السيستاني اليوم على ضرورة اعتبار مصالح العراق فوق مصالح هاتين الدولتين، وأكد رفض قانون الكونغرس تسليح السنة والأكراد، بعيدًا عن الحكومة المركزية، وطالب باتباع وسائل اعلامية علمية لمواجهة تضليل تنظيم "داعش" ومكاشفة الرأي العام العراقي بحقائق الاوضاع في ساحات المعارك.&
&
رفض قانون الكونغرس بتقديم السلاح للسنة والأكراد بعيدًا عن الحكومة
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، معتمد المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني، خلال خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم، وتابعتها "إيلاف" عبر قنوات محلية، إن المساعدات الخارجية التي تقدم إلى العراقيين في حربهم ضد الإرهاب، وتخليص اراضيهم من تنظيم "داعش" يجب أن لا تمس سيادة العراق ووحدة شعبه وأرضه، ولذلك فإنه لا يمكن القبول بالقانون الأخير الذي صوت له الكونغرس الأميركي بتقديم المساعدات العسكرية إلى بعض المناطق العراقية من دون مرورها عبر الحكومة العراقية.
وشدد على أنه لا بد أن يكون للقوى السياسية العراقية موقف رافض لهذا الاتجاه، والاتفاق على رؤية موحدة لتخليص مناطق العراق التي يسيطر عليها "داعش"، وحذر من الخلافات والشرذمة بين هذه القوى، معتبرًا أن ذلك يمهد الطريق للتدخلات الخارجية التي تعرض العراق لمخاطر التقسيم . ودعا جميع من اسماهم بالمخلصين من ابناء البلد الى أن ينتبهوا لهذه المخاطر وأن يعملوا بجد لاحباطها ويتعاونوا مع القوات الامنية من اجل الحفاظ على مصالح العراقيين.
&
وكانت لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي وافقت على قانون طرحه عضوها ماك ثورنبيري، يفرض شروطًا لتخصيص مساعدات عسكرية أميركية للعراق بقيمة 715 مليون دولار من ميزانية الدفاع لعام 2016، حيث جرت المصادقة بعد إلغاء فقرة اعتبار السنة وقوات البيشمركة الكردية دولتين.
وينص القانون، الذي وافقت عليه لجنة الكونغرس في تصويت لها الليلة الماضية، على إمكانية تزويد قوات البيشمركة والسنة بالمساعدات بشكل مباشر في حال لم تفِ الحكومة العراقية بالتزاماتها بموجب القانون، حيث جاءت الموافقة بعد إلغاء فقرة منه كانت تنص على التعامل مع السنة والبيشمركة على انهما دولتان. ويفرض القانون شروطاً على الحكومة العراقية لقاء الحصول على هذه المساعدات في مقدمتها منحها &المكونات غير الشيعية دورًا في قيادة البلاد في غضون ثلاثة أشهر بعد إقرار القانون، وأن تنهي بغداد دعمها للميليشيات، وإلا فسيتم تجميد 75 في المئة من المساعدات لبغداد وإرسال أكثر من 60 في المئة منها مباشرة للأكراد والسنة.

العمل لمصالح العراق وليس لجهات خارجية
وطالب معتمد السيستاني الأطراف المساندة للجيش العراقي من المتطوعين، في إشارة إلى قوات الحشد الشعبي ومكوناته من المليشيات وابناء العشائر، بالالتزام والعمل بما تمليه المصالح العراقية فحسب دون الاخذ بمصالح الدول المساندة التي تتقاطع مصالحها مع مصالح العراقيين، في إشارة إلى الصراع الايراني الاميركي في العراق من دون تسمية الدولتين.&
ومعروف أن المليشيات الشيعية المنضمة إلى قوات الحشد الشعبي تدين بالولاء لإيران وتنفذ اجنداتها في العراق، فيما يلجأ السنة والأكراد إلى الولايات المتحدة بطلب تسليحهم وتجهيزهم عسكرياً لمواجهة "داعش"، الذي يحتل مساحات واسعة من المناطق التي يقطنونها.
ودعا الكربلائي القوات المقاتلة في الجيش والمتطوعين إلى التنسيق بشكل كامل مع القيادة العامة للقوات المسلحة التي يقودها رئيس الوزراء حيدر العبادي حفاظًا على وحدة الصف والجهد القتالي. واشار إلى أهمية أخذ القيادة العامة لجميع الأطراف المقاتلة تحت مظلة المصلحة الوطنية العامة بهدف تخليص البلد من التهديد الداعشي.
وأضاف أن إدامة زخم الانتصارات المتحققة ضد الارهاب والاستمرار بالاندفاع العسكري والتعبئة النفسية تستدعي التفاف الأجهزة الأمنية والإعلامية مع بعضها والعمل على كشف اساليب التضليل التي ينتهجها "داعش"، والهادفة لادخال الخوف والرعب إلى نفوس المقاتلين من خلال مشاهد القتل الوحشية التي ينشرها .. مشدداً على ضرورة اتباع المناهج العلمية لمواجهة تلك الاساليب ومتابعة وملاحقة الأحداث في ساحات المعارك ساعة بساعة ومتابعة ما ينشره "داعش" ومناصروه، ونشر بالمقابل ما يفند ويكشف اكاذيبه وادعاءاته.
&
مواجهة تضليل داعش بأساليب علمية تكشفه
وطالب معتمد السيستاني السياسيين والمحللين الذين يظهرون على شاشات القنوات التلفزيونية وغيرها من وسائل الإعلام بعدم الركون لما يقوله العدو وانما الرجوع إلى الاجهزة الامنية العراقية المختصة لمعرفة الحقائق وابلاغها إلى الرأي العام. ودعا اجهزة الاعلام إلى اتباع اساليب علمية لتحليل تطورات الاحداث بما يحفظ معنويات المقاتلين في ساحات المعارك.
وشدد على اهمية نقل الحقائق من قيادات القوات المسلحة نفسها، ومن مواقع القتال على الارض، ودعا القيادات العسكرية إلى عدم اخفاء الحقائق عما يجري من خروقات واخفاقات عسكرية في بعض المناطق خوفًا من الاتهام بالفشل.&
&
ودعا الشيخ الكربلائي، معتمد السيستاني، السلطات العراقية إلى رعاية عوائل الشهداء وخاصة القادة والضباط الكبار منهم، الذين ضحوا بأرواحهم من اجل بلدهم واظهروا شجاعة فائقة في الدفاع عنها، وكذلك الاهتمام برعاية الجرحى وارسال من يحتاج منهم لعلاج ضروري إلى خارج العراق، واكد على الادارات الرسمية أهمية الاسراع بإنجاز معاملات تعويض عائلات الشهداء والجرحى ليشعروا باهتمام البلد بهم ورعايته لهم لما قدموه من تضحيات من اجله.
وكان تنظيم "داعش" قد نشر الاسبوع الماضي افلامًا وصوراً تزعم سيطرته على ناظم تقسيم سد الثرثار شمال مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار، واعدامه وقتله لحوالي 150 عسكريًا عراقيًا، الامر الذي اثار استياء شعبيًا وسياسيًا واسعًا واتهامات وجهت إلى القيادات العسكرية بالتخاذل والتقصير ودعوات لها بالاستقالة، ثم ظهر بعدها عدم صحة هذه الادعاءات واستمرار سيطرة القوات الامنية على التقسيم، وأن القتلى بين المدافعين عنه لم يتجاوز 13 عسكريًا عراقيًا.
&