يركز الثوار السوريون هجومهم لتحرير أريحا في ريف إدلب، فيقطعون بذلك آخر طريق إمداد للنظام يربط اللاذقية بحلب، بينما تقترب نيران المعارك أكثر فأكثر من القرداحة.


صدّ الثوار السوريون، بفصائلهم المختلفة، هجومًا لقوات النظام في ريف محافظة اللاذقية، أرادت منه تحصين مواقعها واستعادة مناطق سيطروا عليها في إدلب.&
&
وقد اقترب القتال يوم الجمعة من بلدة القرداحة، مسقط رأس بشار الأسد، مع سيطرة "جيش الفتح" على معبر معرطبعي، شرق مدينة أريحا الاستراتيجية في ريف إدلب، ومع تقدم الثوار في ريف اللاذقية.&
&
واندلعت بعد منتصف ليل الجمعة اشتباكات ضارية في محيط قمة النبي يونس الاستراتيجية، وهي أعلى قمة في محافظة اللاذقية، وتقع بين محافظات إدلب وحماه واللاذقية.
&
وبحسب رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، تحاول قوات النظام التقدّم في محيط قمة النبي يونس شمال شرق اللاذقية لتحصينها، باعتبارها نقطة استراتيجية للتقدم باتجاه سهل الغاب شرقًا ومدينة جسر الشغور شمالاً.
&
الهدف أريحا
&
ونقلت "الشرق الأوسط" عن قيادي في الجيش الحر قوله إن النظام هدف من هجومه إلى استعادة جسر الشغور، "لكن هدف المعارضة الأول من المعركة هو السيطرة على أريحا، حيث تدور المعارك بشكل أساسي، ولا سيما الجسر المهم الموجود فيها، ثم إسقاط حلب".
&
فالنظام يعتمد على هذا الجسر لنقل إمداداته العسكرية من ميناء اللاذقية إلى حلب، بعدما سيطر الثوار على جسر الشغور، ما انعكس سلبًا على طريق إرسالها، ولم يعد يعتمد في هذا الأمر إلا على طرق في الأراضي الزراعية. كما أن السيطرة على أريحا يسهّل مهمة تحرير حلب، فأريحا آخر معقل للنظام في إدلب، وتتحكّم بالطريق الرئيس بين ميناء اللاذقية وحلب.
&
قطع الطريق
&
أضاف القيادي: "النظام يحاول استعادة جسر الشغور باعتماده على سياسة الأرض المحروقة، لكنه أضعف من أن يحقق ذلك، بينما سيعني نجاحنا في السيطرة على أريحا قطع الطريق نهائيًا أمام هذه الإمدادات، فمعنويات الجيش منهارة والاتصالات التي سُرّبت للعقيد سهيل الحسن خير دليل على ذلك، لا سيما أن قوات النظام تقاتل بمفردها في هذه المنطقة حيث لا وجود لحزب الله أو غيره من الميليشيات، على اعتبار أنها كانت منطقة آمنة وخارج خريطة المعارك، ثم إنّ المعلومات التي تشير إلى أن هناك نحو 1500 مفقود من العلويين أدت إلى حالة من الرعب والقلق في صفوف الأهالي والعسكريين على حد سواء".
&
وكانت قد سُرّبت مكالمة هاتفية قبل أيام بين العقيد الحسن، قائد قوات الجيش السوري في الجبهة والملقب بالنمر، والأسد، أكد خلالها الحسن أن أكثر من 800 مقاتل سوري انسحبوا من المعارك الدائرة بينهم وبين الثوار.
&
ما بعد الأسد
&
الى ذلك، نقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر دبلوماسية غربية قولها: "لا مانع لدى الإدارة الأميركية من دعم تصعيد عسكري في سوريا، وهي تريد خطة عسكرية - سياسية واضحة عن المرحلة المقبلة، بعد خروج الأسد من الحكم".
&
وبحسب الصحيفة، قالت هذه المصادر إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما استمعت إلى مقترحات من الجانبين التركي والعربي لإقامة مناطق عازلة، أو على الأقل توفير غطاء جوي للقوات التي يتم تدريبها وتجهيزها بالتعاون مع وزارة الدفاع الأميركية، وهي منفتحة على ذلك، إنما تريد أيضًا "خطة متكاملة لمرحلة ما بعد الأسدـ بشقين عسكري وسياسي".
&
ولفتت المصادر الى أن واشنطن مستعدة لدعم حلفائها في حال تقديمهم خطة تتعاطى مع تنحي الأسد، مع الحفاظ على بنية المؤسسات السورية وضمان حقوق وحماية الأقليات وحل سياسي يمنع حربا ميليشاوية طويلة في سوريا، كما هو الحال في ليبيا.
&
2231 قتيلًا
&
إنسانيًا، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 2231 شخصًا في سوريا خلال نيسان (أبريل) الماضي، في حصيلة تزيد عن آذار (مارس) الماضي بـ 543 شخصًا، ومعظم الضحايا من المدنيين.
&
وأوضحت الشبكة أن قوات النظام قتلت 1884 شخصًا، 1519 منهم مدنيون، بينهم 269 طفلًا (بمعدل 9 أطفال يوميًا)، و192 امرأة، وبذلك تصل نسبة الأطفال والنساء من مجموع الضحايا المدنيين إلى 31 في المئة. وبيّنت الشبكة أن 104 أشخاص كانوا بين الضحايا الذين قضوا تحت التعذيب، أي بمعدل 4 أشخاص يوميًا.
&
وقالت الشبكة إن قوات النظام قتلت 365 مسلحًا خلال عمليات القصف أو الاشتباكات، والجماعات المتشددة قتلت 220 شخصًا، بينهم 68 مدنيًا قضوا على يد تنظيم داعش، منهم طفلان وسيدتان وضحية واحدة جراء التعذيب، إضافة إلى 142 مسلحًا قضوا خلال الاشتباكات بين التنظيم وفصائل من المعارضة السورية المسلحة أو في عمليات إعداماتٍ ميدانية للأسرى، فضلًا عن مقتل 10 مدنيين بينهم طفلان وسيدة وثلاثة أشخاص تحت التعذيب على يد جبهة النصرة، إلى مقتل 3 مدنيين برصاص حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
&
ووثق التقرير أيضًا مقتل 82 مدنيًا على يد المعارضة المسلحة، بينهم 21 طفلًا، و14 سيدة، مؤكدًا الحصيلة هذه هي ما استطاعت الشبكة توثيقه بالاسم والمكان والزمان، مشيرًا إلى وجود حالات كثيرة لم يتم توثيقها.